يوم الأخوة الإنسانية

01:18 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

تحتفل دولة الإمارات اليوم، ومعها دول العالم باليوم العالمي للأخوة الإنسانية، الذي كان لها الفضل في تكريسه من جانب الأمم المتحدة ضمن مبادرة قدمتها مع مصر والسعودية والبحرين، بعد اللقاء الذي تم في أبوظبي يوم 4 فبراير/ شباط 2019، وجمع فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان؛ حيث أصدرا «وثيقة الأخوة الإنسانية» من أجل السلام العالمي والعيش المشترك.

وإذا كانت الأمم المتحدة حددت يوم الرابع من فبراير/ شباط من كل عام، للاحتفال بهذا اليوم، فالعالم يحتاج إلى أن يكون كل يوم، هو يوم للأخوة الإنسانية، وسط ما نشهده من حروب وعنف ودمار وتطرف وكراهية وتمييز وعنصرية؛ وذلك يستدعي التخلي عن منطق القوة والهيمنة، والتمسك بالقيم الإنسانية والدينية التي تعزز العلاقات الإنسانية، وترسخ قيم التسامح والتعايش والتآخي بين البشر، وتوفر المناخ الإيجابي للحوار بين الأديان والثقافات.

كم يحتاج العالم الآن أكثر من أي وقت آخر، في مثل الأوضاع المتفجرة على أكثر من ساحة بما يهدد مصير البشرية، إلى التمثل بما ورد في «وثيقة الأخوة الإنسانية» من دعوة للتمسك بالحرية كحق لكل إنسان، اعتقاداً وتفكيراً وتعبيراً وممارسة، وأن التعددية والاختلاف في الدين واللغة والجنس والعرق واللون «حكمة لمشيئة إلهية قد خلق الله البشر عليها»، وجعلها أصلاً ثابتاً تتفرع عنه حقوق حرية الاعتقاد وحرية الاختلاف.

إن الحروب والصراعات التي نراها اليوم تتنافى مع حقيقة الوجود البشري الذي يفترض التلاقي والتعاون من أجل صيرورة الإنسان وحقه في الحياة والعدالة والمساواة. كما أن الإرهاب والتطرف اللذين يطلان علينا في أكثر من مكان، ويلاحقان البشر بالخوف والرعب والقتل ليسا بطبيعة الحال نتاجاً للدين، وإن حمل بعضهم، بعض شعاراته، فهو نتاج فهم خطأ للدين، وخروج على كل ما تدعو إليه الأديان السماوية والقوانين والشرائع العالمية.

كم يحتاج العالم من جهد لترسيخ ثقافة التعايش والسلام، والتمسك بمبادئ الحرية والعدالة والديمقراطية والتسامح والتعددية وقبول الآخر والتفاهم على مختلف المستويات؟ كم يحتاج العالم من جهد للخروج من شرنقة التطرف والكراهية التي نرى مثلها في العمليات الإرهابية وانتهاك المقدسات، وتفشي ظاهرة «الإسلاموفوبيا» وما ينجم عنها من أفعال تستفز ملايين المسلمين؟

يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: إن إعلان الأخوة الإنسانية الذي صدر عن شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان «هو نموذج للوئام بين الأديان والتضامن الإنساني.. دعونا نتخذ من ذلك مصدر إلهام لنا جميعاً، ونجدد التزامنا بالوقوف معاً كأسرة بشرية واحدة».

إننا نتشارك أرضاً واحدة، ومصيراً واحداً، وهذا وحده يدعونا إلى العيش معاً بسلام، وأن نستثمر اختلاف الأديان والأعراق واللغات بيننا بالاتجاه الإيجابي الذي يحقق الوحدة الإنسانية.

يقول الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، «الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما أخ لك في الخلق». فلنكن إخوة في الإنسانية والخلق معاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/t3jmzrvn

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"