عادي

ضياء سكري.. موسيقي عبقري

23:52 مساء
قراءة دقيقتين

إيمان الهاشمي

إيمان الهاشمي
إيمان الهاشمي

نقضي نصف حياتنا في البحث عن الحقيقة ونصفها الآخر لننساها! فنحن لا نحتاج إلى من يفسر لنا الأحلام، وإنما نحن بحاجة ماسة إلى من يفسر لنا الواقع، فمثلاً هل من تفسير لكيف يراقبوننا (خلسة) بمنتهى حذف حرف اللام؟ أي بكل (خسة)؟ وهل من توضيح لماذا قد تعود المياه لمجاريها ولكنها قد لا تكون صالحة للشرب؟ حسناً لا عليكم... فذات مساء، سمعتُ دويّ صرخة عالية، كانت صرختي أنا!! لستُ متأكدة من ذلك، حيث لم يسمعها أحدٌ غيري! عموماً أكثر الصرخات إزعاجاً، تلك التي لا تصدر صوتاً، في الحقيقة إن تفاصيل السيرة الذاتية لشخصية اليوم، صرخت بعد وفاتها وقبل أن تعيش أحداث اليوم! ولذلك أراني أهدي (تحياتي) للموسيقى، مع حذف حرف التاء طبعاً!

هو (ضياء سكري) الملحن العبقري، ابن سوريا، أرض الحرية، الذي عشق التجربة، وأبا أن تقيّده الغربة، وكأن وطنه يسمع ألحانه قبل أن يسمعها! بل لعله يكتب نوتاته قبل أن يطبعها! والدليل أنه قال: «أنا لا أعتبر نفسي خارج الوطن، لأن سوريا معششة داخلي، ولن يغادر العنصر الشرقي جميع أعمالي»! فقد بدأ دراسة الموسيقى منذ صغره، وبالتحديد في السادسة من عمره، كما حصل في شبابه على منحة دراسية، ليدرس علم الموسيقى في الجامعة الفرنسية، وليستثمر إرث عائلةٍ حلبيةٍ اشتهرت بالفن الجميل، حتى أنه بعدما أنهى مشواره التعليمي الطويل، درس التأليف في المعهد العالي في باريس، فأبدع بمعنى الكلمة وبكل المقاييس، وللأسف نُشرت غالبية أعماله وسُجلت لدى الغرب، في حين القليل منها وجد طريق عودته إلى الشرق!

تجرّأ (سكري) على عرض مفاهيم موسيقية معقدة، كما سلك طُرقاً فنية غير معبدة ولا مُمهدة، فقد صنع رائعته (انس ما تعلمته) بناء على قراءاتٍ لنصوصٍ صوفية من العصور الوسطى، وكذلك عمله (سقط الزند) المستوحى من ديوان أبو العلاء المعري بعكس الموجود أو المُعطى، حيث اختلف تماماً في صياغة الإيقاعات وتصميم المقامات العربية، وبالتالي بدا وكأنه أخذها إلى عالمٍ من الومضات أو النبضات القلبية، والجدير بالذكر أنه نحت اسمه كنزاً تتوارثه الأجيال، من خلال قطع تمارينٍ بسيطة للأطفال، والتي لا تزال إلى اليوم تُستخدم في شتى المعاهد والمناهج، ليرسم بمقطوعاته ألوان الفرح والمسرات والمباهج، لكن في ليلة ظلماء، انطفأ ضياء (ضياء)، ليبقى نوره الوضّاء، يسطع في الفضاء!

الاسم: ضياء سكري..

التاريخ:

1938 – 2010 72 سنة

الجنسية: سوري

النشاط: موسيقي

من أعماله:Danse de Laila

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/22n4r7fx

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"