عادي

صيد الذئاب يثير انقسامات في السويد

19:12 مساء
قراءة دقيقتين
ذئب مقتول في مدينة كريستينه هامن السويدية(أ.ف.ب)
لارس بيورك يعرض على هاتف صورة اصطياد ذئب(أ.ف.ب)

يشير لارس بيورك إلى آثار حيوانات مفترسة تظهر على أرض غابة مكسوة بالثلوج، ففي هذا المكان الواقع وسط السويد، وعلى غرار معظم أنحاء البلاد، تجري مطاردة الذئاب في عمليات صيد واسعة، تثير جدلاً كبيراً في الدولة الاسكندنافية.

ويقول بيورك، وهو خبير في الحيوانات اللاحمة لدى الاتحاد السويدي للصيادين، في حديث إلى وكالة فرانس برس «ثمة عدد لا بأس به من الذئاب هنا».

ويضيف من داخل كوخ صغير للصيد على بعد بضعة كيلومترات من مدينة فاستيراس «نحن في الواقع داخل منطقة جديدة للذئاب، هي تحديداً حيث نقف الآن».

وأجازت السلطات السويدية للصيادين هذا العام قتل 75 ذئباً، في عدد يفوق ضعف المسموح به العام الفائت، من أصل أعداد تقديرية تبلغ بحسب وزارة البيئة 460 ذئباً.

وهذه المرة الأولى التي تجيز فيها السويد صيد عدد مرتفع كهذا من الذئاب، منذ أن أعادت السلطات السماح بصيد هذه الحيوانات عام 2010، نتيجة عودة الكلبيات التي أُبيدت حتى أصبحت شبه منقرضة في القرن العشرين.

ومنذ أن افتُتح موسم الصيد في مطلع يناير/ كانون الثاني، اصطيد نحو 50 ذئباً فيما يُتوقّع ألا يصل عدد الذئاب المقتولة إلى 75 قبل إنهاء الموسم في 15 فبراير/ شباط الحالي.

كيف يمكن لبلد يبدي منذ عقود اهتماماً بالمسائل البيئية أن يجيز صيد نوع يصنّفه بنفسه ضمن الأنواع المعرضة بصورة كبيرة للانقراض؟

يحتدم الجدل في هذا الشأن بين مؤيدي صيد الذئاب ومعارضيه في السويد التي يُمارس فيها الصيد، بهدف أكل لحوم الموظ والغزلان والدببة.

ويقول لارس بيورك: إنّ «اصطياد الذئاب يرمي ببساطة إلى الحد من المشكلات التي تسببها في المناطق الريفية».

وكانت السلطات السويدية تمنح حتى منتصف القرن الفائت مكافآت عن صيد الذئاب التي اعتُبرت لفترة طويلة بمنزلة وباء، على غرار ما كان يُنظر إليها في البلدان الأوروبية الأخرى.

وبعدما أصبحت الذئاب نوعاً محمياً في ستينات القرن العشرين، عاودت الظهور في السنوات التالية، مع تزايد في أعدادها خلال تسعينات القرن العشرين.

ويبرز بين المدافعين عن صيد الذئاب مربو المواشي القلقون على حيواناتهم وعلى حيوانات الرنة في الشمال، وأصحاب كلاب الصيد.

ومع أنّ الدببة البنية والوشق والشره مُصنّفة ضمن الأنواع المعرضة لخطر الانقراض، إلا أنّ السلطات تسمح منذ سنوات بصيد أعداد محددة منها.

وتشير هيئة حماية البيئة السويدية إلى الحاجة إلى وجود 300 ذئب أقلّه لضمان مجموعة سليمة من هذا النوع، بينما يلفت العلماء إلى أنّ 500 ذئب هو عدد مناسب، ويحدد البرلمان عدداً أقصى يتمثل بـ270 ذئباً. أما اتحاد الصيد، فيعتبر أنّ 150 ذئباً كافية في الطبيعة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/52dvyxfv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"