عادي

معرض رشيد كرامي بطرابلس شاهد على أزمة لبنان

16:31 مساء
قراءة دقيقتين
1

رغم أن قوسه يتصدع ومساحاته الشاسعة خالية، إلا أن معرض رشيد كرامي الدولي في مدينة طرابلس الساحلية اللبنانية بات يأمل الآن في إحياء مجده، بعد أن أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) على قائمة مواقع التراث العالمي المهددة بالخطر.

ووفق وكالة «رويترز»، فإن الموقع صممه المهندس المعماري البرازيلي أوسكار نيماير في عام 1962، ويعد المعرض الذي شُيد على مساحة تبلغ نحو مليون متر مربع بما فيها الطرقات المحيطة، واحداً من الأعمال الرئيسية التي تجسد الفن المعماري الحديث بالقرن العشرين في الشرق الأوسط.

على لائحة الخطر
لكن ملامح المعرض تتلاشى ببطء بسبب جولات متكررة من التناحر على مدى السنوات الستين الماضية، وضعف الصيانة، فضلاً عن أزمة لبنان المالية المستمرة منذ ثلاث سنوات.

وقال جوزيف كريدي، مسؤول البرنامج الوطني للثقافة في اليونيسكو ببيروت «تم إدراجه على لائحة التراث العالمي بصورة استثنائية وسريعة وعاجلة، وهو الآن على لائحة الخطر لأن وضعه متأزم».
ويفتقد القوس الأنيق للمعرض إلى الخرسانة في بعض أجزائه ليكشف عن حديد التسليح. وتجمعت مياه الأمطار عند المداخل المغلقة فيما رفع قسم مغلق لافتة تحذر من أن دخول المبنى غير آمن.
وقال كريدي إن الأمر متروك للسلطات اللبنانية لوضع خطة لحماية الموقع وإعادة تأهيله، لكن اليونيسكو، المنظمة الثقافية التابعة للأمم المتحدة، يمكن أن تساعد في البحث عن التمويل وتقديم الخبرة الفنية.

ضحية الحرب الأهلية
يوجد في لبنان خمسة مواقع أخرى على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، معظمها قلاع ومعابد قديمة. ويُشتهر نيماير بأنه أحد آباء العمارة الحديثة، وكان الموقع في طرابلس انطلاقة مُبكرة في الشرق الأوسط.
وبدأ بناء المعرض الدولي في الستينات، لكن تأخر إنجازه عندما اندلعت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975. واستخدم المقاتلون الموقع لتنفيذ عمليات وتخزين أسلحة تحت قبته الخرسانية. ولدى ميرا منقارة، وهي مرشدة سياحية من طرابلس وعضوة في مؤسسة تراث نيماير بالمدينة، ذكريات جميلة لكنها نادرة عن الموقع عندما كانت طفلة.

اعتراف اليونيسكو
كان الجزء الأكبر من المعرض محظوراً على سكان طرابلس نظراً لمخاوف تتعلق بالسلامة. لكن منقارة استرجعت ذكريات زيارتها الأولى له خلال مهرجان للثقافة والحرف الإفريقية.
وتأمل ميرا أن تشجع خطوة اعتراف اليونيسكو به على إقامة مهرجانات ومعارض ما يعود بمزايا اقتصادية جديدة على طرابلس، التي كانت بالفعل واحدة من أفقر مدن البحر المتوسط قبل الانهيار المالي في لبنان.
وتضرر التراث الثقافي اللبناني بشدة في السنوات الماضية. ودمر انفجار مرفأ بيروت عام 2020 منازل تعود للقرن التاسع عشر في أحياء تاريخية. وأدى انقطاع التيار الكهربائي بسبب الأزمة المالية إلى قطعها عن المتحف الوطني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/25mx9thr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"