عادي
انطلاق المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار

أحمد الفلاسي: الابتكار الرهان الرابح لبناء أجيال المستقبل

22:49 مساء
قراءة 5 دقائق
الفلاسي وعبدالله بن طوق وهدى الهاشمي ود.عبد الرحمن العاصمي ود. محمد المعلا، ود. آمنة الضحاك الشامسي ومطر الهاملي

دبي: محمد إبراهيم

أكد الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم، أن الابتكار هو الرهان الرابح الذي نعوّل عليه لبناء أجيال المستقبل القادرين على مواكبة المتغيرات والمستجدات، ومجابهة التحديات مهما كانت أشكالها، موضحاً أن الابتكار أداة مهمة وفاعلة، طالت جموع طلبة الإمارات في جميع المراحل السنية من الروضة إلى الجامعة.

وقال إن الإمارات وبتوجيهات القيادة الرشيدة، تستعد لتحدي الخمسين سنة المقبلة، بتحقيق الاستباقية، بتنفيذ خطط واستراتيجيات تحقّق الاستدامة على المستويات كافة. مشيراً إلى أن الوزارة ماضية في ترسيخ ثقافة الابتكار ضمن المنظومة التعليمية بشقيها العام والعالي، لتأسيس جيل مشغوف وابتكاري ومهاري، يسهم في استدامة التطوير وتحقيق مكتسبات وطنية إضافية، تتمثل في تسريع وتيرة المنجزات، وتمكين الشباب من المهارات المتقدمة، وبناء قيادات شابة تقود دفة المستقبل.

جاء ذلك، خلال كلمته في حفل افتتاح الدورة السادسة للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم، تحت شعار«بالمعرفة نتخطى كل الحدود» في «آرينا فستيفال دبي»، من 1 إلى 5 فبراير، بالتزامن مع شهر الابتكار.

وحضر الافتتاح عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، وهدى الهاشمي، مساعدة وزير شؤون مجلس الوزراء لشؤون الاستراتيجية، والدكتور عبدالرحمن العاصمي، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، والدكتور محمد المعلا، وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، والدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيلة المساعدة لقطاع الرعاية وبناء القدرات، ومطر الهاملي، الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة، وجمع غفير من التربويين والأكاديميين والطلبة وأولياء الأمور.

منصة فعالة

وقال الفلاسي: إن المهرجان منصة فعالة تسعى بها الوزارة لتوفير بيئة ابتكارية حاضنة لطلبتنا، تتنوع فيها خيارات التعلم، ونضيء على آفاق التكنولوجيا والابتكار والتطور العلمي والذكاء الاصطناعي، ووضع الطالب والمجتمع في قلب الحداثة والمعرفة المعاصرة، وتوفير مساحة واسعة لتعزيز التنافسية والإبداع بين طلبتنا بالاستثمار في أفكارهم وعرض نتاجاتهم وبحوثهم وابتكاراتهم، لصنع إنسان المستقبل المبتكر، وهذا حتما يجسد رؤيتنا التربوية التي تتخذ رؤية الدولة المستقبلية 2071 طريقاً واضح المعالم.

وأشار إلى أن هذه التظاهرة المعرفية الوطنية التي تأتي بالتزامن مع شهر الإمارات للابتكار، الذي ينبض بالحراك والحيوية في مختلف الجهات والفعاليات الرسمية والخاصة، سعياً نحو توظيف الابتكار بما يسهم في رسم مستقبل مستدام لدولتنا، عبر التحول نحو مجتمع اقتصاد المعرفة، ينبع من رؤية القيادة الرشيدة للدولة.

منهجية عمل

وأكد، خلال الجلسة الرئيسية للمهرجان، أن توجهات القيادة الرشيدة، تتمثل في أن تكون دولة الإمارات الأولى في مؤشر الابتكار عالمياً، بحيث تتخذ الابتكار منهج عمل من أجل تحقيق التنمية الشاملة، وجعله أسلوب حياة، ومنهجاً في مختلف مفاصل الدولة وقطاعاتها، وهذا ما نلمسه حالياً.

وأشار إلى أن قطاع التعليم شأنه شأن باقي القطاعات، حيث أضحى الابتكار أداة مهمة في المدرسة والجامعة، بجانب الاهتمام بتضمينه في المناهج الدراسية، وغرس ثقافة الابتكار في المراحل السنية الصغيرة وحتى الجامعة. موضحاً أن المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، فرصة ثمينة، تتيح للطلبة عرض نتاجاتهم وابتكاراتهم وبحوثهم، ودمجهم في المحيط التكنولوجي المعاصر، والتعرف إلى مستقبلها، وحفزهم على الإبداع وأن يصبحوا مبتكرين.

البحث والتقصّي

وقال «ينبغي أن يكون التعليم مدى الحياة هدفاً لكل طالب وطالبة، والاستمرار في شغف التعرف والتزود بالمعرفة والبحث والتقصّي والفضول، للوصول إلى أفكار إبداعية تحوّل إلى ابتكارات تسوق ليس محلياً فحسب، وإنما عالمياً أيضاً».

وأضاف أن أهم مهارة على الطالب أن يتمتع بها، هي التكيف، حيث إن سوق العمل دائم التغير، ويتطلب مهارات ومعارف جديدة، ومن ثمّ، يتحتم على الطالب الاستمرارية في التعلم مدى الحياة، والتدريب والتطوير الذاتي، مؤكداً أن التنمية البشرية هي الهدف الأساسي الذي نسعى لترسيخه في مؤسساتنا التعليمية.

قيمة مضافة

وأكد عبدالله بن طوق المري، أن الابتكار وريادة الأعمال، محوران أساسيان ضمن رؤية الدولة المستقبلية، ونموذجها الاقتصادي الجديد، إذ يعدان ركائز الاقتصاد القوي والفعال، مؤكداً أن الجهود متواصلة لتعزيز ممكنات بيئة ريادة الاعمال بالدولة،

وأفاد بأن الاستثمار في تنمية رأس المال البشري، وصقل مهاراته يصنع قيمة مضافة حقيقية للاقتصاد الوطني، ويؤدي إلى زيادة الإنتاجية، ومن ثمّ يخدم النمو المستدام. موضحا أن الامارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة، تؤمن بأن المواهب هي نفط المستقبل. وكما قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله «رأس المال البشري هو الثروة الحقيقية لهذا البلد قبل النفط وبعده».

مراتب متقدمة

واوضح أن الدولة عملت على تعزيز تنافسيتها وجهةً ليست لاستقطاب المواهب والكفاءات فقط، ولكن لصناعتها وتنميتها أيضاً، عبر الكثير من المبادرات والبرامج الداعمة لتمكين بيئة ريادة الاعمال بالدولة وجعلها ضمن الاكثر تنافسية في العالم، ومن أبرزها الجهود التي تمت لتعزيز منظومة حماية الملكية الفكرية بوصفها ركيزة اساسية من ركائز استقطاب الشركات الناشئة وتحفيز الابداع والابتكار.

وأضاف: لقد انعكست تلك الجهود على تصدر الدولة مراتب متقدمة على مختلف المؤشرات التنافسية المعنية، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى عربياً وال 31 عالمياً في مؤشر الابتكار العالمي، والمرتبة الأولى عالمياً على المؤشر العالمي لريادة الأعمال.

ثروة بشرية

وقالت هدى الهاشمي «لطالما سخّرت دولة الإمارات جهودها للاستثمار في بناء ثروة بشرية قادرة على تحقيق طموحات النمو على مختلف الصُّعُد. وهي سباقة في تطوير معارف ومهارات وخبرات الشباب والطلاب، وقد نجحت في إعداد قادة مؤهلين لمواصلة مسيرة التقدم والنمو».

وأكدت أن فعاليات «الإمارات تبتكر 2023» تركز على تشجيع الشراكات الفاعلة بين القطاعين الحكومي والخاص وأفراد المجتمع كافة، لتوحيد الجهود وتعزيز الابتكار وتوظيفه في خدمة مستقبل الإنسانية، ونحن، في «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي» نواصل مساعينا الدؤوبة في ترسيخ ثقافة الابتكار لدى مؤسسات القطاع الحكومي وتشجيع جميع الفئات، لا سيما الشباب، على إبراز مواهبهم وتفعيل دورهم واستثمار قدراتهم وطاقتهم الإبداعية والابتكارية في اكتشاف وإيجاد حلول وأفكار تساهم في تطوير المجتمعات وبناء مستقبل مستدام.

حوارات استثنائية

وفي وقفتها مع «الخليج» أكدت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، أن هناك حوارات استثنائية بين وزارتي التربية والاقتصاد، لمنظومة متكاملة ومتناغمة تدعم مسارات الابتكار ليس للطلبة، إذ إنه لا يقتصر على المتعلمين فحسب، بل لجميع شرائح المجتمع، ما يعزز مكانة اقتصاد الإمارات، ويرفع مؤشر الابتكار للدولة في مختلف المجالات.

وقالت إن عدد الطلبة المشاركين في الدورة الحالية 4475 طالباً وطالبة، ينتمون إلى 418 مدرسة في الدولة، بواقع 2274 مشروعاً، وتأهل منها 100 مشروع، و222 طالباً وطالبة من 38 مدرسة. مشيرة إلى أن المهرجان سيشهد توثيق شراكات استراتيجية، لتعزيز التكاملية بين مختلف المؤسسات الداعمة للقطاع التعليمي.

وأفادت بأن المهرجان يوفر بيئة جاذبة للمتعلمين والمعلمين، تعزز شغفهم بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، وتطور مهاراتهم البحثية وقدراتهم في مختلف ريادة الأعمال، ما يسهم في تأهيلهم للمهن المستقبلية، ويمكّنهم من الانطلاق في عالم ريادة الأعمال ويُتيح لمواهبهم ومعارفهم الجديدة وابتكاراتهم أن تضيف إلى التنمية الاقتصادية والمستدامة للإمارات، إذ إن الابتكار والبحث العلمي والعلوم والتكنولوجيا وريادة الأعمال تشكل ركائز الاقتصاد التنافسي المستدام القائم على المعرفة والإنتاجية.

18597 طالباً وطالبة

بلغ عدد الطلبة المشاركين في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار خلال 5 سنوات، 18597 طالباً وطالبة، ووصل عدد المدارس خلال المدة نفسها 1728 مدرسة، و8656 مشروعاً، بينما تأهل منها 654 مشروعاً.

تحت سقف واحد

يجمع المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار مؤسسات القطاع الحكومي والخاص ورواد الأعمال البارزين مع الطلبة الإماراتيين تحت سقف واحد سعياً نحو رعايتهم وتقديم الدعم لهم وتطوير أفكارهم ومشاريعهم الابتكارية والبحثية والريادية، ودعم رواد الأعمال الناشئين منهم في رحلتهم ليكونوا مستقبلاً القادة الوطنيين والدوليين في ريادة الأعمال.

مشاريع بحثية

يشمل المهرجان أقساماً عدة تضم معرض المشاريع البحثية العلمية المتأهلة في مسابقة الإمارات للعالم الشاب، ومختبر الابتكار الذي يضم مسابقة رواد الأعمال الصغار، ومسابقة رائد الأعمال القادم، ومؤتمراً عالمياً، ومهرجاناً أسرياً يعزز التوعية المجتمعية، بأهمية العلوم والتكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال ضمن أجواء تجمع بين التعلم والمرح والترفيه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8r3ad3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"