المستقبل القادم

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

يعد التعليم المهني وقوداً حقيقياً لمستقبل الصناعة، إذ نعول عليه في بناء سواعد مهرة في مختلف المجالات، لقدرته على تثقيف المتعلمين، وتزويدهم بمعارف وعلوم، ومهارات فنية ومهنية نظرياً وعملياً، ويغرس فيهم مهارات إتقان العمل وتجويده، ويعدهم لسوق العمل، ليصبح الخريج بعدها مواطناً منتجاً مبدعاً ومبتكراً.
وإذا قارنا بين مخرجات التعليم المهني والتقني، وأنواع التعليم الأخرى، في سوق العمل الراهن والمستقبلي، سنجد فوارق كبيرة بينهم، إذ بات خريج التعليم المهني الأكثر جاهزية وجذباً في الوقت الراهن، فقد اكتسب خبراته العملية أثناء رحلته التعليمية، على عكس المخرجات الأخرى في مختلف التخصصات، لا سيما «النظرية»، التي مازالت تعاني إشكالية نقص الخبرة، وتواجه تحديات الحصول على فرص وظيفية تحاكي تطلعاتهم.
توجيهات سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، بأهمية تنمية المهارات المهنية والعملية للطلبة في سنّ مبكرة «غاية في الأهمية»، إذ ترى المستقبل برؤية ثاقبة، وتقرأ متطلبات سوق العمل بكل دقة، وتحسم جدل «الجاهزية والمنافسة» في ميادين العمل والوظائف، فالمستقبل يبحث عن مخرجات ثرية بالعلم والمعرفة، وتملك مهارات وخبرات مهنية متنوعة.
التدريب المهني يعالج القصور المعرفي، ويقلص الافتقار الأكاديمي لدى بعض المتعلمين، ويُعدّ في الوقت ذاته جواز المرور إلى مستقبل الصناعة في الإمارات، ويوفر خيارات وبدائل متعددة للمخرجات، وهنا نسأل هل تقدم المدارس الخاصة تدريباً مهنياً حقيقياً للمتعلمين؟، وإلى أي مدى توظف المختبرات في تأهيل طلابها عملياً؟ وكم من الشراكات التي أنجزتها لتزويد المتعلمين بخبرات تشكل لهم قيمة مضافة؟
في الواقع، الجانب العملي وتدريب الطلبة في معظم المدارس الخاصة، يقتصر على تكليف المتعلمين بمشاريع متعددة، ولكن جميعها «حبر على ورق»، لا ينتفع منها الطالب، وترفع سقف النفقات لدى أولياء الأمور، وهنا تبرز حاجاتنا إلى التدريب الحقيقي، وتوظيف المختبرات والشراكات ومواقع العمل بفاعلية وجدية، وفق خطط مدروسة، وآليات ممنهجة للتطبيق، ونتائج تلبي التطلعات والطموحات.
يحتاج الاقتصاد المعرفي المتنوع المستدام إلى مخرجات جامعية، مزودة بمعارف وعلوم، وخبرات، ومهارات مهنية تلبي متطلبات سوق العمل، لتتمكن من مواجهة التحديات.
النمط التعليمي الذي يمزج المعارف والعلوم بالمهنية والجوانب العملية، يشكل المستقبل القادم للأجيال؛ إذ بات ينافس بقوة، ويستحوذ على اهتمام الحكومات والمجتمعات؛ إذ إنه يقدم برامج للتعليم، وأخرى للتدريب المهني والتقني، لضمان مخرجات بسواعد مهرة في تخصصات تدعم العمليات الصناعية والإنتاجية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3hvt5k42

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"