عادي

جواز وبطاقة مزوّران

23:06 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

على بعد أمتار من سلّم الطائرة في مبنى الركاب رقم 1 بمطار دبي، وقف آسيوي ينتظر متلهّفاً الصعود إلى الطائرة التي ستنطلق بعد دقائق إلى أوروبا، ينتظر الشاب الذي استعان بآخر لتزوير جواز سفر وتأشيرة «شنغن» إلى بوابة العبور المؤدية إلى الطائرة، ومنها إلى تحقيق حلمه والوصول إلى فرنسا ليبقى هناك.

حلم الشاب بالعمل والإقامة في فرنسا، لتحسين وضعه، ومن أجل ذلك دفع الكثير في سبيل تلك الرحلة، فقد باع كل ما يملك في موطنه واتفق مع آخر وعده بإمكان تنفيذ خطة عبر تذكرة طيران تتوقف في دبي.

اتفق الشاب مع صديقه أن يوفر له جواز سفر وتأشيرة «شنغن» مزورّين مقابل 3 آلاف دولار، فضلاً عن بطاقة صعود طائرة تعود إلى شخص من موطنهم يحمل جنسية دولة أوروبية مقابل 500 جنيه إسترليني.

في الوقت المحدد، وبحسب اتفاق الشاب وصديقه المزوّر وتنسيقهما مع الآخر على لقاء الشاب في الموعد نفسه، داخل المطار، بعد الاتفاق مع الأوروبي على الحضور في موعد رحلة ترانزيت الآسيوي بمطار دبي، حتى يسلمه البطاقة إلى فرنسا. وتسلّم الشاب البطاقة، إلا أن فطنة مفتش إقامة دبي، كشفت خطة الشاب مع المزورين، فقبض على الشاب والأوروبي، خلال صعود الأول إلى الطائرة.خضع الشاب للتحقيق، حيث أقر باتفاقه مع آخر هارب لتوفير جواز سفر مزوّر به ملصق تأشيرة «شنغن» مقابل 3000 دولار فضلاً عن 500 جنيه إسترليني لأوروبي من أصل آسيوي، مقابل بطاقة صعود الطائرة.

وأفاد في التحقيقات، بأنه التقى في السوق الحرة الأوروبي الذي حجز تذكرة طيران إلى فرنسا واستخرج بطاقة صعود الطائرة من شركة الطيران، حيث تسلّم منه البطاقة وذهب إلى قاعة انتظار الطائرة، إلا انه فوجئ بمفتش الجوازات، يستفسر منه عن صاحب بطاقة الصعود للطائرة، فأقر بجريمته.

بعد دقائق أحضر مفتش من إقامة دبي الشخص الأوروبي، حيث حقق معه في قضية التزوير، فأنكر. فحوّل الشاب والأوربي إلى الجهات المختصة. وجمعت الاستدلالات، وفحصت كاميرات المراقبة ومواجهة الأوروبي بنتائج التحقيقات، فاعترف بتسلّمه 500 جنيه إسترليني من الآسيوي مقابل بطاقة صعود الطائرة وأنكر صلته بالشاب، وأقر بأنه اتفق مع آخر هارب، على تسليم الشاب بطاقة صعود الطائرة مقابل مبلغ مالي.

وأفاد في التحقيقات بأنه اعتاد تسليم ركاب من جنسيته بطاقة صعود الطائرة لرحلات مختلفة ودول متعددة، وأنكر تهمة ارتباطه بشبكة متخصصة في قضايا التزوير، فأحيل الأوربي والشاب إلى النيابة العامة ومنها إلى المحكمة.

وخلال جلسة المحكمة أنكر الأوروبي جريمته، بينما وقف الشاب نادماً على ارتكاب جريمته، وبرر ما حدث بتطلعه إلى تحسين مستواه المعيشي والسفر إلى دول الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل حلماً، فشل في تحقيقه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ebhxkat

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"