رجال الوطن

للوطن رجال يحفظونه ويرعونه ويحمون حدوده ومكتسباته، تراهم حاضرين عند سماع نداء الواجب، كل في مكانه يحمل روحه على كفه، ولا يتوانى عن الجود بها في سبيل الإمارات، الأم الحنونة، التي رعت أبناءها، ليكبروا في كنفها، متشربين حب قيادتنا الرشيدة، شعارهم الولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء، الذي لم يبخل عليهم يوماً، حتى أصبحوا سيفه وترسه، والعين الساهرة على أمنه.
كلية زايد الثاني العسكرية، مصنع الرجال، والرافد الأول لجيشنا المقدام بالكوادر المدربة والمؤهلة، زفت بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إلى قواتنا المسلحة خريجي الدورة ال 47 من المرشحين الضباط، الذين سيلتحقون بصفوفها بعد أن نهلوا من التدريبات والعلوم العسكرية أفضلها. 
كلية زايد الثاني العسكرية، الصرح المعرفي والمنارة الأكاديمية المرموقة، وصاحبة الفضل في ترسيخ قيم الولاء والتضحية في الدفاع عن الوطن ومكتسباته، وتعزيز كفاءة أبنائه في مختلف مجالات العمل العسكري، خرجت منذ تأسيسها أجيالاً من الكوادر العسكرية المؤهلة والمزودة بكل الأدوات، التي تمكّنها من الاضطلاع بواجبها تجاه الوطن وتعينها على صون مقدراته وحماية مكتسباته.
لقد لعبت الكلية التي تعد واحدة من أهم الكليات العسكرية في دولة الإمارات دوراً مهماً في إعداد الكوادر القيادية فخرجت ضباطاً هم نماذج مشرفة للكفاءات العسكرية الوطنية المؤهلة، استقوا من العلوم العسكرية أفضلها وفق أحدث البرامج الأكاديمية، وأكثر آليات التدريب العملي تطوراً وفاعلية ولتدعم قواتنا المسلحة بسواعد قوية وعقول ذكية، ورؤى قيادية وأفكار خلاقة.
لقد سخرت القيادة الرشيدة جميع الإمكانيات للاستثمار في أبناء الوطن، إيماناً منها بأن قوة كل جيش تكمن في قوة قادته المسلّحين بالعلم والمعرفة، وإتقان فنون القتال في مختلف الأحوال والأوقات، وأن امتلاك القوة هو أكبر ضمانة للحفاظ على السلام.
لقد سطرت قواتنا المسلحة أمجاداً إنسانية عبر مجموعة من المهام التي نفذتها بهدف إغاثة المنكوبين في مختلف دول العالم التي مرت بحروب وكوارث عصيبة، وقد قدمت قواتنا خلال تلك المهام نماذج مشرفة في التضحية والعطاء وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وخير دليل على ذلك تواجدها الآن في المناطق المنكوبة التي ضربها الزلزال في تركيا لتقدم صورة جميلة لإمارات الإنسانية.
[email protected]