عادي

صداقة رقمية

23:07 مساء
قراءة دقيقتين

كتب: محمد ياسين

لم تتوقع امرأة أن رسالة عبر تطبيق «إنستغرام» ستنهي حياتها الأسرية وتنقلها من عش الزوجية إلى العيش بعيدة عن زوجها وأطفالها، منبوذة من أهلها وأسرتها. وعلى الرغم من تعليمها العالي، ووعيها بما يحدث في العالم من حولها، فإنها وقعت ضحية شاب تخصص في نسج شباكه لصيد النساء، عبر منصات التواصل؛ حيث يرسل رسائل للنساء، وينتظر من تلتقط الطعم.

بدأت القصة بطلب صداقة من الشاب إلى تلك المرأة التي كانت تتابع الكثير من مشاهير التواصل، ولديها عدد من الأصدقاء الرقميين، تتابع ما ينشرون من صور وفيديوهات وتعلق على ما يحلو لها.

بداية، لم تستجب المرأة لطلب الصداقة، فعالمها يعجّ بشباب وفتيات، تتحدث إليهم، وتتعرف إلى ثقافاتهم، عبر نشراتهم وما يعرضونه عبر منصاتهم، لكن الشاب قرر مراسلة المرأة عارضاً عليها بعض خدماته، مستغلاً مهاراته في الإقناع ومعرفته باهتماماتها، ليكون ذلك المدخل الذي يدخل عبره، لتنفيذ أغراضه والوصول إلى غاياته.

وأخيراً وافقت المرأة على طلب الصداقة، وأصبح حديثها إليه شبه يومي عبر المنصة الرقمية، في الخفاء من وراء شاشة هاتفها الصغير دون علم زوجها.

تعرف الشاب أكثر إلى المرأة التي سمحت له بالحديث معها عن حياتها الشخصية ومشكلاتها الزوجية، فوجد الشاب طريقة للولوج إلى حياتها، وشجعه ذلك على طلب رؤيتها في أحد المطاعم.

في بداية الأمر رفضت المرأة طلبه، إلا أنه كان يجيد فن الإقناع فوافقت على مقابلته، وسط انشغال زوجها بعمله وتطوير مؤسسة صغيرة أسسها؛ لتأمن حياة أسرته الصغيرة التي تتكون من زوجته وثلاثة أطفال، لم يبلغ أكبرهم عامه السابع، ففي اللقاء الأول أعجبت المرأة بالشاب الذي يصغرها بعشرة أعوام.

توالت اللقاءات بعدها في أماكن مختلفة، وفي إحدى المرات دعاها إلى عيد ميلاده، فلبّت دعوته، لكنها لم تتوقع أن تكون الدعوة فخاً للإيقاع بها.

فبعد أن حضرت فوجئت بأن عيد ميلاده وهمي حضرته بمفردها، فاعتدى عليها وصورّها في أوضاع مخلّة، وهدّدها بما لديه من صور إذا لم تلبّ طلبه، وتسرق ما لدى زوجها من أموال.

انتاب المرأة الخوف من انكشاف أمرها وسرقتها لزوجها للمرة الأولى، فمنحت الشاب ما لديها من مصوغات حتى يكفّ عن ملاحقتها، إلا أنه ظل يتواصل معها لجلب المزيد من الأموال.

سئمت المرأة لعب دور اللصة، فضلاً عن دورها الأول في الخيانة؛ وقررت غلق هاتفها وحسابها في مواقع التواصل، حتى لا يتمكن الشاب من ملاحقتها. لكن لم يمر وقت حتى تمكن الشاب من التواصل معها عبر حساب إحدى صديقاتها باسم مستعار، فرفضت طلبه بسرقة زوجها، فنشر ما لديه من صور غير محتشمة تخص المرأة إلى جميع حسابات أصدقائها، فوصلت تلك الصور إلى زوجها وأقاربها، فتقدمت ببلاغ لدى الشرطة فقبض على الشاب وقضت المحكمة بحبسه وإبعاده عن الدولة.

وعلى الجانب الآخر، لم يرغب الزوج في العيش مع المرأة التي لم تصن غيبته وتحافظ على كرامتها، فطلّقها ورفع دعوى لحضانة أبنائه، وغادرت المرأة حياة زوجها وأبنائها، ورفضت أسرتها فعلتها وقررت نبذها والتبرّؤ منها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4x3bh4h2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"