نحن والتعليم

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

في عام 2006، ورد في تقرير للمنظمة الخيرية الدولية «أوكسفام»، عن حال التعليم في العالم، أن مئة وخمسة وعشرين مليون طفل في الفئة العمرية 6-11عاماً لم يسجلوا في المدارس على الإطلاق، ولنّا أن نتخيّل، ونحن في عام 2023، أن كل هؤلاء، أو على الأقل غالبيتهم، نشأوا وكبروا وهم أميّون، وكل هذا ونحن في القرن الحادي والعشرين، لا قبله.
لكن لِمَ العودة إلى قرابة ربع قرن مضى، فقبل أيام فقط، بالضبط في 24 من هذا الشهر، يناير/ كانون الأول، الذي يصادف اليوم العالمي للتعليم، نشرت الأمم المتحدة ومنظمة التربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، أرقاماً صادمة لواقع ودور التعليم عبر العالم، جاء فيها أن حوالي 50% من الأطفال ممن هم في سن الدراسة الابتدائية غير الملتحقين بالمدارس عبر العالم، يعيشون في مناطق تشهد حروباً وصراعات مسلحة، كما أن 617 مليون شاب حول العالم، لا يتوفرون على الحد الأدنى من معايير الكفاءة في القراءة ومهارات الحساب، ومعرضون لأخطار الجهل والفقر.
لنعد إلى القاعدة البديهية القائلة، إن التعليم هو سر نهضة أية أمة. علينا ألا نذهب بعيداً، ولنلتفت إلى التجارب الآسيوية، فعودة إلى التاريخ القريب، تظهر أن سرّ ما عرف ب«النهضة الآسيوية» في اليابان والبلدان التي عرفت في إحدى الفترات بنمور آسيا، أنه كان للتعليم مكانة محورية في نهضتها تلك، ونحسب أن هذا القول يصحّ اليوم على نهضة الصين والهند وسواهما.
صنّف تقرير «اليونيسكو» المشار إليه البلدان العربية في ثلاث خانات، وهو يتحدث عن واقع التعليم الحكومي في بلداننا، الذي عليه، لا على التعليم الخاص، تقع المسؤولية الأكبر. في الخانة الأولى وضع التقرير دول الخليج الست التي توفر الميزانيات الضرورية لقطاع التعليم، وهي بذلك تؤمن التمدرس لأطفالها، بسبب ما هي عليه من قدرات مالية، أما المجموعة الثانية فتشمل الدول المستقرة نسبياً، وتشمل المغرب والجزائر ومصر وليبيا وموريتانيا والأردن، ويعاني القطاع التعليمي فيها «مشاكل هيكلية بسبب النقص في الموارد المالية»، أما المجموعة الثالثة فضمّت الدول «التي مزقتها الحروب والصراعات والانقلابات العسكرية والفساد والقلاقل الداخلية مثل اليمن وسوريا ولبنان والعراق والصومال»، وبات وضع التعليم فيها باعثاً على الخيبة الكبيرة، حيث لم تعد له  الأولوية في بلدان تمزقها الحروب.
حتى مع هذا التفاوت، فإن أوضاع التعليم ومشاكله، عربياً، تتطلب حديثاً أكثر تفصيلاً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mthptzvy

عن الكاتب

كاتب من البحرين من مواليد 1956 عمل في دائرة الثقافية بالشارقة، وهيئة البحرين للثقافة والتراث الوطني. وشغل منصب مدير تحرير عدد من الدوريات الثقافية بينها "الرافد" و"البحرين الثقافية". وأصدر عدة مؤلفات منها: "ترميم الذاكرة" و"خارج السرب" و"الكتابة بحبر أسود".

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"