عادي

السِّحر

23:15 مساء
قراءة دقيقتين
1
مايا الهواري

مايا الهواري
حالَ الإسلام بيننا وبين كلّ مسارٍ يؤدّي للسّحر، واتّخذ موقفاً حازماً حيالَ ذلك واعتبره أمراً محرّماً، كما حرّم تعليمه وتعلّمه وممارسته، فهو جسرٌ يقود للفساد وأداة تضرب بالأفراد فيضرّ بالأبدان والقلوب، كما يفرّق بين المرء وزوجه، لأنّه يعمل على إظهار الأمور على غير حقيقتها، علماً أنّه موجود حقيقة ويتّبعه السّحرة، إذ يسلكون منهجاً ملتوياً للحصول على غاياتهم، ويجد الأشخاص ذوو العقول الصّغيرة في السّحر والسّحرة بوّابة لتحقيق مآربهم.

لقد أرسلت إحداهنّ لي فيديو عن موضوع السّحر، وأخبرتني أنّها تمتلك القدرة وبكامل الاستعداد للالتجاء للسّحر والشّعوذة للمحافظة على زوجها بجانبها. إذا قمنا بتحليل هذا الفيديو سنجده يندرج أوّلاً تحت مسمّى الكُفر، ولا يجوز ذلك لأنّه سيرٌ في طريق الشّيطان والإشراك بالله تعالى والالتجاء لغيره، ثانياً أنّ السّحر أداة من أدوات التّخلّف الّذي يثير الاستغراب، فعلى الرّغم ممّا وصلت إليه البشريّة من التطوّر والتقدّم والتّكنولوجيا والعلم والازدهار والثّقافة إلّا أنّ البعض ما زال يلجأ لمثل هذه الأساليب بغية الحصول على مآربه.

إنّ طريقة التّفكير الرجعيّة تتنافى مع الدّعم المقدّم من قبل الحكومات والدّول وكذلك المساحات الموجودة على منصّات التّواصل الاجتماعي التي تساعد على سماع الأفكار والتّجديد والتعلّم والتّطوير، وبعد كلّ ذلك نجد أشخاصاً يعتقدون بالسّحر وقوّته متناسين قدرة الخالق وأنّه من بيده ملكوت السّموات والأرض.

ومن جهة أخرى ووفقاً للمنطق والتّحليل المنطقي الشّخصي، أنّ الشّخص الذي يسعى للحصول على شخصٍ لا يسعى إليه فهذا ضرب في الهواء، من لا يريدني لا أريده ولا أسعى جاهدة للحصول عليه. وبإعمال العقل قليلاً نجد أنّ كل ما في هذا الكون مخلوق بقدر ومكتوب قبل خمسين ألف عام من تكوين الكون والأرض، فالزّواج قدرٌ مكتوب ولا ينبغي السعي للحصول عليه بطرقٍ ملتوية غير مشروعة، والله تعالى يعلّم عباده ما عليهم فعله ولكن منحهم حرية الخيار لأنّهم مخيّرون فيختار الإنسان أيّ السّبل يسلك، فإن كان نصيب شخصين الزّواج سيقود الله الأسباب لجمعهما معاً وإلّا ستنتهي العلاقة وهكذا تتابع الحياة.

وينبغي أن أتوقف عند فكرة مهمة جدّاً وهي أنّ الدنيا دوّارة ومن يتّخذ السّحر ملعباً له سينقلب عليه مستقبلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc57dv9f

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"