عادي

ريشي سوناك في أزمة بعد عودة تراس وجونسون إلى الواجهة

01:15 صباحا
قراءة 3 دقائق

لندن - أ ف ب

عاد بوريس جونسون وليز تراس، إلى واجهة المشهد السياسي البريطاني، بعد خروجهما من السلطة، ما زاد الضغوط على رئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك، الذي أَضعفت موقفه قضايا عدّة تطال حكومته، وأزمة اجتماعية مستمرّة.

وبعد اضطرارهما إلى مغادرة داونينغ ستريت - الأول، بعد أشهر من الفضائح، والثانية بعد 49 يوماً فقط من تسلمها مهامها وإقرارها سياسة أثارت ذعراً في الأسواق المالية - خرج كلاهما عن صمته الإعلامي هذا الأسبوع. فبينما لم يختفِ جونسون من المشهد تماماً، إذ يظهر من حين لآخر دعمه لأوكرانيا، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقد بقيت تراس بعيدة عن الأضواء حتى مؤخراً.

* نقص الدعم

وأدلت رئيسة الوزراء السابقة، الأحد، بأول تصريح علني لها منذ مغادرتها السلطة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عبر كتابة مقال طويل في صحيفة «ذي صنداي تلغراف»، دافعت فيه عن برنامجها منتقدة، سياسة سوناك المالية. وألقت باللوم على «النظام الاقتصادي المتشدّد» و«نقص الدعم السياسي» اللذين أديا إلى سقوطها، داعية الحزب المحافظ إلى العودة إلى جذوره عبر خفض الضرائب.

يأتي ذلك، فيما استبعد سوناك ووزير ماليته جيريمي هانت، هذا الخيار حتى الآن بسبب الوضع المالي العام.

وقال وزير التجارة والطاقة غرانت شابس لشبكة «بي بي سي»: «نريد أن نرى الضرائب تنخفض، ولكن أولاً، يجب أن نبني الأسس الصحيحة»، أي خفض التضخّم، معتبراً أنّ نهج تراس لم يكن مناسباً.

وبعد المقال، ستجري تراس التي تغلّبت على سوناك في السباق إلى داونينغ ستريت، الصيف الماضي، مقابلة متلفزة الاثنين.

* سياسة «كارثية»

ويرى بريطانيون أنّ هذه العودة تنمّ رغبة في التأثير في الجدل بين المحافظين، قبل أسابيع قليلة من الميزانية الجديدة، وفي الوقت الذي يتراجع فيه سوناك في استطلاعات الرأي بعد 100 يوم على تسلمه السلطة.

ورغم أنّ تراس لا تنتقده بالاسم، إلّا أنّ «من الواضح أنها تعتقد بأن سياسته كارثية»، وفقاً لافتتاحية «صنداي تلغراف».

وتواجه الحكومة تحرّكات اجتماعية ضخمة، وسط إضرابات متكرّرة في قطاعات الصحة والنقل والخدمات العامة، للمطالبة بتحسين الأجور، بينما تجاوز التضخّم 10%.

ويتعرّض سوناك لهجوم من المعارضة ومن المحافظين المقرّبين لجونسون وتراس، بعدما اضطُر إلى إقالة رئيس الحزب ناظم الزهاوي بسبب خلافات ضريبية، ولأنه يحافظ على ثقته بوزير العدل دومينيك راب، المتهم بالتصرّف بعدوانية مع موظفيه.

في هذه اللحظة أيضاً، اختار جونسون زيادة نشاطه لمصلحة أوكرانيا، مطالباً بأن تسلّم بريطانيا مزيداً من الأسلحة لكييف، خاصة طائرات مقاتلة. ويبقى جونسون أحد أشرس مناصري أوكرانيا في حربها مع روسيا.

* صعوبات عملية

وفي زيارة إلى واشنطن، هذا الأسبوع، حيث التقى مسؤولين جمهوريين، حثّ جونسون حكومته على «إعطاء الأوكرانيين ما يحتاجون إليه في أسرع وقت ممكن». كذلك، أكد، الجمعة، في مقابلة على «توك تي في»، أنه «لن يكون من السيئ منحهم مزيداً من الدبابات».

واضطرّت «داونينغ ستريت» إلى التذكير بأنّ جونسون «لا يتصرّف باسم الحكومة البريطانية»، مشيرة إلى الصعوبات العملية أمام تسليم الطائرات المقاتلة.

ولا يزال كلّ من تراس وجونسون يتمتّعان بتأييد بين المحافظين، حيث ينتقد مؤيّدو جونسون سوناك لتسبّبه في سقوط بطلهم، عندما استقال من حكومته، بينما يدافع برلمانيون عن تخفيضات ضريبية قدّمتها تراس.

وبالنسبة لصحيفة «ذي تايمز»، فقبل أقل من سنتين من الانتخابات العامّة المقبلة، «ينتظر رئيسا الحكومة السابقان المجروحان نوعاً ما بسبب سوناك في الكواليس».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4v7kwbf5

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"