يواصل قطاع الفضاء الإماراتي في 2023 استكمال البناء على ما حققه من إنجازات في الأعوام الماضية عبر مجموعة من البرامج والمهام الفضائية الطموحة التي تعزز ريادته على مستوى المنطقة والعالم.
وتسعى الإمارات خلال العام الجاري إلى تحقيق المزيد من الأهداف في قطاع الفضاء الذي أصبح واحداً من القطاعات الاستراتيجية التي تطمح الدولة إلى تطويرها وخاصة في مجالات البحث والمهام العلمية والتصنيع وبناء الكفاءات والقدرات التخصصية، فضلاً عن زيادة مساهمة القطاع الخاص في هذا المجال عبر تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي في صناعة الفضاء، وجذب الشركات الفضائية العالمية.
وفي هذا الصدد برز، أمس، اعتماد مجلس الوزراء قراراً بشأن إنشاء الصندوق الوطني للفضاء الذي يتكون من ثلاثة مسارات هي مسار تطوير القدرات، ومسار دعم المشاريع الفضائية المعنية بتطوير القدرات، ومسار المنح.
ويستهدف الصندوق بناء القدرات والكفاءات الوطنية ورفع المساهمة في تنويع الاقتصاد الوطني، وترسيخ مكانة الإمارات مركزاً رئيسياً لأعمال الفضاء، وتطوير البنية التحتية الداعمة لصناعة الفضاء، وتهيئة البيئة المناسبة لابتكار نماذج جديدة وتطوير شركات ناشئة، إضافة إلى استقطاب الشركات المتخصصة عالمياً لتطوير مشاريعها وأنشطتها في الدولة، وتعزيز وبناء شراكات بين الشركات الوطنية وشركات التكنولوجيا المتقدمة العالمية. ويعزز قطاع الفضاء الإماراتي إنجازاته عبر 6 محطات مهمة تشمل التالي: «محطة الفضاء».
ويستعد مركز محمد بن راشد للفضاء، لإطلاق أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب، إلى محطة الفضاء الدولية في 26 فبراير الجاري والتي سيخوضها رائد الفضاء سلطان النيادي، اختصاصي مهمة الطاقم الأساسي، في حين سيكون زميله هزاع المنصوري، اختصاصي مهمة، ضمن الطاقم الاحتياطي. وتستمر المهمة لمدة 6 أشهر يجري خلالها النيادي أكثر من 19 تجربة بحثية، ودراسات متقدمة، تشمل مجموعة من المجالات؛ أبرزها نظام القلب والأوعية الدموية، وآلام الظهر، واختبار وتجربة التقنيات، وعلم «ما فوق الجينات»، وجهاز المناعة، وعلوم السوائل، والنبات، والمواد، إضافة إلى دراسة النوم، والإشعاعات.
- المستكشف راشد
وفي إبريل المقبل، سيكون قطاع الفضاء الإماراتي على موعد مع التألق والتميز العالمي من خلال حدثين بارزين، الأول يتمثل في موعد وصول المستكشف «راشد» إلى سطح القمر لتكون الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز. وستسهم الاختبارات العلمية التي يجريها المستكشف راشد والذي تم بناؤه وتصميمه بجهود الخبراء والمهندسين الإماراتيين بنسبة 100 في المئة في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، وتقنيات الاتصال، والروبوتات.
- سنة مريخية
أما الحدث الثاني فيتمثل في إكمال «مسبار الأمل» سنة مريخية كاملة «687 يوماً أرضياً» من مهمته التي انطلقت في 20 يونيو 2020 لتدخل الإمارات منذ ذلك التاريخ رسمياً في السباق العالمي لاستكشاف الكوكب الأحمر وفهم التغيرات المناخية عليه ومعرفة أسباب تآكل غلافه الجوي، وعدم وجود بيئة مناسبة للحياة على سطحه. وقدم «مسبار الأمل» منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ في 9 فبراير 2021، مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تمت إتاحتها مجاناً أمام المجتمع العلمي حول العالم.
«MBZ-SAT»
ويشهد عام 2023 في نهايته تقريباً إطلاق القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، حيث تم الانتهاء من مرحلة التصميم وإجراء الاختبارات على النموذج، وتم البدء في تصنيع القمر الاصطناعي.
ويعد «MBZ-SAT» القمر الاصطناعي الثاني، الذي يتم تطويره وبناؤه بالكامل على أيدي فريق من المهندسين الإماراتيين، بعد «خليفة سات»، وسيوفر خدمات متطورة جداً، اعتماداً على تطور تقنياته الكبيرة، خاصة أنه يعد أحد أفضل الأقمار الاصطناعية على مستوى العالم.
ويتميز مشروع القمر «MBZ-Sat»، الذي يعد رابع قمر اصطناعي لرصد الأرض، بتوفير البيانات بدقة وسرعة عالية للمستفيدين، وسيكون بمقدورهم وللمرة الأولى تقديم طلبات مختلف الجهات المعنية للحصول على الصور التي يريدونها بشكل آلي ومؤتمت، ومن ثم الحصول عليها بشكل مباشر وسريع، دون التواصل مع أشخاص على مدار الساعة.
- «فاي -1»
يواصل مركز محمد بن راشد للفضاء خلال 2023 التحضير النهائي لمهمة القمر الاصطناعي «فاي -1» التجريبي، الذي يرسخ مكانة الدولة لتكون في طليعة الداعمين للابتكار في مجال الفضاء، وأداء دور جوهري في دعم الجهود العالمية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وكان المركز قد أعلن في يناير 2022 عن تطوير النسخة التجريبية للقمر الاصطناعي «فاي - 1»، التي ستتم تحت مظلته توفير المنصة المعيارية للأقمار الاصطناعية «12U»، وستستضيف المنصة حمولة اتصالات إنترنت الأشياء، التي تتولى تخزين وإرسال البيانات المجمعة من أجهزة إنترنت الأشياء في المناطق النائية.
- مؤتمر دولي
تستضيف الإمارات في مارس المقبل، النسخة السابعة عشرة من المؤتمر الدولي لعمليات الفضاء 2023، أحد أبرز الأحداث الفضائية الرائدة عالمياً، وذلك في المركز التجاري بمدينة دبي.
ويتوقع أن يستقطب الحدث نخبة من العلماء والباحثين والمهندسين والقادة العالميين في صناعة الفضاء لمناقشة أحدث الأبحاث والتقنيات الحديثة والابتكارات في قطاع الفضاء. وتمثل استضافة المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان «نستثمر في الفضاء من أجل إنجازات تتخطى الأرض»، جانباً من خطة الإمارات الاستراتيجية لتطوير برنامجها الفضائي.
