اليد الخضراء

00:01 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

في كل يوم تقدّم دولة الإمارات درساً جديداً للبشرية، كيف تكون الإنسانية هي الروح التي لا يمكن قهرها، والتي لا تعترف بجنسية أو لون أو مذهب أو دين، لأنها تجاوزت كل المفردات التي تفرق بين البشر، وتعمل من أجل خير كل البشر.
في مواجهة الكارثة التي تعرضت لها تركيا وسوريا، جراء الزلزال المدمر الذي ضربهما، كانت الإمارات سبّاقة في أن تكون يدها الخضراء هي التي تمتد بالدعم والمساعدة لإغاثة الشعبين، وتقديم كل ما يلزم، لتضميد الجراح، وتوفير المأوى والإمدادات الغذائية لآلاف المتضررين بالزلزال، من خلال عملية «الفارس الشهم2»، و«مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية».
وقد توج صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله يوم أمس مآثره في العطاء بأن أمر بتقديم 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلزال في سوريا الشقيقة وتركيا الصديقة.
الإمارات تتقدّم الصفوف كعادتها انطلاقاً من المبادئ التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأصبحت نهجاً تلتزم به في كل مواقفها، بحيث أصبحت منارة عالمية للعمل الإنساني، ونموذجاً فريداً في العطاء، واليد الخضراء التي تزرع الخير والعطاء في مشارق الأرض ومغاربها. وهي إذ تلتزم هذا النهج قولاً وعملاً، فذلك من منطلق إيمانها العميق بالوحدة الإنسانية، وبمبادئ الإسلام السمح المتراحم.
صار عمل الخير عادة لدى قيادة الإمارات الرشيدة، لأنها تعرف معنى العطاء، ذلك أن فعل الخير أفضل عبادة، ومن أسمى الفضائل الأخلاقية، ومثلما يعود النهر إلى البحر، هكذا يعود عطاء الإنسان، وفعل الخير إليه.
ما يجعل دولة الإمارات متفردة في عالم الإنسانية، أنها تعطي من دون طلب، هي تبادر وتتقدم بجيش من الإنسانية، سلاحه المحبة والتسامح والخير والفضيلة، وهدفه الإنسان الذي يستحق الحياة والسعادة، ويقاوم الفقر والعوز والمرض.
ما أحوج العالم للاقتداء بالإمارات في هذا العالم الذي ينهشه الجشع والطمع، وتدمره الحروب والفتن والصراعات، ويتعامل حتى مع الكوارث باستنسابية وانتقائية والكيل بمكيالين، وكأن الضحايا ينقسمون بين مَنْ يستحق، ومَنْ لا يستحق.
وإذا كانت الكارثة جمعت تركيا وسوريا ووحّدتهما المصيبة، إلا أن قدرة سوريا على مواجهة تبعات الكارثة، تبدو أضعف وأقل قدرة على التعامل مع حجم تداعياتها، بعدما أنهكها الإرهاب، وأضنتها المعارك وأهلكها الحصار والعقوبات.
لكن، سوريا لن تكون وحيدة في لملمة جراحها، فقد بادرت قيادة دولة الإمارات إلى مد يد الغوث سريعاً، بالاتصال المباشر بالقيادة السورية، وإطلاق جسور الدعم والمساعدة على الفور. في حين أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن «دولة الإمارات ستقف إلى جانب الشعب السوري، وستواصل مد يد العون للإشقاء والأخوة، حتى يتخطوا هذه المحنة الطارئة، تعبيراً عن قيمها الإنسانية».
بوركت هذه اليد الخضراء التي لا تعرف إلا الخير والعطاء والإنسانية. فعمل الخير لا تقوم به إلا النفوس العظيمة..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr45v9rs

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"