عادي

عيون الشمس تنام في بيت الشعر

19:17 مساء
قراءة دقيقتين
حضور الأمسية
الشارقة: «الخليج»
نظم بيت الشعر في الشارقة أولى أمسيات العام الجديد ضمن نشاط منتدى الثلاثاء، والتي أحياها الشاعران، د. محمد سعيد العتيق من سوريا، ود. معين الكلدي من اليمن، بحضور مدير البيت محمد عبدالله البريكي، وقدّمها الإعلامي وائل عيسى الذي أشاد بدور البيت في إثراء المشهد الإبداعي العربي عبر نشاطاته الثقافية المستمرة والمتجدّدة على مدار العام.
وافتتح القراءات الشاعر د. محمد سعيد العتيق بسبعة معانٍ جسدت لوحات شعرية استلهمت جمال الطبيعة، وشكلت ثيمة الحزن فيها بحوراً احتضنت تجليات الوجدان، وجاء فيها:
برأيِ النَّدى منْ هسَّ منْ حولِ دارهِ؟
يحاورُهُ الوردُ الذي عنْ يسارهِ
ويمشي خفيفاً خلفَ ظلِّ غزالة
ويخفي عيونَ الشمسِ خلفَ خمارهِ
فمنْ أشعل الشوقَ العتيقَ بقلبهِ
وأنبعَ ماءَ الحبِّ منْ فيضِ نارهِ
تمطَّى كأغصانِ المدى في انتشائها
ووشَّى ظلامَ الكونِ نورُ سمارهِ.
وواصل في قراءاته فاتحاً قلبه للوجد، إذ يقول:
ينامُ الليلُ في عيني فأصحو
وأسهرُ في انْبلاجِ الفجرِ وحْدي
سأسكنُ بينَ ماءٍ.. واشْتعالٍ
وأعبُرُ بينَ لا رشدٍ ورُشـدِي
إناءٌ واسعٌ قلبيْ فَهاتيْ
أوانيْها وغطِّيْها بوَجـــديْ
وقرأ بعدها خمسة نصوص قصيرة حلّقت فراشاتها حول زهر الكلام، ليختتم بالتحديق في «مرايا الذاكرة» التي يبصر من خلالها طفولته، وما حفّها من ذكريات دافئة تضيئها وجوه الأمهات.
أما معين الكلدي فافتتح قراءاته بنص بعنوان «كأنه هو»، بث من خلاله أوجاع الروح، واستلهم نصه الموروث الشعبي الذي تشتهر به اليمن، ممثلاً في البن، يقول:
رَطلٌ مٍن البُنِّ، رأسٌ لم يَنمْ، ألمٌ..
في أصبعٍ هامَ بالأقلامِ وافتتنا
بَعضٌ مِن التيهِ.. بعضٌ من مُخاتلةٍ
أقلَّ.. أكثرَ.. حتى نُنضج الشَجنا
ثم عزف على ناي «التراجيديا» قصيدة عالية الرمزية، استلهم فيها أجواء مسرحية روميو وجولييت، موظّفاً أبرز لقطاتها، مستحضراً عبقرية كاتبها، يقول:
هُناكَ.. روميو.. هُنا جوليتُ، لمْ تَرهم
في قُبلَةِ الحَرفِ عَينٌ في تَودّدِهِ
هُناكَ.. حَيثُ انتفى تَصفيقُهمْ ومَضى
الماضونَ صَفّقَ في وجدانِ مَوعدِهِ
لأنّهُ مِن شكسبيرِ السُطورِ أتى
لكنّهُ في زَمانٍ مَاتَ في غَدِهِ
واختتمت الأمسية بنصوص احتفت بالحب والطبيعة، واحتشدت بالجمال والإبداع، ولوّنت المجازات معانيها المبدعة.
وفي الختام كرّم البريكي الحضور ومقدّم الأمسية.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y7rhw2ef

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"