عادي
«قصص» أبدعتها أناملهم

«إيواء» يؤهل ضحايا العنف والاتجار بالبشر نفسياً عبر العلاج بالفن

23:52 مساء
قراءة 3 دقائق
العمل الفني بعنوان أحلم كالفراشة

أبوظبي: عبد الرحمن سعيد

يستعين مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – «إيواء» بجلسات العلاج بالفن في دور الإيواء التابعة له، وذلك ضمن أفضل خدمات الوقاية والرعاية والتأهيل والتمكين التي يقدمها لضحايا العنف والإيذاء والاتجار بالبشر المقيمين لديه، حيث يعد الفن أداة علاجية ذات فعالية مثبتة في علاج الأمراض المرتبطة بالصحة العقلية والنفسية، وهو وسيلة ضرورية لإعادة تأهيل الأشخاص المصابين باضطرابات ما بعد الصدمة لدى خضوعهم لبرامج إعادة التأهيل في المؤسسات الإنسانية المختلفة.

وحصلت «الخليج» على مجموعة من الأعمال الفنية، التي أبدعتها أنامل ثلاثة أطفال ونساء مقيمين في دور الإيواء التابعة له خلال جلسات العلاج بالفن والتأهيل النفسي والاجتماعي، وهي عبارة عن مجموعة مختارة من اللوحات التي رسمتها بعض النساء اللاتي نجون من براثن الاتجار بالبشر والأطفال الذين يحظون برعاية وحماية المركز من العنف والإيذاء.

يأتي العمل الفني الأول بعنوان «لسنا مختلفات.. صنعنا ذكريات سعيدة معاً.. ليتنا التقينا في ظروف أفضل»، حيث تروي لوحة «لسنا مختلفات» قصصاً متنوعة لمجموعة من النساء الآسيويات اللائي سافرن خارج أوطانهن بحثاً عن حياة أفضل، إلا أن القدر أوقعهن فريسة لإحدى عصابات الاتجار بالبشر، وشاءت العناية الإلهية أن تتدخل الشرطة لإنقاذهن ثم أحالتهن جميعاً إلى مركز أبوظبي للإيواء، كي يخضعن لبرامج الرعاية والتأهيل والتمكين ويتخطين تجاربهن القاسية.

وتعكس اللوحة نظرة رساماتها لصديقاتهن من الحالات الأخرى المقيمة في دار الإيواء، فقد ألهمتهن المفارقة التي شهدنها في اختلاف المظاهر والثقافات واللغات والأديان فيما بينهن والذي يقابله تقارب قوي في الآمال وحب الأسرة والتجارب الصعبة التي جمعتهن معاً.

ويتضمن العمل الفني الثاني لوحة بعنوان «أعيدوا لي طفولتي.. دعوني ألعب وأمرح.. لا ذنب لي في خلافاتكم»، وصاحب تلك الرسمة طفل في الثانية عشرة من عمره، يعشق اللعب بكرته كأغلب الصبية ويحب الرسم ويبدع فيه، إلا أن التمزق الأسري والإهمال أرهقه بالهموم وحرمه من الاستمتاع باللعب والذهاب للمدرسة مع رفاقه.

ويقيم صاحب الرسمة حالياً في دار إيواء النساء والأطفال التابع لمركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية - إيواء، حيث يحظى بالرعاية النفسية والصحية والاجتماعية ويتلقى تعليمه المدرسي كما يجب، والأهم من ذلك أنه يلعب ويمرح مع الأطفال الآخرين بينما يعمل الاستشاريون الأسريون على الصلح بين والديه والتمهيد لبيئة أسرية مناسبة يحيا فيها الطفل بعد عودته من دار الإيواء، ويحلم الطفل بأن يستمر في اللعب ضمن بيئة صحية يغمرها التفاهم والمحبة وأن يهنأ بطفولته كغيره من الأطفال.

ويتضمن العمل الفني الثالث لوحة بعنوان «أحلم كالفراشة.. كم استغرقت وقتاً لأخرج من شرنقة الخوف.. أنا الآن أبحث عن الأزهار» والتي صنعتها فتاة محبة للتطريز والفنون، وجاءها عرض عمل خارج البلاد في مجال المبيعات، وبالرغم من عدم شغفها بهذا المجال، رضيت بالسفر وقبول الوظيفة أملاً في الخروج من ظلمات الفقر، ولكن سرعان ما اكتشفت أن عرض العمل وهمي وهو مجرد واجهة لاختطافها وإيقاعها في شباك الاتجار بالبشر.

وبعد أن عانت لشهور من ويلات العنف النفسي والجسدي والجنسي، تمكنت أخيراً من الهروب وواجهت مخاوفها بإبلاغ الشرطة عن المجرمين وأماكن وجودهم، فساعدت بإدلاءاتها على إنقاذ المزيد من النساء، ثم أُحيلت إلى مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية – إيواء كي تتلقى برنامجاً شاملاً للرعاية يعينها على التعافي من الماضي الأليم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yvf68y34

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"