عادي
خلال اليوم الرابع للمهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا

خبراء: الابتكار أسلوب حياة وبوصلة الإمارات لتبدع وتنافس عالمياً

00:04 صباحا
قراءة 4 دقائق

دبي- محمد إبراهيم:

أكد عدد من الخبراء والتربويين والمسؤولين، أن الابتكار «بوصلة» تحكم اتجاهات التطوير في المؤسسات كافة، والإمارات توفر مساحة كبيرة، وقنوات متنوعة لجميع القطاعات وبمختلف المجالات، لتبدع وتبتكر وتتنافس على التميز، لتواكب المستجدات والمتغيرات، وتمتطي ركب تطورات المستقبل.

في وقت واصل المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار الذي تنظمه وزارة التربية والتعليم تحت مظلة شهر «الإمارات تبتكر 2023» خلال الفترة من 1 إلى 5 فبراير/ شباط الجاري أعماله، لمناقشة المزيد من الاتجاهات الحديثة للابتكار في قطاع التعليم والقطاعات الأخرى، بمشاركة خبراء وتربويين ومتخصصين ومسؤولين في مختلف المجالات.

وأبرز ما جاء في فعاليات اليوم الرابع من المؤتمر العام للمهرجان، جلسة بعنوان «مستقبل الابتكار ودور التكنولوجيا في الحكومات»؛ إذ أكد المشاركون أن حكومة دولة الإمارات سخرت الابتكار، لخدمة أهدافها المستقبلية، واتسمت خططها الاستراتيجية بالاستباقية والمرونة، مما أسهم في جودة خدماتها المقدمة في المجالات كافة، وأتاحت الفرصة أمام المؤسسات للعمل والتجويد والتطوير الدائم.

قيمة مضافة

استضافت الجلسة عدداً من المسؤولين والمتخصصين في الابتكار من مختلف مؤسسات الدولة؛ إذ اشتملت القائمة على عبير تهلك مدير إدارة مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، والدكتورة فريدة الحوسني المدير التنفيذي لقطاع الأمراض المعدية في مركز أبوظبي للصحة العامة، ومحمد الكتبي نائب المدير العام لقطاع الخدمات المساندة في هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، والمهندسة أنوار الشمري الرئيس التنفيذي لقطاع حوكمة البيانات في المركز الاتحادي للمعلومات الجغرافية، فيما أدارت الجلسة الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي الوكيل المساعد لقطاع الرعاية وبناء القدرات في وزارة التربية والتعليم.

وأكدت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي أهمية الابتكار؛ إذ يعد قيمة مضافة، تسهم في رفد قطاعات الدولة المختلفة بأنماط وآليات جديدة من العمل المميز والتطوير في مختلف الخدمات، مما يعزز مكانة الإمارات على خريطة الابتكار العالمية.

تضمين الابتكار

وقالت: الابتكار حاضر وبقوة في قطاع التعليم في الدولة، وتم تضمينه داخل العمليات التربوية من تقييم وتدريس ومناهج، وغيرها؛ إذ إن الابتكار يؤثر بشكل كبير في سير وطبيعة ونوعية الخدمات أينما وجد في قطاعات الدولة كافة، وسيأخذ أشكالاً دائمة من التجويد والتغيير، بما تنعكس إيجاباً على المجتمع.

وأضافت: لقد تعلمنا من القيادة الرشيدة، الشجاعة والمبادرة وعدم التردد، مستشهدة بمقولة لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله: «إن أكبر مخاطرة ألا نخاطر»، موضحة أن هذا يفرض علينا أن نبدأ أول خطوة ونجرب كل جديد، من دون تردد، وإلا سنظل نراوح مكاننا من دون أي تقدم أو تطور.

مفاهيم متعددة

عبير تهلك، أكدت أن ثمة مفاهيم متعددة للابتكار؛ إذ بات أسلوب حياة، ونستطيع أن نتلمس ذلك من خلال سعي الحكومة والمؤسسات والأفراد، للعمل على توليد الأفكار الإبداعية، لتقديم خدمات وآليات عمل ومنهجيات مبتكرة، تخدم توجهات الدولة المستقبلية.

وقالت: إن الابتكار، أصبح اليوم ممارسة وعملاً يومياً؛ حيث إن هناك تخطيطاً دائماً واستباقياً، إلى جانب توفير مساحة لكل جهة من أجل التخطيط الاستراتيجي، مشيرة إلى أن حكومة الإمارات أتاحت هذه المساحة لمختلف القطاعات بالدولة، من أجل تبني الأفكار، وطرح الأساليب المبتكرة، فضلاً عن التجريب والاختبار، للوصول في المحصلة النهائية إلى التجويد، ومن ثم دمجها في مجال العمل، وهذا نابع من رؤية عميقة واستشرافية، للوصول إلى الرقم واحد عالمياً.

دقة البيانات

وأشارت أنوار الشمري، إلى أهمية دقة البيانات وتكاملها وتحديثها بصفة مستمرة، للوصول إلى القدرة على إيجاد سيناريوهات وحلول أفضل للتحديات التي تبرز؛ حيث تدخل البيانات في مجال عمل كل قطاع، وتكمن أهميتها في توظيفها بالشكل الصحيح من أجل التطوير المطلوب الذي تتطلبه مفاصل العمل أو أي طارئ، أو مستجدات آنية ومستقبلية.

وذكرت أن العمل الحكومي، أضحى اليوم في تطور لافت، يستند إلى الابتكار والاستباقية، وهناك تنسيق مؤسسي منظم وممنهج، بين القطاعين الحكومي والخاص.

مرحلة التطوير

د. فريدة الحوسني، أكدت أهمية الابتكار في القطاع الصحي؛ حيث يشكل جزءاً لا يتجزأ من مرحلة التطوير، وأن الابتكار يرتبط بشكل وثيق في البحوث الطبية، وهو بالتالي ما يدعم عمل المنظومة الصحية، مشيرة إلى أن النهج الحكومي المستند على الابتكار، أسهم في نشر هذه الثقافة في الجهات الحكومية، وأسهم في إيجاد الحلول للكثير من الملفات الشائكة والتطوير والجودة في الخدمات المقدمة. وأشارت إلى ضرورة التعامل بشكل سريع واستباقي مع أي مستجدات، والاستفادة من الابتكار والتقنيات الحديثة في دعم منهجية العمل؛ بحيث يعد عامل الوقت الأمر الأبرز، والتوسع في التعامل مع هذه المستجدات، ضرورة بشكل يضمن إيجاد الحلول الناجعة.

عملية التنفيذ

وفي وقفة معه، أكد الدكتور محمد الكتبي، أن عملية تنفيذ المشروع أو الفكرة المبتكرة تأخذ مراحل عدة، بداية بالتمكين، والقيادة السليمة، ومرحلة التأسيس للمشروع؛ من خلال الإلمام بمختلف التفاصيل من هيكلية وميزانية وتبني نظام جديد وغيرها من الأمور، ومن ثم التنفيذ وقطف ثمار هذا المشروع.

وقال: إن آليات العمل اختلفت عمّا كان في السابق في مؤسساتنا؛ حيث لم تعد بشكلها التقليدي، لكنها تغيّرت، استجابة للنهج الحكومي المبتكر، مما يسهم في رفع مستوى الإنجاز، وهذه الطريقة الجديدة تقوم على تحديد التحديات، ومن ثم وضع الأفكار الخلّاقة، والخطط البديلة، وبعد ذلك اختبارها.

وأضاف أن خصوصية الأفراد مهمة، وهناك خطوات رائدة اتخذتها الدولة من خلال تسخير الابتكار في تطوير هذا الجانب، وعلى سبيل المثال الأمن السيبراني، والبيانات الضخمة، وتم الاهتمام في الجانب التشريعي؛ حيث تتم عملية متابعة التطورات التكنولوجية والاستفادة منها في استمرارية العمل، لافتاً إلى أن دولة الإمارات كانت سبّاقة في كثير من النواحي، وهو ما خولها أن تواجه أزمات طرأت، بحرفية، منها جائحة كورونا، وأثرها في العديد من قطاعات الدولة.

تخطيط وآليات

شهدت فعاليات المهرجان، ورشة إدارة الابتكار المؤسسي، التي قدمها الدكتور بيان خريسات، خبير التميز المؤسسي في إدارة الاستراتيجية والمستقبل؛ إذ ركزت على إدارة الابتكار وكيفية التخطيط وآليات البحث والرصد والتطبيق، وصولاً إلى نماذج واقعية وابتكارات مؤثرة، في وقت ركزت الحلقة النقاشية «رواد الأعمال»، التي أدارها خليفة المهيري رائد أعمال متسلسل ومستثمر ومستشار أعمال، على مناقشة مفتوحة مع الشباب، لمناقشة التحديات التي قد تواجههم في البداية، وسبل التغلب عليها، وأبرز وأهم الحلول والمعالجات التي تستند إلى المعارف والعلوم والابتكار.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4dz9f8uh

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"