عادي
«طموح زايد» شعار المهمة

4000 ساعة بانتظار النيادي في محطة الفضاء الدولية

00:11 صباحا
قراءة 7 دقائق
اخر مستخدات مهمة سلطان النيادي للمحطة الدولية jصوير صلاح عمر

دبي: يمامة بدوان

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء، الحادية عشرة صباحاً بتوقيت الإمارات، يوم 26 فبراير الجاري، موعداً لإطلاق المهمة الثانية لبرنامج الإمارات لرواد الفضاء، إلى المحطة الدولية، والتي سيخوضها الرائد سلطان النيادي، اختصاصي مهمة الطاقم الأساسي، في حين سيكون زميله هزاع المنصوري، اختصاصي مهمة ضمن الطاقم الاحتياطي.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي، عقد، أمس الخميس، للكشف عن تفاصيل المهمة وشعارها، في متحف المستقبل بدبي، بحضور محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وخلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، والدكتور عامر أحمد شريف، مدير جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي الصحية الأكاديمية، وسالم المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، ورائدي الفضاء الإماراتيين سلطان النيادي، وهزاع المنصوري، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات، والشركاء، وممثلي وسائل الإعلام.

رؤية مستقبلية

قال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة المركز: «لقد نما قطاع الفضاء في الإمارات بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، من خلال الرؤية المستقبلية لقيادتنا الرشيدة، وظهر ذلك عبر تحقيق إنجازات كبيرة، والآن نحن على موعد مع أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب».

وأضاف: «هذه المهمة ستجعل الإمارات الدولة الحادية عشرة، والأولى غير عضو في محطة الفضاء الدولية، التي ترسل رواد فضاء في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء».

1

إنجاز جديد

من جانبه، قال سالم المري، المدير العام للمركز: «ترسي الإمارات أسس هذا القطاع الحيوي، من خلال تزويده بالكوادر الوطنية المؤهلة، وإطلاق المزيد من المشاريع العلمية، ودعم الرؤى الاقتصادية، ما يلعب دوراً حاسماً في تعزيز فهمنا للفضاء، وقدرتنا على استكشافه والاستفادة منه مستقبلاً».

وتابع: «بعد 5 سنوات من إطلاق برنامج الإمارات لرواد الفضاء، نجحنا في إرسال هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، ونستعد الآن لإرسال سلطان النيادي للمحطة في مهمة تستمر 6 أشهر، ولن تكون مجرد أول مهمة طويلة الأمد يقوم بها رواد الفضاء لدينا؛ بل ستكون الأولى من قبل دولة غير شريكة لمحطة الفضاء الدولية، وهو إنجاز جديد بحد ذاته، يعد الخطوة التالية في رؤيتنا للبعثات المأهولة للدولة، حيث نستهدف أن يكون الثنائي نورا المطروشي، ومحمد الملا، في قيادة مهمات الإمارات المستقبلية».

طموح زايد 2

ستنطلق المهمة «كرو 6»، على متن مركبة دراجون، التابعة لشركة «سبيس إكس»، من المجمع (رقم 39A) بقاعدة «كيب كانافيرال» الفضائية، في ولاية فلوريدا الأمريكية، وتنطلق ضمن البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستعمل على تركيب الأجزاء النهائية ل «iRosa»، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، إضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.

وستحمل المركبة على متنها سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب ستيفن بوين، قائد المهمة، ووارين هوبيرغ، قائد المركبة من وكالة «ناسا»، وأندريه فيدياييف اختصاصي مهمة من وكالة «روسكوزموس»، كما يضم الطاقم الاحتياطي للمهمة كل من، هزاع المنصوري، اختصاصي مهمة، وجاسمين موغبيلي، قائد المهمة من «ناسا»، وأندرياس موغنسن، قائد المركبة من «وكالة الفضاء الأوروبية»، وكونستانتين بوريسوف، اختصاصي مهمة من «روسكوزموس».

وبمجرد وصول النيادي إلى المحطة الدولية، سيكون أمامه جدول زمني مكثف من التجارب، ووقت محدد للاتصالات المباشرة، مع مختلف الجهات والجامعات والمدارس، حيث سيجري 13 مكالمة مباشرة و10 اتصالات عبر الراديو، لبرنامج التواصل المجتمعي مع مؤسسة الإمارات للآداب، والذي سيتم تخصيصه على مدار الستة أشهر القادمة.

شعار المهمة

كشف سالم المري، المدير العام للمركز، عن شعار المهمة، الذي يحمل صورة للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو مستوحى من شعار المهمة الأولى، حيث يظهر فيه سلطان النيادي وهو ينظر نحو صورة للمغفور له الشيخ زايد، ويظهر كذلك جزء من كوكب الأرض، ومحطة الفضاء الدولية.

الأبحاث العلمية

خلال 4000 ساعة على متن محطة الفضاء الدولية، سيجري سلطان النيادي، أكثر من 19 تجربة بحثية، ودراسات متقدمة، بالتعاون مع وكالة ناسا، ووكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة الفضاء الكندية، والمركز الوطني لدراسات الفضاء بفرنسا، ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، تشمل مجموعة من المجالات، أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.

وستشمل التوعية التعليمية من أجل إلهام الجيل القادم من العلماء والباحثين، حيث اختار مركز محمد بن راشد للفضاء، مشروعين بحثيين من جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، أولهما يركز على تقييم تأثير بيئة الجاذبية الصغرى في الفضاء على التفاعل بين القلب ووضعية الجسم، بينما يعمل المشروع الثاني على دراسة خلايا الفم والأسنان على الأرض في بيئة تحاكي الجاذبية الصغرى، ويشارك في المشروعين عدد من الطلاب والباحثين، لضمان تطوير القدرات، وتأهيل جيل جديد من العلماء.

تدريبات مكثفة

استعرض سلطان النيادي، التدريبات التي خضع لها، رفقة زميله هزاع المنصوري، موضحاً أنهما أكملا التدريبات الخاصة بالمهمة، إضافة إلى التدريبات العامة، والتي بلغت أكثر من 1700 ساعة مع وكالة «ناسا»، خلال العاميين الماضيين، وشملت بعضها السير في الفضاء، وقد جرت في مختبر الطفو المحايد التابع للوكالة الدولية، حيث خضعا لتسع جولات من التدريبات، امتد كل منها لست ساعات، وتدربا تحت الماء لمحاكاة السير في الفضاء، باستخدام النموذج الكامل لمحطة الفضاء الدولية.

وأضاف، أنهما تدربا على استخدام بدلة السير في الفضاء (EMU)، كذلك تدريبات نظرية وعملية على طائرة (T-38)، وأخرى تتعلق بالروبوتات، بالتعاون مع وكالة الفضاء الكندية، ووكالة الفضاء الأوروبية، حيث تم تدريبهما على استخدام الذراع الروبوتية «كندارم 2»، المخصصة لالتقاط مركبات الشحن، والعمل على مساعدة رواد الفضاء في مهام السير في الفضاء، والتعامل مع الحمولات الخارجية، أيضاً تم تدريب الرائدين على أقسام ووحدات محطة الفضاء الدولية، والأعمال اليومية على متن المحطة، إلى جانب تدريبات إنقاذ الطاقم، وتدريبات على حالات الطوارئ.

الحجر الصحي

سيخضع النيادي والمنصوري للحجر الصحي على مدار أسبوعين، استعداداً للمهمة، وقبل يوم واحد من الإطلاق، سيقوم الطاقم بتجربة البدلات المصممة خصيصاً للمهمة، وإجراء تجربة لعملية الصعود إلى موقع الإطلاق، ودخول الكبسولة وإجراء جميع الفحوص للتأكد من جاهزية كل شيء.

وقال النيادي: «من خلال المهمة الثانية إلى المحطة الدولية سنرفع علم دولتنا عالياً، وندفع حدود طموحاتنا، كما تمثل هذه المهمة فرصة فريدة للإمارات للمساهمة في مجتمع الفضاء الدولي وتعزيز فهمنا للكون.

شراكات رئيسية

أبرم مركز محمد بن راشد للفضاء، شراكة مع مؤسسة الإمارات للآداب، لتطوير برنامج قائم على المعرفة. وفي إطار الشراكة، تم إطلاق مبادرة «مؤسسة الإمارات للآداب في الفضاء»، وهي مبادرة تعليمية، تعزز من حملة التعلم داخل المجتمع. وخلال فترة المهمة على محطة الفضاء الدولية، ستقوم المؤسسة بتفعيل هذا البرنامج المصمم لجميع الطلاب من مواطني الدولة، من خلال تنظيم ورش عمل، وتقديم محتوى أسبوعي، بهدف الوصول إلى 20.000 طالب / طفل من خلال هذا البرنامج.

سلطان النيادي: سأفتقد الإمارات وعائلتي

أكد سلطان النيادي، أنه يشعر بالفخر والشرف، لأنه سيحمل شعار «طموح زايد» في المهمة الثانية لرواد فضاء الإمارات، كما أنه سيفتقد دولة الإمارات العربية المتحدة والجاذبية على الأرض، وعائلته وأطفاله، التي سيكون على تواصل يومي معها، لإطلاعهم بمجريات اليوم في الفضاء، مشيراً إلى أن لدى الرواد في المحطة وسائل تواصل خاصة مع ذويهم على الأرض، عبر الاتصال المباشر بالهاتف أو البريد الإلكتروني أو الاتصال المرئي. وأضاف، أنه سيشعر بالحنين للطعام الطازج، إلا أنه ستكون هناك قائمة طويلة من الأكل المعلب، الذي يتناوله الرواد خلال المهمات، إضافة إلى أطباق إماراتية متنوعة، وأوضح أنه فور وصوله للمحطة الدولية، سيوجه رسالة مباشرة مع الأرض باللغتين العربية والإنجليزية، ستكون موجهة لدولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، التي سخرت الإمكانيات لنجاح المهمة ومركز محمد بن راشد للفضاء والأهل والأصدقاء، كما أن أول مكان سنظر إليه من الفضاء ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة.

نصائح هزاع المنصوري

في رده على «الخليج» حول النصيحة التي يوجهها هزاع المنصوري، إلى زميله النيادي عشية أطول مهمة للرواد العرب على متن المحطة الدولية قال: «تختلط مشاعر الفرح والخوف والرهبة والقلق والحماس قبل الإطلاق ب24 ساعة، ومن أجل ذلك على أخي وزميلي سلطان بداية التوكل على رب العالمين، وعليه أن يعلم أنه يمثل دولة الإمارات وشعبها والوطن العربي، الأمر الذي يعطيه دافعاً للتركيز، من أجل تأدية المهمة على أكمل وجه.

وأضاف: خلال وجود النيادي على متن المحطة، سنكون على الأرض وبشكل يومي، نتابعه لحظة بلحظة، بالصوت والصورة، من أجل التأكد من أنه بخير بداية، كذلك قيامه بدوره في المحطة برفقة الطاقم المرافق له.

مراقبة على مدار اللحظة

قال سالم المري، ل«الخليج»: إن سعادة وراحة رائد الفضاء خلال المهمة تمثل لنا أهمية كبرى، حيث سيكون على مراقبة تامة على مدار اللحظة، مثل انتظام فترات نومه وتناوله للطعام، في ظل ابتعاده عن بلاده وأهله، حيث يعد التواصل اليومي بينه وبين ذويه وأطفاله ذات أهمية، ما يسهم في تعزيز ثقته بنفسه ومده بالدعم المعنوي اللازم لإنجاح المهمة.

وأضاف، أن إرسال الشحنات بشكل منتظم للمحطة الدولية، والتي تشمل الخضار والفواكه الطازجة، تعد عاملاً مساهماً في استقرار رائد الفضاء، وقيامه بالمهام الموكلة إليه، كما أنه سيتم تزويده وعلى فترات منتظمة بمأكولات من الإمارات إلى الفضاء مباشرة، خلال مناسبات محددة، مثل شهر رمضان الكريم وعيد الفطر، من أجل أن نشعره بالقرب من كوكب الأرض.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5cjuadvz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"