عادي
لافروف يتعهد من باماكو بزيادة التدخل لمواجهة «مقاربات استعمارية جديدة»

روسيا تعزز نفوذها في الساحل الإفريقي بدعم عسكري لمالي

02:56 صباحا
قراءة دقيقتين

عرض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس الثلاثاء، مساعدة موسكو لدول منطقة الساحل وخليج غينيا لمحاربة الإرهاب وجماعته. وقال لافروف خلال زيارة إلى مالي «إن محاربة الإرهاب هي طبعاً موضوع راهن بالنسبة للدول الأخرى في المنطقة»، مضيفاً «سنقدّم لها مساعدتنا للتغلب على هذه الصعوبات. هذا يخصّ غينيا وبوركينا فاسو وتشاد وبشكل عام منطقة الساحل وحتى الدول المطلة على خليج غينيا».

وتحدث لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المالي عبد الله ديوب خلال زيارة اعتبرها الطرفان «تاريخية» وغير مسبوقة لوزير خارجية روسي في مالي. وتجسّد زيارة لافروف إلى دولة مالي التي تشهد نشاطاً واسعاً للمتطرفين، وأزمة عميقة متعددة الأبعاد، التقارب بين موسكو والمجلس العسكري المالي منذ العام 2012 في نفس الفترة التي قطع هذا الأخير فيها التحالف العسكري مع فرنسا وشركائها.

ووعد لافروف مالي بمواصلة دعمها عسكرياً من خلال تسليم الأسلحة وإرسال مئات الجنود المدرّبين في الجيش الروسي أو أعضاء في مجموعة «فاغنر» المسلّحة. وتعهّد أيضاً زيادة تدخل موسكو في القارة التي تواجه، بحسب قوله، «مقاربات استعمارية جديدة» من قبل الغرب. وأضاف «سنقدّم دعمنا لحلّ المشاكل في القارة الإفريقية، ونعمل باستمرار على مبدأ أن المشاكل الإفريقية يجب أن تحل بالحلول الإفريقية».

بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي إن موسكو ملتزمة بتعزيز التعاون مع مالي لمساعدتها في التخلص من المسلحين. كما وعدت موسكو بشحنات وقود وأسمدة وغذاء تبلغ قيمتها نحو مئة مليون دولار. وقال ديوب للصحفيين «نرحب بكل الخطوات التي اتخذتها سلطات روسيا الاتحادية لتهيئة ظروف تفضيلية من أجل بلدي للوصول إلى الضروريات الأساسية وسط أوضاع صعبة يمر بها الاقتصاد العالمي». وسلمت روسيا للقوات المالية عدة مروحيات قتالية وأسلحة في مارس الماضي لكن باماكو تأمل دعماً اقتصادياً، خاصة أن الدعم الغربي في جوانبه المالية والاقتصادية قد تضاءل منذ تدهورت العلاقات بين باماكو وباريس.

من جانب آخر، خلصت نتائج تحقيق أجرته الأمم المتحدة إلى أن التنظيمات المتطرفة تستغل غياب فرص العمل أكثر من الإيديولوجيا الدينية، لتجنيد عناصرها في إفريقيا جنوب الصحراء. واعتبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن نتائج التحقيق الذي شمل زهاء 2200 رجل وامرأة في ثماني دول، يطرح شكوكاً حول النظريات التقليدية بشأن الأسباب التي تدفع الأشخاص إلى الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة. اعتمد البرنامج على مقابلات أجريت بين العام 2021 و 2022 في كل من بوركينا فاسو، الكاميرون، تشاد، مالي، النيجر، نيجيريا، الصومال، والسودان. وأفاد ربع المجندين الطوعيين أن غياب فرص العمل هو السبب الرئيسي الذي دفعهم للالتحاق بتنظيمات متطرفة، بزيادة قدرها 92 في المئة مقارنة بدراسة مماثلة أجريت في 2017. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8j2u4v

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"