الطفل وبدء رحلة العلوم

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هل أنت على يقين من أنك تعرف متى يجب أن تبدأ التربية العلمية للأطفال؟ لعلك تتصور أن التجارب الذهنية مقصورة على أمثال جاليليو جاليلي وأينشتاين؟ هل تسمح بإلقاء نظرة على العمود في هذا المحور يومين وربما ثلاثة إن شاء الله؟
لا يفشل الأطفال في تلقي العلوم ولا ينفرون منها إلا إذا كانت أساليب التعليم ثقيلة الدم. خذها مسلّمة، لا يوجد شيء في فنون الدعابة يرقى إلى روائعها في العلوم، فهي قمة القمم في عجائب السحر الإعجازي الذي لا يقدر كائن على إبداعه. كل ما يستطيعه العلماء والخبراء هو التقليد بنظام المعادلات والآليات نفسها. من هنا على الآباء أن يدركوا أهمية المقولة: «علّمهم وهم يلعبون». سوف ترى أنك تارة تعلمهم وهم يضحكون، لأنهم يستمتعون وهم يكتشفون ويزدادون معرفة، وتارة أخرى تجدهم في غاية الجدّ وهم يلعبون، لأن اللعب يتملّك إحساسهم وحواسهم ويجنّد طاقاتهم ويحفز مواهبهم كما في الشطرنج، ومثلما يفعل اللعب في الإنجليزية والفرنسية: لعب البيانو والكمان والأوبوا.
متى نفتح الآفاق الذهنية للطفل على العلم وتأهيله للتفكير العلمي؟ الخير في التبكير. في السابعة، تكون قد ظلمته وغبنت استعداداته. في السادسة، لا تفخر باطلاً، فقد وصلت متأخراً. في الخامسة، لا تقل إنك أنجزت الوعد التربوي. في الرابعة، لا بأس فأنت على نهج كونفوشيوس، لكنك غائب عن مكتبة كبيرة أنشأها التربويون المتقدمون للسنوات الثلاث الأولى من عمر الصغير.
على الأسرة ألاّ تتهيّب صعود جبال العلوم. لو قال أحد: سأعلّم طفلي الفيزياء في الخامسة، لقيل هذيان حمّى أو مسّ من الجنون. علم الأحياء لا يحق عند البعض إلاّ لنظير جيرالد إيدلمان. هذه الأفكار تجاوزها الزمن. تأمل الكون والطبيعة وما فيهما من عجائب، تفكّر في روائع الكون. في البدء كان كل شيء طاقةً، فيزياءً، ضوءاً. نشأت عناصر الكيمياء وتنوعت، فكانت أشكال المادة، ومن تلك الكيمياء تشكلت الجزيئات وازدادت تركيباتها تعقيداً، إلى أن ظهرت الحياة، وها نحن على قمة كائناتها. أليست البيولوجيا أعجوبة؟ في شرفة منزلك تستطيع فتح آفاق البيولوجيا لذهن الصغير. الطبيعة مصنع إعادة تدوير، تأخذ السماد وتعطيك وروداً، تتغذى على الورود الذاوية فتمنحك بصلاً ومن بقايا البصل تنعشك بالريحان.
لزوم ما يلزم: النتيجة الموسيقية: الطبيعة عازفة ماهرة على أوتار الضوء والعناصر الكيميائية، وقل الروح من أمر ربي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5hcpws7m

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"