عادي
9 سنوات على الرحيل

عبدالله عمران.. مآثر خالدة وذكرى باقية

00:27 صباحا
قراءة 3 دقائق
Video Url
1

الثلاثون من يناير/كانون الثاني، عام 2014، كان يوماً مؤلماً منغّصاً.. خبر مفجع بأن الدكتور عبدالله عمران، غادرنا إلى رحمة الله عزّ وجلّ.. حيث جاء القضاء الذي لا مفرّ منه، وهو الذي لا رادّ له، لأنها إرادة الله.

اليوم انقضت سنوات تسع على الرحيل المؤلم والمحفّز في الوقت نفسه؛ لأن المغفور له، الدكتور عبدالله عمران تريم، لم يغب عنّا، منذ غادرنا إلى الدار الآخرة جسداً، لأن روحه وأفكاره وآراءه الحصيفة لا تزال بيننا، تدفعنا إلى استمرار الخطى على طريق الراحل؛ لأن هذا الطريق، هو الذي رسمه لمستقبل إعلامي وإنسانيّ لعالم الصحافة الذي لم يرَه مع شقيقه الراحل تريم إلّا حافلاً بالخير والعطاء والثقافة.

ولا تزال كلمات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الأثيرة، حين نعاه، حاضرة ماثلة، حيث قال: «أنعى لأبناء شعبنا الكريم ابن الإمارات البارّ، رجل الدولة القدير، والإعلامي الكبير، المغفور له بإذن الله تعالى الدكتور عبدالله عمران تريم.. لقد فقدت بأبي خالد، أخاً عزيزاً وصديقاً وفياً، عرفت فيه مكارم الأخلاق وشجاعة الرأي وصفاء النية وصدق الانتماء لوطنه والإخلاص لقيادته».

لم تكن هذه الكلمات، إلّا تعبيراً من قائد فذّ، يعرف قامات وطنه المبدعة الخلّاقة الذين أسهموا، بدأب وإخلاص وعمق رؤى، في بناء هذا الوطن الذي بات مقصد القاصي والداني، من جميع أنحاء العالم.

كلمات مؤثّرة من قائد، تدلّ على أن الراحل لم يكن رجلاً عادياً، بل من الرجال الأفذاذ الذين يعزّ وجود نظراء لهم.. فكل من زامله وعرفه، كان يدرك جيداً هذه الصفات؛ فهو مدرسة بكل معنى الكلمة، بمهامه التي تولّاها، منذ بدايات إنشاء الدولة، حيث كان وزيراً لاثنتين من أكثر الوزارات تفاعلاً مع الناس، وهما العدل والتربية والتعليم، حيث العدل مطلب الجميع وملاذهم ومأمنهم، والتربية والتعليم أساس التنشئة السليمة لأجيال المستقبل، وهذا ما نراه واضحاً جليّاً في أبناء هذا الوطن.

وتوّج هذا كلّه، بتأسيس هذه الدار، دار «الخليج» للصحافة والطباعة والنشر، مع شقيقه الراحل، فغدت منارة إعلامية شامخة، على امتداد الوطن العربي، وكانت مدرسة في الصحافة خرّجت أجيالاً من الصحفيين العرب المتميّزين، ولم تحِدْ يوماً عن موقفها «للحقيقة دون خوف وللواقع دون زيف».

وفي الرابع من فبراير/شباط عام 2014، أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بإطلاق اسم الراحل عبدالله عمران تريم، على شارع «الثريا» في دبي، عرفاناً بما قدمه الفقيد على مدار سنوات طويلة من إسهامات وطنية جليلة.

الرحيل المفاجئ للوجه الإعلامي العربي الإماراتي البارز الدكتور عبدالله عمران تريم، كأنه كان بالأمس، ونعته دواوين صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وصاحب السمو الشيخ سعود بن راشد المعلا، عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، وصاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، ووزارة شؤون الرئاسة، وهو ما خفف مصابنا الجلل بفقد أبي خالد.

تكريم القيادة الرشيدة للراحل، يثبت أن هذا الوطن يفخر بأبنائه المميّزين، ويعمل على أن يكونوا نماذج تقتدي بها الأجيال، ومراجع للبحث والعلم والمعرفة، بما يزيد ألق هذا الوطن وتبوّءَه المراكز المتقدّمة في كل المجالات.

أبو خالد سيظل حاضراً بيننا بذكراه العطرة، إلى جوار جيل المؤسسين الذين شاركوا في إقامة الاتحاد الميمون، وواكبوا مسيرته بعطاء غير محدود.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddsp3vw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"