الفيروس القادم

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

بعدما حلت جائحة كورونا ضيفاً ثقيلاً على البشرية فتصدى لها الطب الحديث، ظهرت اليوم تكهنات كثيرة تتوقع قدوم فيروس جديد أشد قوة وفتكاً بالبشر، فسارعت الشركات المصنعة للأدوية من الآن إلى العمل على اختراع تطعيمات لوقاية الجنس البشري وحمايته من الانقراض.

قد يبدو ظهور تطعيمات جديدة غاية نبيلة هدفها حماية وجودنا، لكنه يخفي وراءه مطامع أصحاب شركات التطعيم بتكوين الثروات، واحتمالية الفتك بالبشرية نتيجة أضرار تلك العقاقير. من ناحية أخرى، يدور الكلام حالياً حول المليار الذهبي الذي سيبقى حياً على الأرض وينعم بخيراتها، بعدما فقدت قدرتها على تحمل أي زيادة في أعداد البشر.

ما سبق ذكره مجرد تكهنات، والمستقبل في علم الغيب، وقد يكون صحيحاً أن هناك فيروساً سيضرب عما قريب. لكن هذه المرة سيكون الفيروس الجديد مختلفاً من حيث إضراره بمصالحنا لا بأجسادنا، لأنه سيكون موجهاً لكافة الأجهزة الإلكترونية والشبكات المعلوماتية.

في روايتي «العودة إلى المستقبل»، كان سبب نهاية العالم الإلكتروني هو عاصفة شمسية. لكن ما أتوقعه حقيقة هو فيروس يخترق الأجهزة والشبكات ويدمرها نهائياً، لتتبخر كافة بياناتنا، وكل شيء متصل بالتكنولوجيا.

وإن نجح فيروس كورونا في تعطيل الحياة البشرية لمدة سنتين، فالفيروس القادم قد يعطل حياتنا لسنوات طويلة نعود خلالها إلى الورقة والقلم. هذا إن اكتفى الدخيل المحتمل بالشبكات والمعلومات فحسب! فقد يتسبب في الكثير من كوارث الطيران، وحوادث السيارات الكهربائية، وغير ذلك مما يتعلق بالتكنولوجيا.

ربما تنطلق توقعاتي من زاوية مظلمة، وقد يراها البعض من نسج الخيال. لكن جميعنا تهاونا في بداية أزمة كورونا، إلى أن حدث ما لم يكن بالحسبان. قد يخبرنا البعض بأنه لا داعي للقلق، كوننا سنعمل على اختراع برامج حماية فعالة وخلافها، لكني لا أتوقع أن تنجح أي مضادات برمجية مستحدثة في التصدي لهذا الفيروس؛ لأننا نسمع بين الفينة والأخرى عن تعطل أجهزة المطارات، وهجمات قرصنة إلكترونية على بلدان تخفق في التصدي لها.

من هذا المنطلق، لا بد أن نعمل بالدرجة الأولى على الاحتفاظ بنسخ ورقية لكل شيء بالتزامن مع تسابق العالم اليوم في التكنولوجيا والتطور، وندرب الكوادر البشرية على تسيير الأمور الأساسية في حال غياب التكنولوجيا، ونكون على أهبة الاستعداد لمجابهة المواقف الطارئة حتى نضمن استمرار حياتنا بشكلها المعتاد مهما كانت المفاجآت. كما أقترح على الجهات المسؤولة عن الطوارئ أن تضع خططاً بديلة لمواجهة أي غياب للتكنولوجيا.

وأخيراً، آمل أن تكون هناك خطة بديلة تمكننا من التعامل السريع والفعال في حال تعطل أو اختفاء للتكنولوجيا يحتمل حدوثه في المستقبل القريب أو البعيد.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y746znuz

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"