عادي

مفاجآت جديدة حول مقتل المبتعث السعودي بأمريكا.. هكذا تم استدراجه

16:42 مساء
قراءة 5 دقائق
في تطورات جديدة للقضية، كشف عبد الله الغريبي، والد الطالب السعودي الوليد الغريبي مفاجآت جديدة حول حادث مقتل نجله في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي وقع، الاثنين، الموافق الحادي والعشرين من شهر يناير الماضي.
وبينما لا تزال التحقيقات جارية في أمريكا حول مقتل الطالب، إلا أن الأب أكد أن آخر لقاء جمعه بنجله كان قبل الحادث بخمسة أيام، حين زار العاصمة الأمريكية واشنطن، وجاء الوليد من فيلاديفيا، بينما جاء أخوه الأكبر الهيثم من تكساس، حيث أنهى دراسته وسيعود للسعودية، والتقى الثلاثة وأمضوا نهاية الأسبوع معاً.
وأضاف الأب في حديثه لموقع «العربية.نت»، أن الوليد لم يكن جديداً على البلد، فقد درس المرحلة المتوسطة في أستراليا، عندما كان الأب موفداً للتعليم العالي، وبعد العودة للسعودية، قضوا إجازة قصيرة، ثم أكمل الأب العمل في الملحقية السعودية في أمريكا، والتحق الابن بالدراسة هناك بالمرحلتين الثانوية والجامعة.
وتابع أنه لم يكن مقتنعاً بدراسة الوليد في فيلاديفيا، ولم يكن سعيداً بالتحاقه بالجامعة هناك، لأنه يعرف أن تلك المنطقة غير آمنة، وظروفها الاقتصادية والاجتماعية سيئة، إلا أن ابنه كان يريد البقاء مع زملائه وابن عمه، وهم من شجعوه على ذلك، بعد إقامته معهم لمدة ثلاث سنوات، حيث كانوا يدرسون في جامعة «تمبل» في وسط المدينة، فيما كان هو يدرس في جامعة شمال المدينة، في منطقة ريفية.
وأوضح عبد الله الغريبي أنه لم يكن مرتاحاً للمنزل الذي كان يسكنه ابنه، لأن المنطقة مخيفة، وكان يخبره دوماً أنه خائف عليه، لذلك يزوره باستمرار، مضيفاً أنه بعد انتهاء زملائه من دراستهم، غادروا المنطقة.
وتابع: «الوليد تبقى له بعض المقررات، فقضى الصيف في سكن الجامعة، وفي الخريف كان لا بد أن يبحث عن سكن جديد، فاختار سكنه الحالي الذي قتل فيه، رغم أن المنطقة لم تكن سيئة، والسكن مريح والغرفة مؤثثة، وأفضل من المنطقة القديمة التي كان يسكن فيها هو وزملاؤه».
يضيف الأب: «خلال الخمسة أشهر التي قضاها الوليد في السكن، لم يواجه أي مشكلة من الحي، مؤكداً حوادث القتل لم تكن مألوفة لا سيما أن يتم قتل أحد السكان داخل سكنه».
في نفس السياق، نفى عبد الله الغريبي ما أشيع عن أن نجله نشر إعلاناً لبيع أغراضه، موضحاً أنه كان يسكن في غرفة مؤثثة، والأغراض التي لديه كلها شخصية، وكان حريصاً على عدم مقابلة أحد وحده أو إدخال غرباء إلى غرفته، مضيفاً: «حتى عندما كان يسكن مع زملائه، لم تكن لديه أي أغراض، لأنه سكن معهم، وبعد انتهاء دراستهم قاموا هم ببيع أغراضهم».
وفيما يتعلق بالجريمة، أكد الأب أن القاتلة كانت تحاول دوماً التقرب منه، عبر فتح أحاديث معه، ولكن لم يكن هناك مجال للجلوس معه، لأنه لم يكن يخرج من غرفته، حيث كانت غرفته على الممر وبها ردهة على الشارع بالدور الأرضي، وكان يقضي أغلب وقته هناك، وكلما مرَّت كانت تحاول فتح حديث معه، حتى إن أصدقاءه قالوا إن «الوليد» كان يشتكي منها، وليس مرتاحاً لتقربها منه، حيث كان واضحاً عليها أنها تسعى إلى هدف مالي، ولم يكن يرغب في التواصل معها، لكنها كانت تختلق الأعذار للتقرب منه، حيث قامت مرة بطرق باب غرفته والتعلل بأنها أغلقت باب غرفتها وتريد مساعدته.
يضيف الأب: «الوليد كان طيباً ومتعاوناً، ولم يكن يشك بها. وفي يوم الحادثة كانت القاتلة تتجهز للخروج من السكن، ووضعت خطة بأن تستدرجه للدور الثالث، حيث غرفتها، وقالت له إن هناك أغراضاً تحتاج مساعدته فيها لتنزلها إلى سيارتها، ولأجل أن يرتاح من تطفلها الدائم عليه، صعد معها للدور الثالث الذي كان به غرفتان، وبينهما حمام مشترك، وعندما وصل الحمام ضربته الضربة الأولى في رقبته، حيث كانت تزن ما يقارب 90 كيلو وطولها حوالي 170 سنتيمتر، وهو أقصر منها، وطوله في 160 سنتيمتر ووزنه 50 كيلو جراماً تقريباً، وأدخلته الحمام، وسط مقاومة. ثم أكملت عليه بعدة طعنات ورمته في البانيو وخرجت، وأغلقت الحمام بالمفتاح.
واستكمالاً لتفاصيل الواقعة، أشار الأب إلى أنه عندما شعر الساكن بالغرفة المجاورة بالجريمة لم يخرج، لكنه اتصل بصاحبة المنزل، إلا أنها لم تكن موجودة، حيث أتت بعد ما يقارب من 5 -7 دقائق، وفي هذه الأثناء، قامت القاتلة بتنظيف المكان بالكلور، ونزلت لغرفة الوليد لسرقة المحتويات الثمينة، حيث كان يعشق الأجهزة، ولديه العديد من الجوالات وجهازي كمبيوتر، وبعض الأحذية الثمينة، آخرها حذاء اشتراه بما يقارب 700 دولار، وكلها اختفت من غرفته مع محفظته.
تابع:«عندما عادت صاحبة المنزل أرادت فتح باب الحمام، إلا أنه كان مغلقاً فعرجت على غرفة القاتلة، ووجدتها تمسح الأرضية بالكلور، متحججة بأنها تنظف مخلفات كلبها قبل أن تغادر، وأخذت بقية أغراضها وغادرت». وفي هذه الأثناء حاولت صاحبة المنزل معاودة فتح باب الحمام، إلا أنه لم يفتح معها، فجلبت المفتاح الاحتياطي وعندما دخلت وجدت الوليد غارقاً بدمائه، فاتصلت بالدفاع المدني والشرطة، وحاولت أن تنقذه بعملية إنعاش، إلا أنه كان قد فارق الحياة.
وأشار إلى أنه تلقى الخبر بعد 4 ساعات من الحادثة، عبر بريد إلكتروني من شرطة فيلاديفيا بأن عليه الاتصال بقسم القتل بخصوص ابنه الوليد، قائلاً:«هنا تجمدتُ ولم أستوعب المكتوب، وأخبرت ابني الهيثم، ولم أتمكن من الاتصال بهم إلا بعد وقت، حيث كنت أتأمل أن يكون قاتلاً وليس مقتولاً، ولكن الحمد لله على كل حال».
يضيف:«سافرتُ في نفس اليوم، وذهبتُ لمتابعة مجريات الحادثة، ووجدت المعاونة والمساندة من القنصلية السعودية وأيضاً من الكلية التي كان يدرس بها ابني، والشرطة والمحامين، وقدمتُ شكري لكل من واساني وعاونني على تخطي هذه المحنة».
وخلال حديثه، ذكر أن عميد الكلية التي كان نجله يدرس فيها أصرَّ على مقابلته ليخبره أن يوم الحادثة كان ابنه على موعد للنظر في التماس رفعه للنظر في قبول بحث تخرجه، وقال إنهم نظروا في الطلب، وقرروا قبول بحث التخرج، ومنحه درجة البكالوريوس بعلوم الكمبيوتر، وسيكون ضمن الطلبة المكرمين خلال حفل التخرج في الصيف القادم.
واختتم عبد الله الغريبي حديثه، مؤكداً أن محاكمة القاتلة ستبدأ يوم 13 فبراير الجاري، رغم أنها لم تعترف بجريمتها حتى الآن، ورفضت التحدث إلا من خلال محام، وذكر المحقق بأن لدى الشرطة أدلة كثيرة كفيلة بأن تدينها، ومن ضمنها استخدامها لبطاقة «الوليد» في مدينة تبعد عن السكن ساعة كاملة في المنطقة التي وجدوا سيارتها بها.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yywteuez

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"