إدارة الأزمات والطوارئ

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

استفاق سكان العالم على فاجعةٍ أيقظتهم من سُباتهم العميق، وكانت بمثابة المنبه الذي قرع بقوة فوق رؤوسهم المثقلة، حيث ضرب زلزال بقوة هائلة مناطق من تركيا وسوريا وبدرجة أقل دولاً أخرى، وترك وراءه دماراً شاملاً، كأنه أثر بعد عينٍ، وترك العالم في دهشة من هول ما رآه على شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي. فالمُنظمة الدولية للحماية المدنية عرَفت الكوارث بأنها حوادث غير مُتوقعة، ناجمة عن قوى الطبيعة، أوبسبب فعل الإنسان، وتترتب عليها خسائر في الأرواح وتدمير للممتلكات، وتكون ذات تأثير شديد على الاقتصاد والحياة الاجتماعية، وتفوق إمكانياتها قدرة الموارد الطبيعية، وتتطلب مساعدة دولية عاجلة.
وعلى الرغم من إدراك الحاجة إلى تعزيز خطط التأهب لحالات الطوارئ المتعلقة بالكوارث، فإن التأهب للحالات الطارئة يختلف من دولة لأخرى، حيث تعمل جميع المؤسسات في كل دول العالم على استحداث برامج للبقاء على أهبة الاستعداد لمواجهة أي تهديد مفاجئ نتيجة حوادث خارجية، فالمحافظة على مستوى مرتفع من الجاهزية يتطلب وضع الخطط والسياسات والتشريعات وتوفير المعدات والتدريب والتأهيل والتعليم المعرفي، فهي بمثابة المتطلبات الأساسية لذلك.
فالهدف من التأهب والاستعداد للكوارث والطوارئ والأزمات هو ضمان اتخاذ الإجراءات المناسبة، حيث يتم توفير الموارد المناسبة لتوفير مساعدة عاجلة لضحايا الكوارث وتيسير الإغاثة وإعادة تأهيل الضحايا، وهو يغطي جميع الأنشطة التي يحتاجها المستجيبون للكوارث قبل حدوثها لضمان استجابة ناجعة.
واصلت دولة الإمارات حضورها الدولي الفاعل على صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية، بما فيها الزلزال الذي ضرب مناطق من تركيا وسوريا، وبتوجيهاتٍ من القيادة الرشيدة قامت دولتنا الحبيبة بمد الجسر الجوي الذي يحمل المواد الطبية والغذائية والملابس الشتوية، حيث أسهمت المساعدات المادية والعينية في إنقاذ حياة الناس وتخفيف معاناتهم وآلامهم وجروحهم النازفة، فالإمارات تعتبر عنصراً مهماً في بناء المنظومة العالمية لمواجهة الكوارث الطبيعية، وذلك بفضل مبادراتها الجريئة ونهجها الإنساني المتفرد الذي يقوم على تقديم يد العون والإغاثة لمستحقيها دون تمييز بين عرق أو جنس أو دين.
وبالرغم من أن الإمارات جاءت ضمن مقدمة الدول ذات المخاطر المنخفضة بما في ذلك الكوارث الطبيعية، فإن الدولة حرصت على إنشاء هيئة وطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، حيث تعمل على توفير دليل إرشادي للتعامل مع الحالات الطارئة، فالإمارات لديها جاهزية وتخطيط مسبق ومستدام لإدارة ومواجهة أي أزمات طارئة، من حيث توزيع الأدوار وتفعيل المشاركة المجتمعية وتبني سياسات وتشريعات وفق أفضل الممارسات والخبرات العالمية، مما يجعلها أكثر قدرةً على مقاومة مخاطر الطبيعة وتبني استراتيجية إعلامية قائمة على تقديم إيضاحات حول مخاطر الطبيعة لحظة وقوعها بالتزامن مع جاهزية المؤسسات المجتمعية مع الالتزام بنقل الخبرات والتجارب الدولية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2kktw7xw

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"