في ذكرى معركة ستالينغراد

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين
كلمة الخليج

في الذكرى الثمانين لمعركة ستالينغراد بين الجيش الأحمر السوفييتي والقوات الألمانية، والتي كانت نقطة مفصلية في هزيمة النازية، استعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رمزية هذا الانتصار ليذكّر العالم بأن جيش بلاده كان له الفضل في إنقاذ العالم من النازية، وبأن لا أحد يستطيع هزيمة روسيا رغم كل الدعم الذي يقدمه الغرب لأوكرانيا، وأن أولئك الذين «يتوقعون الفوز على روسيا في ساحة المعركة، لا يفهمون أن حرباً معاصرة مع موسكو ستكون مختلفة تماماً بالنسبة لهم».

أراد بوتين أن يغتنم المناسبة لتذكير ألمانيا بهزيمة جيشها في تلك المعركة، فوجه رسالة مباشرة إلى القيادة الألمانية بقوله «هذا أمر لا يصدق ولكنه حقيقي.. نحن مهددون مجدداً بدبابات ليوبارد الألمانية مرة أخرى، يريد خلفاء هتلر محاربة روسيا على الأراضي الأوكرانية باستخدام باندوفيستي»، وهو الاسم الذي يطلق على أنصار القومي الأوكراني المتطرف ستيبان بانديرا الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

يذكر أن معركة ستالينغراد التي بدأت في تموز/يوليو 1942 استمرت مئتي يوم وليلة، وطحنت مليوني جندي من الطرفين. وأدت إلى تدمير المدينة بشكل شبه كامل جراء المعارك والقصف الجوي الألماني المدمر. وفي الثاني من شباط/فبراير استسلمت قوات الماريشال الألماني فريدريش بولوس (91 ألف جندي) للقوات الروسية بقيادة الماريشالين غوركي جوكوف وألكسندر فاسيليفسكي.

هذه المعركة تمثل بالنسبة للروس «ملحمة القرن» ومصدر فخر قومي كبير، وهي تذكير بالروح الوطنية التي أبداها الشعب الروسي في مقاومته للنازية، والتي يتم استعادتها الآن في مجرى الحرب الأوكرانية التي تواجه فيها روسيا بشكل غير مباشر، حتى الآن، دول حلف «الناتو» الثلاثين، التي يستخدمها بوتين في تأجيج الروح القومية الروسية من جديد.

مع الذكرى الثمانين لمعركة ستالينغراد، تكاد الحرب الأوكرانية تدخل عامها الثاني من دون أي أفق لنهايتها، بل على العكس يبدو أنها ستدخل مرحلة جديدة من التصعيد مع قرار دول «الناتو»، وخصوصاً الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا تزويد أوكرانيا بدبابات حديثة، اعتقاداً من تلك الدول أنها ستوفر النصر للجيش الأوكراني وهزيمة الجيش الروسي.

بالمقابل، تعمل روسيا على تعزيز الدعم الشعبي للجهد الحربي، وعلى كسر الحصار الغربي بتعزيز علاقاتها مع العديد من دول العالم، وتطوير عملياتها العسكرية على امتداد جبهة القتال، وإدخال أسلحة جديدة في المعركة، والإصرار على هزيمة المخططات الغربية بالتمدد إلى حدودها الشرقية وتهديد أمنها القومي، ومعه مخطط الإبقاء على النظام الدولي في قبضة الولايات المتحدة.

تكتسب معركة ستالينغراد أهميتها أيضاً في أن خاتمتها كانت إيذاناً بالهجوم الكاسح الذي نفذه الجيش الأحمر ضد جحافل القوات النازية الألمانية، وانتهى بطردها حتى عقر دارها في برلين.

هناك من يتخوف من هجوم روسي واسع في الربيع، أو في الذكرى الأولى للحرب مع أوكرانيا قبل أن تصل أسلحة «الناتو» الجديدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wxdupbja

عن الكاتب

كلمة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"