المتطوعون خيراً

هنا الشارقة
00:03 صباحا
قراءة دقيقتين


** عرفت في مشوار حياتي الرياضي والوظيفي قيمة وأثر العطاء الإنساني والخدمة الوطنية، وأيضاً العمل التطوعي الذي يتم دون مقابل ولا ينشد المرء من ورائه إلا وجه الله تعالى، بغض النظر عن ثناء الناس وتقديرهم، وأعتقد بأن من خبروا ذلك في حياتهم أو في مجالات عملهم سيدركون جيداً حجم ومقدار السعادة الداخلية التي يشعر بها كل متطوع بخدمة إنسانية من هذا النوع.

** عندما كنت أعمل في جناح الجو وهيئة الطوارئ والأزمات، كانت سعادتي تبلغ ذروتها في اللحظة التي أتمكن فيها من إسعاف مريض أو إغاثة مصاب في حادثة أوكارثة ما، وقد يقول قائل إن هذا العمل كان من مهام عملي، لكن الحقيقة التي لا مراء فيها، أن هذه المهام تتوافق مع طبيعة نفسي أكثر من طبيعة عملي، وقد كانت ومازالت تشبعني وتمتعني، وتجعلني أشعر بإنسانيتي وبجوهر ذاتي من الداخل أكثر من أي شيء آخر، وكل منا لو بحث في أعماقه عن الشيء الذي لا يتردد في فعله حتى لو لم يكن له أي مقابل، سيجد أشياء من هذا النوع.

** عفواً للإسهاب في رؤية ترتبط بقناعاتي ومشاعري الخاصة، لكن عذري في ذلك أن الشفافية مطلوبة عند الكتابة، وبصراحة، كل ما استرسلت فيه سابقاً، لم يكن إلا مقدمة رأيتها مناسبة وضرورية لحديثي عن الدور العظيم والرائع الذي يقوم به المتطوعون في إنجاح الفعاليات والبطولات الدولية التي تعرف طريقها إلى الدولة عموماً وإلى الشارقة بوجه خاص، فهؤلاء الفتيان والفتيات بقمصانهم المزدانة بشارة التطوع، الذين يضحون بوقتهم وجهدهم طواعية لخدمة المجتمع بكل شرائحه وأطيافه، والدولة بكل زوارها وضيوفها، هم حقاً شركاء النجاح وهم أساسه وجوهره.

** وحتى نقدر حقيقة هذا المعنى لنا أن نتصور حدثاً دولياً كطواف الشارقة الدولي للدراجات من دون أعضاء هذا الفريق الذي كان قوامه 200 شاب وشابة تقريباً، فمن دونهم كانت المحصلة ستختلف كثيراً لا قليلاً، وما كان التنظيم سيكتسب هذه المرونة وتلك الكفاءة، وما كان الطواف حدثاً سيحظى بما كسبه من تقدير وثناء سواء من المشاركين أو من الضيوف والمراقبين الدوليين.

** ختاماً.. بعدد ساعات العمل التطوعي في الأنشطة والفعاليات الرياضية بالإمارة، التي قاربت 14 ألف ساعة، أتقدم باسم مجلس الشارقة الرياضي، بخالص الشكر وعظيم الامتنان لدائرة الخدمات الاجتماعية ومركز الشارقة للتطوع، وباسم الرياضيين الغيورين على مصلحة الوطن أحيي الشركاء المساهمين في كل نجاح، المتطوعين فعلاً وعملاً.. وحباً وخيراً للإمارات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/522mt4a9

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"