عادي
في اليوم الأول لمؤتمر «تريندز»

خبراء يستعرضون مواءمة التعليم مع الأهداف المنشودة ودور تكنولوجيات التعليم

12:55 مساء
قراءة 5 دقائق
أبوظبي: «الخليج»
بدأت مساء الأربعاء، فعاليات المؤتمر الأول لمركز «تريندز للبحوث والاستشارات للتعليم» تحت شعار «وضع رؤية لمستقبل التعليم: محركات التغيير والابتكار»، ويستمر يومين بمشاركة 20 خبيراً وأكاديمياً متخصصاً من دول عدة، وضمن الاحتفاء باليوم العالمي للتعليم.
وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز «تريندز» - في كلمته الافتتاحية - الأهمية الكبيرة، التي يحظى بها التعليم، في كل الدول التي تسعى لتحقيق التنمية والريادة، حيث يعدّ التعليم الأساس المتين، لانطلاق عمليات التنمية الشاملة، وتحقيق الرفاهية، وما يتبعها من تقدم وتطور، وارتقاء مكانة مرموقة، بين مصاف الدول المتحضرة والمتقدمة، فبالتعليم تنهض الأمم وتتطور المجتمعات.
وأضاف أنه في ظل محورية دور التعليم وأهميته، لا تدخر دول العالم وسْعاً، من أجل تطوير منظوماتها التعليمية، خاصة في ظل التغيرات والتحولات الكبيرة، التي شهدها العالم خلال العقود القليلة الماضية، ولايزال يشهدها، وبالتحديد ما يتعلق منها، بالثورة التكنولوجية والمعرفية المتسارعة التي يشهدها، والتحولات الحادثة في الذكاء الاصطناعي، وتطبيقاته المتعددة.
وأشار إلى أن هذه التحولات، تتيح الكثير من الفرص، التي تساعد على تطوير التعليم، بمختلف مكوناته، ولكنها تفرض في المقابل تحديات كبيرة، من أجل التطوير المستمر لعملية التعليم والتعلم، بما يساعد على تخريج أجيال قادرة، ليس على مواكبة هذه الثورة التكنولوجية والمعرفية، والتغيرات التي فرضتها في سوق العمل فقط، وإنما قادرة على المنافسة وتطوير المهارات والقدرات، التي تحتاج إليها الدول والمجتمعات، لتحقيق التفوق والريادة، في عصر الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي.
وأكد أهمية الاطلاع على أفضل الممارسات الدولية، في تطوير التعليم، والوقوف عند بعض التجارب الناجحة للاستفادة منها، ومعرفة آراء الطلاب، المستهدفين بجهود تطوير العملية التعليمية، لأنهم الأساس في أي تحرك جاد لتحقيق الإصلاح المنشود في التعليم.
وأضاف العلي، أنه إيماناً من المركز بأهمية التعليم وضرورة تطوير المنظومة التعليمية، جاءت فكرة تنظيم هذا المؤتمر. معلناً مبادرة للمركز بتوزيع 5 آلاف كتاب من إصداراته المتنوعة، على مكتبات الجامعات والمؤسسات الأكاديمية المختلفة. دعماً لنشر المعرفة والمؤسسات التعليمية بالإصدارات الوازنة والموضوعية.
عقب ذلك عرض فيديو لمبادرة مناظرات طلابية، نظمها «تريندز»، تمهيداً للمؤتمر، ناقش خلالها طلاب من جامعات مرموقة، التعليم وضرورة التركيز على مناهج التفكير النقدي والبحثي، التي تنمي قدرات المتعلمين وتفتح لهم طرق الابتكار والإبداع.
كما استعرضوا آفاق التعليم وطموحات الشباب، بمشاركة جامعات ذات سمعة دولية وقيمة معرفية، وأكدوا ضرورة التركيز على التفكير الإبداعي ومواكبة التعليم للعصر ومتطلباته، لتحسين فرص الشباب في الحصول على وظائف لائقة والتمتع بحياة أفضل.
وبعد ذلك جاءت فقرة «ملاحظات الباحث المستقبلي» قدمتها الطالبة نوف الفضلي، وأعربت في بدايتها عن شكرها لمركز «تريندز». مشيرة إلى أن المناظرات تفيد القدرة على التفكير النقدي والعفوية في إجاباتهم، بما يعزز التفكير الإبداعي ومهارات حل المشكلات. كما أنها تساعد في ربط الكلمات بالأفكار لتشكيل مفاهيم صحيحة أثناء المناقشة، واكتساب الخبرة.
وقد استُهلت أعمال المؤتمر بالجلسة الأولى بعنوان «تطوير المعرفة ومقتضيات العصر العالمي.. مواءمة التعليم مع الأهداف المنشودة في القرن الحادي والعشرين»، وقال مدير الجلسة الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز دراسات المستقبل في جامعة دبي، إنها تطرقت إلى مخرجات التعليم المطلوبة، ومستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتأثيرها في مسار العملية التعليمية، وتوظيف التعليم البيئي لخدمة الأهداف العالمية في مجال التغير المناخي.. مؤكدا أهمية المرونة في أنظمة التعلم ومواكبة التطورات التكنولوجية والتركيز على التعليم الإبداعي.
فيما ذكرت مهرة المطيوعي، مديرة المركز الإقليمي للتخطيط التربوي، أن التعليم يشكل محور التنمية المستدامة والتطور، مشيرة إلى أن الاهتمام العالمي بالتعليم ينبع من أنه المحرك لتقدم العالَم، وهو قاطرة المستقبل، مؤكدة ضرورة أن تكون المدارس حاضنة للإبداع والابتكار.
وقالت إن توجهات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التعليمية تؤكد الإبداع واستشراف المستقبل وتوفير نظام تعليمي بجودة عالية قادر على التكيف مع المستقبل ويسعى للريادة، وكذلك الشراكة المجتمعية.
فيما أكد البروفيسور دانيال كيرك، مدير التطوير الأكاديمي، بجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، أهمية أن يلائم التعليم وشكله الفهم الاجتماعي لغرض التعليم في المستقبل. والتعليم سيأخذ دوراً أكبر في تشكيل المجتمع وسيكون دور التكنولوجيا في طليعة هذا النموذج الجديد.
وذكر أنه لا يمكن التقليل من دور التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، في مستقبل التعلّم. موضحاً أن تقنيات مثل chatGPT أصبحت أداة تعليمية يجب أن يدرك التعليم أهميتها.
وقالت الدكتورة فاطمة العنوتي، الأستاذة المشاركة بقسم العلوم الطبيعية والصحة العامة، في جامعة زايد، إنه يمكن أن يوفر التعليم العالي منصات لتحفيز الأجيال الجديدة على تبني المرونة البيئية والاستدامة عبر المناهج الأكاديمية والمسؤولية الاجتماعية والبحث. مؤكدة أن الشباب هم المحرك للتعليم ومستقبله.
وكانت الجلسة الثانية بعنوان «دور تكنولوجيات التعليم في تعزيز التعلم: النُّهُج التحويلية والاستشرافية» وقالت مديرة الجلسة الدكتورة ابتسام المزروعي، مديرة وحدة الذكاء الاصطناعي عبر المراكز بمعهد الابتكار التكنولوجي إن منصات الذكاء الاصطناعي مثل Chat GBT أدت إلى تغيير جذري في كيفية تقييم الأساتذة للطلاب، ويجب أن يتعلم الطلاب كيفية استخدام هذه المهارات، ما قد يؤدي إلى تعليم أفضل يركز على الابتكار والتفكير النقدي.
فيما ذكر الدكتور عبدالله الكوافي أبو نعمة، رئيس، وكيل وأستاذ الحوسبة والتعلم الآلي والتحليلات كلية أبوظبي للإدارة، أن الذكاء الاصطناعي بات جزءاً مهماً في الأنظمة التعليمية، وبعض التقنيات أثرت في التدريس والتعلم لسنوات عدّة.
وأوضح أن برنامج "شات جي بي تي" القائم على الذكاء الاصطناعي، يعد روبوت المحادثة والمساعدة الرقمية، وأول مثال على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم.
كما تطرق إلى التعلم التكيفي، وتوقف عند وضع العلامات والتعليقات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، موضحا أن الذكاء الاصطناعي بات يؤثر في التعليم بشكل عميق، كما أن الاستثمار فيه يتزايد يوماً بعد يوم. وتطرق إلى ما يقدمه الذكاء الاصطناعي للتعليم عبر المحتوى والمحادثة والتعليم التعاوني.
وقال الدكتور ألكسندر يوساد، رئيس السياسات بوحدة الحكومة الرقمية بمعهد توني بلير إن أزمة التعليم كانت مدفوعة بالتوتر بين أهداف ثلاثة هي: الجودة العالية، والنطاق الوطني، والكلفة المستدامة. والتكنولوجيا تسهم بفعالة في حل هذه المعضلة الثلاثية.
وأوضح أن برنامج Edtech ليس منتجاً تجارياً أو استهلاكياً، بل هو عنصر أساسي. ولتحقيق تأثير على نطاق واسع، لا بدّ لنا من مواءمة الحوافز بين المعلمين والحكومة من ناحية، ومقدمي الخدمة والمستثمرين من الناحية الأخرى.
عقب ذلك درات مناقشات بين المشاركين والحضور، ركزت على ما جاء في أعمال الجلسة الأولى، حيث أكدت أهمية تنمية المهارات، والتركيز على التعليم الإبداعي، واستخدام التكنولوجيا المتطورة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p9837vy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"