ثقافة أصيلة

هنا الشارقة
23:55 مساء
قراءة دقيقتين


** من عام إلى عام يتجدّد وصال الشارقة مع العالم من خلال الطوّاف الدولي للدراجات، حيث يطل العالم عبر نوافذ الإعلام المختلفة على معالم الإمارة الباسمة، ومع الإطلالة البانورامية التي تطوف بين رموزها التراثية القديمة وصروحها المدنية الحديثة، يدرك المشاهد منذ الوهلة الأولى أن الشارقة تزداد إشراقاً وجمالاً من دورة إلى أخرى، ولا منة ولا فضل في ذلك الإبداع المتجدّد إلا لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يرسم بريشة فنان كل آيات جمالها، ويبدع بخيال شاعر كل ما يتمنّاه المرء في حاضرها قبل مستقبلها.

** نعم نفخر في مجلس الشارقة الرياضي بالنجاح الذي يحققه الطواف في كل نسخة جديدة. ومن جانبي أسعد كثيراً بالروح الجميلة التي تجمع بين أعضاء فريق العمل في اللجنة العليا المنظمة، وأدرك جيداً أنه لولا تلك الجهود المخلصة لما حافظنا على مكانة الحدث الدولي ومكانه المتميز بين طوافات آسيا والعالم، لكن الشيء الأكيد الذي لا خلاف عليه، هو أن الرهان سيبقى قائماً ومستمراً على الثقافة الشرقاوية الأصيلة التي يصعب أن تتغير مهما تغيرت ظروف الزمان والمكان.. تلك الثقافة التي طبعت بصمتها على البشر سلوكاً وقيماً وعادات، قبل أن تُنقش علاماتها على الحجر قلاعاً وصروحاً ومنشآت. فهذه الثقافة التي أرساها وبناها سلطان وراعى فيها بناء الإنسان قبل تشييد البنيان هي حصننا الحصين، وهي الامتياز الحاضر في أي تنظيم على مر السنين.

** واسمحوا لي أن أستعرض معكم بعض ما تجلى في النسخة الحالية من مفردات تلك الثقافة:

أولاً: سيادة الكادر الوطني وشغله لكل جوانب التنظيم والإدارة بالكامل، ما حقق لنا سعادة داخلية عظيمة.

ثانياً: الحرص على وجود ومشاركة لاعبي المنتخب وفرق الإمارات للاستفادة من الاحتكاك بالدرّاجين الدوليين، وهو هدف وطني كبير ومهم، هانت معه التضحية بارتقاء الطوّاف في التصنيف الدولي، فما جدوى الترقية إذا كان ثمنها خروج أبنائنا من المشهد؟

ثالثاً: استثمار النافذة الدولية للحدث بإقامة سباقين على هامشه للشباب والمعاقين، ومن رأى السعادة في عيونهم كما رأيناها، سيدرك قيمة تلك الفكرة ومغزاها.

** كل الشكر لفريق العمل التنظيمي على النجاح الذي تعبر عنه الأرقام المطّردة للمشاركين، وباسم كل الرياضيين أتقدّم بخالص التهنئة للحاكم الحكيم، بمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لتوليه مقاليد الحكم.. وكل طواف وأنتم ووالدنا وقائدنا بخير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/28dvc54v

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"