البيئة والمناخ المستدام

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

لا تفوّت دولة الإمارات مناسبة إلا وتنادي فيها بضرورة إيلاء العمل المناخي ما يلزم من جهد وابتكار خدمة للبشرية جمعاء، ورفعاً للتحديات التي تواجه العالم اليوم وتحول دون تحقيق جملة من الأهداف الكبرى المتصلة باستراتيجيات التنمية والازدهار، وما تشمله من مكافحة للفقر والمجاعات والأوبئة والأمراض، وصولاً إلى الاستقرار بمفهومه الشامل.

اليوم الوطني للبيئة فرصة أخرى تؤكد فيها الإمارات جاهزيتها للانخراط الفعّال في العمل الدولي من أجل بيئة سليمة، تحفظ حقوق الأجيال المقبلة في حياة آمنة بعيداً عن التهديدات البيئية والكوارث الطبيعية والجوائح المرضية.

ويكتسي احتفال هذا العام بيوم البيئة تحت شعار «نحو مستقبل مستدام» أهمية خاصة لتزامنه مع عام الاستدامة، وقبل أشهر معدودات من استضافة الدولة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في مدينة إكسبو دبي، وستكون تلك الفعالية الكبرى محط أنظار العالم الذي يتطلع إلى التوصل إلى إجراءات وتدابير ومقترحات تخفّف حدة التغير المناخي، وترسم طريقاً واضح المعالم والأهداف للخروج من أزمة متعددة المستويات، باتت الشغل الشاغل للحكومات والخبراء.

بتوجيهات القيادة الرشيدة، رسمت دولة الإمارات خططاً مستقبلية لحماية البيئة وتعزيز استدامتها، ضمن رؤية شاملة في مواجهة تحديات التغير المناخي. واحتفاء باليوم الوطني للبيئة هذا العام، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أنه «تزامناً مع عام الاستدامة واستعدادنا لاستضافة مؤتمر الأطراف حول المناخ (COP28)، نحتفي اليوم بيوم البيئة الوطني.. التزام دولة الإمارات بحماية البيئة ودعم العمل الدولي لتحقيق الاستدامة راسخ ومستمر وفاعل لمصلحة شعبها وخدمة البشرية»، وهذه الرسالة المختصرة التي وجّهها سموه، تؤكد كل ما سبق من فعل إيجابي لصالح البيئة والمناخ، وتعبر عن إرادة طموحة لدعم الجهود الدولية لكسب الاستحقاقات المطلوبة لمستقبل مفعم بالأمل، وهذا هو الرهان الأكبر لجميع الأطراف، من أجل تحقيق بيئة نظيفة ومناخ سليم.

تؤمن الإمارات بأن الغد الأفضل سيكون بقدر الجهد والطموح، وتحقيقاً لذلك تطرح جملة من الاستراتيجيات والمبادرات ذات الأثر الإنساني الممتد عالمياً، والرامية إلى تعزيز العمل الجماعي لمعالجة التحديات المناخية المشتركة.

وضمان النجاح على المستوى الدولي يتطلب أولاً النجاح على المستوى الوطني، وتحديداً العناية بالبيئة وحمايتها، باعتبارها الخطوة الأولى في طريق الألف ميل، وهذه المسؤولية تتحمّلها الإمارات باقتدار منذ سنوات، من خلال مشاريع الحفاظ على التنوع البيولوجي والاستثمار في الطاقة النظيفة، وطرح الأفكار والرؤى التي تحوّل تحديات البيئة والمناخ إلى فرص للنمو والازدهار المستدام.

وإيماناً بهذا التوجّه، كانت الإمارات أول دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تصادق على «اتفاق باريس»، وتلتزم بخفض الانبعاثات الكربونية، وعززت ذلك بالتفاعل الإيجابي مع كل المبادرات والخطط الرامية إلى مكافحة التغيرات المناخية، وصولاً إلى حصولها على شرف استضافة «COP28»، وتطلّع العالم إلى أن تكون هذه القمة محطة فارقة في مسيرة العمل الدولي من أجل البيئة والمناخ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/tph3suba

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"