د. منى تهلك
عندما يقال إن للتغير المناخي تأثيراً في صحة الإنسان، فإن هذه المعلومة لا تجانب الحقيقة؛ لأن من نتائجه: موجات الحر والعواصف والفيضانات والتصحر وذوبان الجليد، ونحوها من العوامل، وهذه تسبّب جملة من المشاكل للبشرية مثل القضاء على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وبالتالي تعثّر إمدادات الغذاء على مستوى العالم، وأيضاً تزايد الأمراض التي تصيب الحيوانات، خاصة تلك التي نعتمد عليها في غذائنا اليومي، وتعطّل مشتقات مهمة مثل الألبان والأجبان.
ولا ننسى تلوّث المياه، فضلاً عن الأمراض النفسية التي من المتوقع أن تصيب الإنسان وهو يشاهد مثل هذه الهموم تحيط بالبشرية.
هذه بعض جوانب الأخطار التي قد تقع نتيجة للتغير المناخي. أتوقف مع ما تحدثت عنه منظمة الصحة العالمية من أثر التغير المناخي، حيث قالت: «تهدّد أزمة المناخ بنسف التقدم الذي أحرز على مدى الأعوام الخمسين الأخيرة، في مجالات التنمية والصحة العالمية والحد من الفقر، وهي تؤثر تأثيراً سلبياً في تحقيق التغطية الصحية الشاملة بطرق شتى، منها زيادة تعقيد الأعباء الحالية للأمراض، ومفاقمة الحواجز القائمة أمام إتاحة الخدمات الصحية، وغالباً في الأوقات التي تشتد فيها الحاجة إليها، ذلك أن أكثر من 930 مليون شخص (نحو 12% من سكان العالم) ينفقون 10% على الأقل من ميزانية أسرهم لتغطية تكاليف الرعاية الصحية.
ولما كان معظم أفقر الناس لا يستفيدون من تأمين طبي، فإن الصدمات والضغوط الصحية تدفع نحو 100 مليون فرد إلى براثن الفقر كل عام، مع تفاقم هذا الاتجاه نتيجة لتأثيرات تغير المناخ».
في بلادنا الحبيبة الإمارات، كان الوعي متقدّماً، وكان العمل لتجنب هذه المشكلة العالمية في قمة اهتمام شيوخنا وحكومتنا، وفي مقدمتهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.
عرفنا في الإمارات الحرص على مستقبل مستدام، فتم الاهتمام بالاقتصاد الأخضر، وبالطاقة البديلة، منذ وقت مبكر، وقد حققت الدولة نجاحات كبيرة ولافتة على مستوى العالم، حتى إنه تم تصنيفها في المرتبة الأولى عالمياً من حيث البصمة البيئية، وفق التقرير الصادر عن الصندوق العالمي للطبيعة wwf وهذا مضمار آخر حققت فيه بلادنا قصب السبق والتفرّد والتميز؛ لأن الإنسان محورها ومكمن قوتها.
استشاري أمراض نساء وولادة
مدير تنفيذي مستشفى لطيفة
