عادي

الخائنة والصديق

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق

كتب: أمير السني

اكتملت مراسم الزواج، ذهبت معه إلى المنزل، رفع «الشيلة» عن وجهها، بدأ ينظر إليها، بينما تنظر هي إليه بخجل، شعر بسعادة بالغة فقد امتلك «أيقونة» جمالية تتفجر أنوثة ورقة ونعومة.

تحولت مشاعره من الإعجاب والشكر لامتلاكه هذه النعمة، إلى خوف يجعله يحافظ عليها من نظرة حسد أو إعجاب، وبدأ في بناء سور عال يحد من تعامل الزوجة مع الآخرين، سواء كانوا من أهلها أو من أهله، وهذا يعد أمراً خطيراً على العلاقة، فالشك سيولد المشاكل.

وأمام الوقوع في دائرة الشك، تناسى الزوج التفكير المنطقي والعقلي، وباتت الزوجة تكتشف أنها وقعت مع رجل لا يراعي حقوقها، ولا تستطيع أن تتحرك بحريتها لتلتقي بصديقاتها أو تذهب إلى مناسبات أهلها، إلا برفقة الزوج ووفقاً لشروط مقيدة، وحاولت أن تجلس وتتناقش معه في أنها ليست دمية يمتلكها، وإنما شريكة حياة، لكن النقاش وصل إلى طريق مسدود.

أصيبت الزوجة بالإحباط واليأس، صارت كثيرة البكاء عندما تجلس مع نفسها وحيدة، بينما يخرج هو من المنزل، صارت تبحث عن مخرج لهذه الأزمة التي تزداد يوماً بعد يوم، بسبب «الزوج الغيور»، حتى وجدت صديق الزوج الوحيد الذي يثق فيه ويأمنه دخول المنزل.

ودون أن تعرف ما تخفيه النوايا، طلبت من صديق الزوج أن يساعدها على الخروج من هذا السجن، ويقنع صديقه بإطلاق حريتها، وبدلاً من أن يسعى الصديق إلى حل المشكلة، بدأ بالتقرب والتودد من الزوجة، بدافع أنه الوحيد القادر على تخفيف المعاناة التي تعيشها، واتخذ من ذلك حجة، ليوهمها بأن الزوج ظلمها، وأن زواجها منه كان خطأ كبيراً، وباتت في أمس الحاجة إلى من يراعيها ويقدرها، وصار الاتصال بينهما والحديث عبر الهاتف يزداد شاعرية، ورومانسية مرهفة، فالصديق يدرك متى يختار الوقت المناسب، ليتصل بها ويعلم متى يخرج الزوج ومتى يعود.

لعب صديق الزوج الوفي بمشاعر الزوجة التي باتت تجد فيه المخرج من حزنها وحياتها البائسة، وتوطدت العلاقة بينهما، وصار يكثر الحضور إلى المنزل دون أن يمتعض الزوج بسبب ثقته فيه، وانحرفت العلاقة بين الصديق والزوجة عن مسارها وصارت الحميمية تزداد حتى وصلت لعلاقة غير شرعية.

وعلى الرغم من ذلك ولفترة طويلة، لم يشعر الزوج بشيء غريب، لكن القدر قاده إلى أن يكتشف ارتفاع كلفة فاتورة الهاتف، وطلب من شركة الهاتف كشف بيانات الشهور الأخيرة، ووجد أن أكثر الأرقام التي كانت تتصل عليها الزوجة هي من صديقه، وهنا بدأ الشك يتسرب إليه، وصار يراقبهما، وكانت المفاجأة عندما اكتشف أن الصديق يزور المنزل في أوقات لا يعلمها.

وفي أحد الأيام ادعى الزوج خروجه من المنزل، وخرج بالفعل تحت بصر الزوجة، وأوقف السيارة في مكان بعيد يراقب المنزل، حتى لمح الصديق وهو يدخل إلى المنزل، ومكث الزوج برهة ثم دخل من الباب الخلفي، دون أن يشعر به أحد، وذهب إلى «الصالون» فوجد الصديق جالسا مع الزوجة وهو ملتصق بها ويديه في يدها.

وأمام هذا المشهد، خرج الزوج عن شعوره وعلى الفور أخرج سلاحاً كان في جيبه وأطلق الرصاص على الصديق الذي تحرك إليه ليمنعه، وأصيب الصديق في بطنه، وكاد يموت لولا تداركته العناية الطبية، بعد أن تم إسعافه.

وألقت الشرطة القبض على الزوج الذي اعترف أمام النيابة العامة بارتكابه الجريمة، وأحيل إلى المحكمة التي قضت بمعاقبته بالسجن لمدة عام، وتغريمه 20 ألف درهم بسبب الأضرار الجسدية التي تعرض لها المجني عليه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5yvf2cj6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"