توجهات تشكل مستقبلنا

يشهد العالم الكثير من التوجهات التي تنطلق من دوافع وعوامل كثيرة لها تأثيرها في المجتمعات وطريقة العيش والتعامل وممارسة الأعمال، وقد قدمت دبي للمستقبل مؤخراً تقريراً تناول أبرز عشرة توجهات كبرى ستغير ملامح المستقبل خلال السنوات القادمة، وذلك من أجل تصورات لتصميم مدينة دبي والمنطقة والعالم، تم التعرف إليها من خلال مؤشرات مثل: تزايد عدد الأفراد المتصلين بالإنترنت أو عدد ضحايا التصيد الاحتيالي، كما أنها استراتيجية ويحتاج تغيير مسارها إلى وقت طويل، ما يمنحنا بعض الوضوح وخاصة فيما يرتبط بمؤشرات صحة الفرد وجودة حياته، وتأثير ذلك في استقرار مجتمعاتنا وتطورها.
أحد التوجهات يرتبط بالبيانات الخام التي ستتغير قيمتها خصوصاً أن حجمها يتجاوز إمكانات التطبيق العملي، ما سيؤثر في ممارسات حالية مثل التسويق المخصص لكل فرد والذي سيتم التخلي عنه بحلول 2025 بنسبة 80٪، خاصة مع ظهور قوانين تحمي خصوصية ما نسبته 75٪ من سكان العالم، الذين سترتفع أعدادهم كمستخدمين للشبكة بحوالي 5 مليار مستخدم، وبمعدل 3 أجهزة لكل فرد. سيدفع هذا التضخم الحكومات للاستثمار بشكل أكبر في مجال الأمن السيبراني، لمقاومة حجم الأضرار التي قد تسببها الهجمات الإلكترونية والمقدرة بأكثر من 10 تريليونات بحلول 2025.
ستواجه البشرية تحديات أكبر فيما يتعلق بالتعليم، الصحة، العمل والتفاعل الاجتماعي، وهناك مؤشرات تحفز الحكومات على المزيد من العمل الاستراتيجي المنظم للتعامل مع هذه العقبات، فالنمو السكاني - على سبيل المثال- سيتباطأ وخصوصاً في الفئات العمرية المؤهلة للعمل بين 15 و 65 في 80 ٪ من دول العالم. أما فيما يتعلق بالصحة، فيمثل «الاكتئاب» خطراً كبيراً إذ يعاني واحد من كل سبعة بالغين من اضطرابات الصحة العقلية، ما سيكبد الاقتصاد العالمي 6 تريليون دولار بحلول 2030.
وأخيراً تظهر مؤشرات ضمن التوجه، الصحة المتقدمة والنظام الغذائي يثيران القلق وخاصة في منطقة الخليج، فالسمنة على سبيل المثال يمكن أن تتطور إلي عامل خطر يؤدي إلى بعض الأمراض غير المعدية، وفي دراسة تم نشرها عام 2020، وصلت نسبة السمنة في الإمارات عند النساء إلى 31٪ وعند الرجال 25٪، أما على نطاق أوسع فإن الأسباب الرئيسية للوفاة في الإمارات هي: إقفار عضلة القلب، السكتة الدماغية وأمراض الكلى، ما يكشف الكثير عن نمط الحياة والسلوك اليومي تجاه الصحة عند الأفراد، ويساعدنا في تصميم مسارات جديدة لرفع جودة الصحة بمجالاتها المختلفة من خلال تضافر الجهود المؤسسية والمجتمعية.
صفية الشحي
[email protected]