درس إماراتي مجاني للعالم

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

كما نعلم، قبل عدة أعوام، وتحديداً عام 2019، اعتمد في الإمارات قانون حقوق كبار المواطنين. والقانون يقدم عدة جوانب متقدمة من الناحية الإنسانية والحقوق والحريات لهذه الفئة الغالية علينا، فضلاً عن توفيره مظلة من الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية، والكثير من التسهيلات والخدمات المجانية التي تستهدف سعادتهم واستقرارهم العاطفي، فضلاً عن الإعلاء من قدرهم وما يستندون إليه من خبرات ومهارات حياتية.
 خطت الإمارات هذه الخطوات منطلقة من شعور إنساني وواجب أخلاقي، فضلاً عن دلالتها العميقة في ما يخص أواصر التلاحم والترابط في مجتمعنا. تبادرت لذهني هذه الكلمات وأنا أقرأ تقريراً صادراً عن منظمة الصحة العالمية، جاء فيه: «إنه بين عامي 2015 وعام 2050 ستنمو أعداد سكان العالم، الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً بقرابة الضعف من 12% إلى 22 %. في عام 2020، تجاوز عدد الأشخاص البالغين من العمر 60 سنة فأكثر عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. بين عامي 2020 و2030، ستزداد أعداد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً بنسبة 34 %. وبحلول عام 2030، سيصل سدس سكان العالم إلى 60 عاماً فما فوق. وبحلول عام 2050، سيتضاعف عدد سكان العالم البالغين 60 سنة فما فوق (2.1 مليار نسمة). ومن المتوقع أن يتضاعف عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 80 سنة فأكثر ثلاثة أضعاف بين عامي 2020 و2050 ليصل إلى 426 مليون نسمة».
والمشكلة هنا التي تريد هذه المنظمة العالمية لفت الانتباه لها، أن جميع البلدان في العالم ستواجه مشاكل كثيرة في نظمها الصحية والاجتماعية، لتواكب هذا التحول السكاني، لأن التقدم في السن بات أسرع. غني عن القول إن الإمارات قد تنبهت لهذا الجانب مبكراً، وواءمت نظمها الصحية والاجتماعية لخدمة هذه الفئة، بل إنها أسمتهم كبار المواطنين، وسخرت لهم الخدمات الاجتماعية والنفسية والصحية.
الحقيقة أن الإمارات قفزت قفزات مدوية وعظيمة نحو التقدم والتطور، لكنها في اللحظة نفسها كان لها خط قوي مستمد من تراث الآباء والأجداد، وحافظت على قيمها والمبادئ، ودمجتها مع الحداثة والتطور، لتخرج لنا بمبادرات إنسانية كانت فيها دروس بالغة الأهمية لمختلف دول العالم، وملف كبار السن واحد من الدروس المجانية من الإمارات للعالم.
[email protected]
 www.shaimaalmarzooqi.com

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrxpz7uy

عن الكاتب

كاتبة وناشرة إماراتية ومؤلفة لقصص الأطفال وروائية. حصلت على بكالوريوس تربية في الطفولة المبكرة ومرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الابتدائية، في عام 2011 من جامعة زايد بدبي. قدمت لمكتبة الطفل أكثر من 37 قصة، ومتخصصة في أدب اليافعين

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"