عادي
الالتزام بالنصائح والتعليمات ضروري

الترميم الجراحي.. استعادة للشكل والوظيفة

22:47 مساء
قراءة 5 دقائق

تحقيق: راندا جرجس

تُشكل الجراحات الترميمية التجميلية أحد المجالات الطبية المهمة، حيث إنها تُستخدم في استعادة شكل ووظيفة الجسم لوضعه الطبيعي، عن طريق إصلاح الأنسجة المتضررة، ومعالجة التشوهات الخلقية في الوجه أو الأطراف، أو الآثار الناتجة عن الحوادث والرضوض كالجروح المعقدة والكدمات والحروق، وقد شهدت الثورة التكنولوجية الطبية تقدماً هائلاً في هذا النوع من الجراحات والتطور في الأجهزة الطبية التي تعطي نتائج فعالة للمريض، ويسلط الخبراء والاختصاصيون الضوء على مجموعة من الفئات التي تحتاج إلى الجراحات الترميمية.

يقول د. جهاد السخن أخصائي جراحة الفم والوجه والفكين إن هناك العديد من الأشخاص يمكن أن يحتاجوا إلى الجراحة التجميلية في الأنف، كالذين يتعرضون للحوادث المختلفة أو مشكلات جسدية كانسداد مجرى الهواء الأنفي، تدلي الغضروف أو الصمامات الخارجية والداخلية للأنف، العظم الأنفي، تدهور تناظر الأنف) إنقاص أو زيادة بشكل غير كافٍ في ارتفاع الأنف الخلفي أو ارتفاع الجسر أو نتوء)، وغيرها من التغيرات غير الملائمة من حيث المعايير الجمالية، وعندما تكون عملية الأنف أولية وبسيطة يمكن تصحيحها بسهولة، ولكن في حالات المشكلات الكبيرة بعد إجراء الجراحة التجميلية أو تم التلاعب بالتشريح الطبيعي للأنف، فيجب التدخل بالعملية الترميمية.

يلفت د.السخن أن كسر الأنف يؤدي إلى انحراف الحاجز الأنفي، ويسبب ضيق المجرى الأنفي، ما ينجم عنه عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي وخاصة عند النوم، وربما يعاني المريض تقدماً في الفك السفلي، والتعرض إلى مشاكل في الفكين والمظهر، ومخاطر أخرى مثل: مشاكل في الإبصار، داء الشقيقة، والألم في الرأس والأذن وخروج إفرازات، الشخير، وروائح كريهة من الفم، وربما تساعد الأدوية كعقاقير إزالة الاحتقان ومضادات الهيستامين على تخفيف أعراض انحراف الحاجز، ولكن قد تلزم التدخل الجراحي لتجنب المضاعفات.

ويضيف: يعتمد معدل الشفاء على التزام المريض بالنصائح والتعليمات ما بعد العملية، وعادة ما يكون التورم الحاد شائعاً بعد شهر إلى شهرين من عملية ترميم الأنف، نتيجة الضربات على هذه المنطقة أثناء جراحة إعادة البناء، ويزول هذا التورم والكدمات في الشهر الأول، ولكن بالنسبة الأنوف اللحمية فمن الممكن أن يستغرق شهرين أو أكثر.

الشفة الأرنبية

يشير د. جميل الجمالي استشاري الجراحة التجميلية إلى أن الدراسات والأبحاث كشفت مؤخراً عن وجود جين معين يؤدي إلى خلل في تركيبة الشفاه عند الأجنة، وبالتالي ولادة طفل مصاب بالشفة الأرنبية، وتزداد فرص الخطر عند وجود تاريخ مرضي بهذا العيب الخلقي في العائلة، ولذلك يجب على المرأة الحامل تناول المكملات الغذائية والفيتامينات، لضمان النمو السليم للجنين.

ويضيف: أن علاج الشفة الأرنبية يتطلب إجراء جراحة عدة عمليات على مراحل مختلفة بحسب الحالة الصحية للطفل، واعتماداً على مدى عمق العيب في الشفاه، وحالياً يعكف الأطباء على إيجاد علاج لهذا الجين ليتمكنوا من تفادي هذه المشكلة قبل ولادة الطفل، حيث تعتبر هذه التشوهات الوراثية الأكثر انتشاراً، وتنجم عن نقص الأنسجة في منطقة الشفة.

ويقول د. الجمالي: «أصبح الآن لدينا القدرة على التعامل مع تغيير شكل العظام في جمجمة الطفل باستعمال المناظير بفتوحات بسيطة، حيث يمكننا إجراء العمليات في أشهر مبكرة من عمر الرضيع، للذين يعانون مشكلات في عظام الوجه يمكن تؤدي إلى اضطرابات في الصوت، وذلك من خلال استخدام تقنيات تنظيرية لعلاج التشوهات في عظام الجمجمة التي تؤدي إلى تشوه في شكل الجمجمة وارتفاع في ضغط سوائل المخ، كما أدت التطورات في مجال الأشعة إلى تحسّن ملحوظ في كيفية التخطيط للعمليات بطريقة ثلاثية الأبعاد بدلاً من التفكير ببعد واحد».

آثار الحروق

يشير د. رمزي معماري، أخصائي الجراحة التجميلية أن الحروق تُصنف بحسب شدة اختراق الجلد، حيث إن الحروق من الدرجة الأولى تكون سطحية ولا تتأثر إلا الطبقة الخارجية من البشرة تلتئم من تلقاء نفسها بسبب الأدمة المتبقية التي تجدد المنطقة، أما المرحلة الثانية فتؤثر في جزء من الأدمة وتتميز بظهور البثور مكان الإصابة، وتحتاج إلى تنضير الجلد المحروق، عن طريق التضميد بالمضادات الحيوية الموضعية لتجنب العدوى.

ويضيف: حرق الدرجة الثالثة يشمل جميع طبقات الجلد ويدمر الأعصاب حتى تشعر المنطقة المصابة بالخدر، وتتعمق حروق الدرجة الرابعة وتؤثر في العضلات والعظام ولا يشعر المريض بأي ألم بسبب تلف الأعصاب، وتحتاج هذه المراحل إلى التدخل الجراحي لإزالة الأنسجة غير القابلة للحياة وإجراء ترقيع جلدي.

يشير د.معماري أن علاج الحروق القديمة التي تسبب تقلصات الجلد والجُدرات جراحياً، يتم عن طريق تحرير التقلصات خاصة في المناطق الوظيفية مثل مفاصل الذراعين والإبط والرقبة حيث تكون الحركة ضرورية، تتضمن العمليات الجراحية التخلص من الندبات والتقلصات للسماح بحركة هذا الجزء.

وتُستخدم السديلة الموضعية (قطعة من النسيج مع تزويدها الدموي تستخدم لتغطية جرح مفتوح) بالاقتران مع إطلاق الندبات والتقلصات وتطعيم الجلد الجزئي أو الكلي لمناطق معينة مثل تمديد الرقبة أو الجفون والأنف وغيرها.

ويضيف: تجدر الإشارة إلى استخدام تمدد الأنسجة عند الاقتراب من المنطقة المحترقة، وتعالج هذه الطرق مناطق الحروق من الدرجة الثالثة والندبات الضخامية في أماكن أخرى من الجسم، ويتم تحسين الجزء الوظيفي بشكل كبير، وكذلك الجزء التجميلي ولكن لون الجلد المزروع يختلف عن الجلد الطبيعي خاصة الطعم الجزئي السماكة، نظراً لأنه يؤخذ من أجزاء مختلفة من الجسم، ولذلك يحاول الطبيب أخذ الطعم الجلدي من أماكن مجاورة، وهناك بدائل من الجلد الصناعي لحالات الحروق، وتلعب دور الجلد الطبيعي، ويتم استخدامها عندما تكون المنطقة المراد تطعيمها واسعة، وهناك ندرة في منطقة الجلد المانحة الطبيعية.

إصابة الأطراف

تغطي الجراحة الترميمية التجميلية لليدين والقدمين مجموعة واسعة من الحالات، حيث إنها تٌعالج الحالات الخلقية أو المؤلمة أو المعدية أو الخبيثة أو حتى الإقفارية، عندما يولد بعض الأطفال بارتفاق أو تعدد الأصابع في اليدين أو القدمين، وفقاً للدكتور مانيك مينيزيس أخصائي جراحة التجميل.

ويضيف: تشمل الحالات التي تتطلب الجراحة الترميمية أيضاً الإصابات الناجمة عن الحوادث، الحروق، إصابات الأوتار، متلازمة النفق الرسغي، تقلصات دوبويتران، إصابات سحق الأصابع، بتر الأصابع بالكامل، وكذلك المشكلات المُعدية التي تتطلب جراحة لمرضى السكري، التهاب اللفافة الناخر، بالإضافة إلى أورام الجلد الخبيثة التي تصيب اليدين مثل الورم الميلانيني، وسرطان الخلايا الحرشفية، وأورام العظام وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أن العمليات الجراحية الترميمية تهدف إلى تزويد المرضى بأفضل النتائج الوظيفية، وتشمل الخيارات الترميمية ترقيع الجلد، والسدائل، والعناية المتسلسلة بالجروح، وتطعيم الدهون، والليزر.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mskcbyra

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"