عبدالله عمران تريم المعلم والضمير والذاكرة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

قلّة، وفي ندرة الجواهر الكريمة، مَنْ يتركون أثراً تحويلياً في حياتك، وربما يغيّرون حياتك بالكامل ثقافياً ونفسياً ومستقبلياً، والبعض من هؤلاء يزرعون الزمن والوجود والفكر بالأمل والقوّة والثقة، وهم أرواح إنسانية نظيفة، يظهرون دائماً في الأوقات الصعبة، ويتولّون، في العادة، قيادة الحياة إلى جمالها وإلى مجدها بكل فطرة وأيضاً بكل وعي ثقافي مستقبلي دائماً حين نقرأ أفكارهم وحيواتهم جيداً.
من هؤلاء الدكتور عبدالله عمران تريم. من رجال الصف القيادي التأسيسي الأول في دولة الإمارات العربية المتحدة، أحد رجال الدولة والقانون والتربية والتعليم، والصحافة، وقبل هذا وذاك الإنسان، والأبوي، الطيب الأصل والفصل والمعدن، رجل الفراسة وقراءة مَن هو أمامه في الدقيقة الواحدة، بل في اللحظة التي تحدد دائماً الموقف، والرأي والقرار.
كنت محظوظاً وما زلت أنني وعدداً من الإخوة الزملاء «أبناء مدرسة وثقافة وذاكرة عبدالله عمران تريم»، المدرسة «العمرانية» بمعناها المهني أي الجريدة، والمدرسة العمرانية بمعناها المعنوي أي «أبوخالد» نفسه، فمن الناحية المهنية كنت محظوظاً أن حضرت اجتماعات تحرير عديدة جمعت قيادات الجريدة برأس هذه القيادات د. عبدالله عمران، وكنت أراقب وأتشرّب ملاحظاته على الجريدة من الناحية التحريرية والمهنية والثقافية، لأجد في الرجل معلماً في المهنة من دون أن يطرح نفسه بأي (مَعْلَمَة) على أحد، بل كان، رحمه الله، يبدي ملاحظته بكل حيوية وحرارة، وإلى جانب كل ذلك الدقة والحرفية وثقافة المهنة.
كثيراً ما وقف إلى جانبي أبوخالد، كما وقف إلى جانب الكثير ممن هم في حاجة إلى الأمل والتفاؤل في الجريدة أو خارجها. قيادي كاريزمي، عَمَلي من طراز فريد في الإدارة أو في التدبير المؤسساتي لمدرسة «الخليج» التي تأسست على يده وعلى يد شقيقه الأيقوني تريم عمران تريم (أبو نجلاء) كريم المعنى، ونبيل الذاكرة.
لم يكن من السهل إصدار جريدة في سبعينات القرن العشرين في المنطقة، وليست أية جريدة، بل جريدة مهنية، مبدئية، شجاعة، جريئة لا تخضع لتهديد أو مساومات أو ابتزاز، هذا الثنائي العربي العروبي حيث الإمارات أولوية روحية وثقافية في القلب، وحيث الإنسان العربي هو نجمة الصباح.
من الإصدار الأول 19/ 10/ 1970، ثم التوقف فبراير 1972، ثم الصدور الثاني في 1980، وإلى اليوم لم تغيّر «الخليج» من ثوابتها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4asray3a

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"