التنمية المستدامة في الإمارات

00:31 صباحا
قراءة 3 دقائق

محمد خليفة

التنمية المستدامة حسب تعريف الأمم المتحدة هي التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر، دون الإضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم المستقبلية، ما يعني ضرورة التوفيق بين حاجات المجتمعات الإنسانية الآنية على جميع المستويات. ومن هنا ظهر مفهوم التنمية المستدامة، وصار نهجاً عالمياً تسعى إلى تحقيقه الدول المختلفة.

لقد نجحت قلة قليلة من الدول في الوصول إلى التنمية الشاملة المستدامة، أما الأغلبية فقد تعثرت بسبب عوامل داخلية أو خارجية أو بسببهما معاً. وقد سعت دولة الإمارات العربية المتحدة، منذ تأسيسها، إلى تحقيق التنمية المستدامة، فكانت أولى الخطوات المباركة، إقامة بنية تحتية شاملة في مختلف القطاعات، وعلى كامل أراضي الدولة، ومن ثم ركزت على تحديث الخطط، بما يتوافق مع المعطيات في الواقع والعالم، وكانت «رؤية الإمارات» ضمن هذا الإطار، لأنها سعت إلى المحافظة على الموارد المائية، وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة، وتطبيق التنمية الخضراء، والحد من الانبعاثات الكربونية.

وتأكيداً لذلك، جاءت رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030، من أجل توفير استراتيجية للنمو المستدام، تركز على التطوير في خمسة مجالات ذات أولوية تشمل، الاقتصاد والموارد الاجتماعية والموارد البشرية والبنية التحتية والبيئة، والارتقاء بالعمليات الحكومية للوصول إلى اقتصاد قوي، ومجتمع مزدهر ومتنوع وحيوي. وقد أصبحت الإمارات دولة ناشئة يشهد اقتصادها نمواً متواصلاً، وتلك المرتبة هي مقدمة للوصول إلى التنمية الشاملة المستدامة.

ويمثل أسبوع أبوظبي للاستدامة، الذي يعقد في شهر يناير/ كانون الثاني من كل عام، خريطة طريق تسير عليها الدولة من أجل تعظيم إنجازاتها في مجالات التنمية، والاستفادة من الخبرات العالمية المختلفة، وقد انطلقت فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة الشهر الماضي. وخلال انعقاد فعاليات المؤتمر، أعلن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 2023 «عام الاستدامة» في دولة الإمارات العربية المتحدة، لإيمانه أن منطلق التنمية وغايتها وركيزتها هو الإنسان.

ويهدف «عام الاستدامة» الذي انطلق تحت شعار «اليوم للغد»، إلى تسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في مجال الممارسات المستدامة، منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. إضافة إلى نشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية، وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية، ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال نحو بناء مستقبلٍ أكثر رخاء وازدهاراً.

وبهذه المناسبة، فقد أكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن الاستدامة قضية جوهرية في مجتمع الإمارات، معلناً: «أن الشعار الذي جرى اختياره لعام الاستدامة «اليوم للغد» يجسّد نهج الإمارات وأهدافها ورؤيتها في مجال الاستدامة ومسؤوليتها في مواجهة التحديات».

ولا شك أن نهج الاستدامة سيصبح الشغل الشاغل في دولة الإمارات، انطلاقاً من الماضي المشرق إلى المستقبل الواعد، وسوف تكون عملية التحول الشاملة نحو الاقتصاد الأخضر منهاجاً وطنياً في كافة قطاعات الدولة الخدمية وغير الخدمية؛ بحيث تُرصد له الإمكانات الكبيرة حتى يصبح حقيقة في عام 2050 وهو العام الذي حددته الدولة لتحقيق «الحياد المناخي» فيها.

إن مسيرة دولة الإمارات المظفرة خلال السنوات الطويلة الماضية، تؤكد أن الشعب الذي تتوفر له قيادة حكيمة ذات رؤية ثاقبة، يستطيع أن ينطلق بأحلامه، ويتمسك بآماله في تحقيق المستحيل، خاصة وهو يثق في قدراته التي مكنته من صنع المعجزات التي انحنى لها القاصي والداني، احتراماً وتقديراً.

[email protected]

 

 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/bddzz5tj

عن الكاتب

إعلامي وكاتب إماراتي، يشغل منصب المستشار الإعلامي لنائب رئيس مجلس الوزراء في الإمارات. نشر عدداً من المؤلفات في القصة والرواية والتاريخ. وكان عضو اللجنة الدائمة للإعلام العربي في جامعة الدول العربية، وعضو المجموعة العربية والشرق أوسطية لعلوم الفضاء في الولايات المتحدة الأمريكية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"