مارلين سلوم
أفضل قراءة لكل حدث فني ومهرجان، هي قراءة الانطباع العام والضجة التي يثيرها، عندها تتأمل المشهد وتستطيع تقييمه بشكل موضوعي أكثر. ومهرجان «جوي أووردز» الذي أقامته هيئة الترفيه في السعودية، أثبت نجاحه كمهرجان فني ضخم، وذكاء منظميه الذين يعملون على تطويره وزيادة جرعة الإبهار في تنظيمه واللوحات الاستعراضية والإضاءة والديكور والإخراج المسرحي عاماً بعد عام.. ورغم حصره بالأعمال التلفزيونية التي تقدمها وتنتجها مجموعة «إم بي سي»، بجانب تطرقه لأعمال سينمائية وتكريم رياضيين وكبار النجوم العرب والعالميين عن مجمل مسيرتهم الفنية.. إلا أنه حدث ضخم ومبهر وجميل، حتى اختيار فاليري أبو شقرا ووسام بريدي لتقديم الحفل كان موفقاً جداً؛ لأن الثنائي متناغم ولبق وراقٍ ولا يفتعل أو يزايد أو يتلعثم..
نجح المهرجان كحدث وتنظيم، ولم ينجح في كل اختياراته للفائزين، يقال أنه اعتمد على تصويت الجمهور، ربما نقتنع لو أن النتائج جاءت متطابقة مع قناعة الجمهور وخياراته وآرائه التي صار يبديها مباشرة وبدون أي وسيط ولا انتظار وقت وأضواء ومحطات واستطلاعات كي يقول نعم لفلان ولا لفلان.
كان من الممكن أن نصدق أن «صالون زهرة2» أفضل عمل على «شاهد»، لولا أننا شاهدنا وسمعنا وقلنا وقرأنا كيف مالت دفة الجمهور نحو أعمال أخرى وتراجع «زهرة» سريعاً عن قائمة الأكثر مشاهدة على المنصة نفسها؛ كما أن المسلسل لم يكن أفضل ما قدمته «شاهد» هذا العام وهذا الموسم، فلماذا ترفع من شأن عمل ضعيف وتتجاهل أعمالاً أقوى؟ ولماذا الإصرار على أن نادين نجيم هي الأفضل بينما تنافست مع ممثلات بارعات؟
لا نقلل من شأن أحد، ومن الطبيعي أن يعرف الفنان مراحل صعود ومراحل أقل صعوداً، وكذلك الأعمال وشركات الإنتاج، لكن المهم أن نعرف كيف نرتقي إلى مستوى الاعتراف بالحقيقة، وهذا ما ينطبق على اختيارات أخرى رفعها المهرجان إلى مستوى التفوق بينما المتنافسون الآخرون أكثر منها نجاحاً، ووفق إجماع الجمهور على «السوشيال ميديا» ليس اليوم أو خلال المهرجان بل خلال العام الماضي كله.
اللباقة التي تحلى بها وسام بريدي وفاليري أبو شقرا ومعظم الفنانين أفلتت من الفنانة أنغام فبدت فظة في تعاليها على زميلين تسلمت منهما جائزة أفضل مغنية، فربما لم تقصد إهانة ديما قندلفت وسامر المصري بقولها إنها توقعت أن يسلمها الجائزة أبو ناصر (المستشار تركي آل الشيخ)؛ لأنها رأت نفسها في مستوى المكرمين المميزين لا الفنانين الحاصلين على جوائز ويستلمونها من زملائهم الفنانين، رأت نفسها بمستوى أعلى ولم تتمالك ألا تفصح عما يجول بخاطرها، علماً أن فوز أنغام تكريم بحد ذاته؛ لأنها في الواقع لم تقدم خلال العام الماضي ما أعجب الجمهور أكثر مما قدمته إليسا ونانسي عجرم وأصالة، اللاتي تنافسن معها عن فئة أفضل مطربة.
