عادي
الُمديرة التنفيذية للمُؤسسة في حوار مع «الخليج»:

100 دراسة أجرتها «سعود بن صقر لبُحوث السياسة» خلال 10 أعوام

15:21 مساء
قراءة 4 دقائق
إقبال لافت من النُزلاء والنزيلات على مكتبة السجن في رأس الخيمة
إقبال لافت من النُزلاء والنزيلات على مكتبة السجن في رأس الخيمة
  • 2486 نزيلاً يستفيدون من مكتبتين أنشأتهُما المؤسسة بسجني الرجال والنساء

رأس الخيمة: عدنان عُكاشة

أكدت د. ناتاشا ريدج، المديرة التنفيذية لمؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبُحوث السياسة العامة، في حوار مع «الخليج»، أن المُؤسسة أنتجت 100 بحث ودراسة علمية، على مدار 10 أعوام تقريباً، منذ انطلاقتها عام 2012، في قضايا وملفات اجتماعية وتنموية وخدمية مُتنوعة، وضمن قطاعات مُختلفة، بما يصُب في خدمة الدولة إجمالاً، ورأس الخيمة تحديداً، وتعزيز التنمية والاستدامة في رُبوعهما.

1
د. ناتاشا ريدج.

«التعليم» أولاً

وقالت: إن الدراسات والبُحوث، التي تُجريها المُؤسسة، تنصب على قطاع التعليم بشكل كبير، لكنها تشمل أيضاً قطاع الصحة العامة، والتطوير الحضري، والبيئة، والفنون والثقافة، والعمل الخيري. وأشارت إلى أن من أهم الدراسات، التي أنتجتها «سعود بن صقر لبُحوث السياسة العامة»، العام الماضي، دراسة حول كبار السن والشيخوخة في دولة الإمارات، فيما تعمل حالياً على دراسة ملف «توظيف الشباب في الدولة».

1
د. ناتاشا ريدج.

حاجة مُلحة

ريدج أوضحت أن الدراسة حول «كبار السن» في الإمارات استمرت شهرين، وشملت عينتُها 2735 فرداً، %75.8 منهم إماراتيون، و%24.2 من غير الإماراتيين، وتوصلت إلى وجود حاجة مُلحة لتلبية مُتطلبات العدد الأكبر من كبار السن في الدولة مُستقبلاً، مع نقص البنية التحتية، في ظل ما نشهده من تغييرات اجتماعية مُستمرة، وبالذات في ظل تراجع شكل العائلات الُموسعة، وزيادة الميل نحو العائلات الصغيرة، وهُو ما سيؤثر في رعاية الُمسنين، حيث تجري العناية بمعظمهم حالياً في البيوت، ومن قبل عائلاتهم، أو بمُساعدة الخادمات، لذا تحتاج الإمارات للبحث والتخطيط لخلق نظام فعّال ومُستدام لرعاية الُمسنين، في ظل النقص الحالي في مُنشآت رعايتهم وقلة الأبحاث حول «الشيخوخة» في الإمارات.

الصورة

مُستقبل «الشيخوخة» في الإمارات

وبينت أن الدراسة استكشفت مُستقبل الشيخوخة ورعاية الُمسنين في الدولة بناءً على استبيان شمل الإماراتيين والُمقيمين، وأظهرت النتائج أن جميع خدمات الدعم والرعاية، المُخصصة ل«كبار السن»، تُعد ضرورية من وجهة نظر الُمواطنين، الشباب والكبار، مُشيرين إلى أن نظام الرعاية الحالي غير مُتطور والمعلومات فيه شحيحة. فيما يفتقر الُمواطنون إلى الوعي بزيادة نسبة «الشيخوخة السكانية»، والشباب تحديداً غيرُ مدركين لعواقب «الشيخوخة»، والمسنون ليس لديهم معرفة كافية بأنماط الحياة الصحية، والطرق النشطة لقضاء أوقاتهم، وكيفية الحُصول على الرعاية والدعم، اللذين يحتاج إليهما المسنون. ومن المُتوقع أن تؤدي التركيبة السكانية الُمتغيرة للدولة إلى تغيرات في أنماط المرض والاعتمادية، وتداعيات على فعالية خدمات كبار السن وهيكل الأُسرة، ما سيخلق ضغطاً على «رعاية الُمسنين» مُستقبلاً، وهو ما يستدعي الشروع، فوراً، في إنشاء نظام فعّال لرعايتهم.

 

دمج الشباب و«كبار الوطن»

الدراسة، وفقاً للمُديرة التنفيذية للمؤسسة، قدمت توصيات، أبرزُها إنشاء وزارة خاصة لرعاية المُسنين، ومراكز مُجتمعية مُختلطة للشباب وكبار السن معاً، لدمج المُسنين مُجتمعياً، وزيادة الوعي بمُعاناتهم ومُتطلباتهم، واستقطاب دعم اجتماعي أوسع لهم، وتعزيز الوعي المُجتمعي وخلق رؤية أوسع لرعاية كبار السن، وتحفيز الشباب على التطوع في رعايتهم، وتطوير الاستثمارات في البنية التحتية لرعاية المسنين، وإضفاء الطابع المهني على مقدمي خدمات رعايتهم من أفراد أسرهم والعاملين في الخدمة المنزلية، عبر التدريب الموجه، وتطوير البُحوث وعملية جمع البيانات الُمتعلقة برعاية الُمسنين.

«المعرفة» في السُجون

ولفتت د. ناتاشا ريدج إلى إقبال كبير نسبياً على مكتبتي سجني الرجال والنساء في رأس الخيمة، اللتين أنشأتهُما المؤسسة، حيث سجلتا إقبال 2486 نزيلاً ونزيلة، على مدار 4 أعوام، خلال الفترة من 2019 إلى ديسمبر من العام الماضي 2022، ممن استفادوا من الخدمات العلمية والمعرفية للمكتبتين، وفق إحصاءات مُؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبُحوث السياسة العامة، بالتعاون مع المُؤسسة العقابية والإصلاحية في القيادة العامة لشُرطة رأس الخيمة، فيما يزداد عدد «السُجناء القراء» باستمرار، وخلال استطلاعات أُجريت لآرائهم تبين أن اهتماماتهم المعرفية والثقافية تتوزع على مجالات مُتنوعة، يطلبون كُتباً حولها، بجانب طلبهم لكتب بلُغاتهم الُمتعددة؛ ونحن نعمل على تلبية ذلك.

أضافت أن المكتبتين، اللتين افتُتحتا وبدأ تقديمُ خدماتهما للنزلاء عام 2013، تضمان أكثر من 2500 كتاب، في حقول معرفية عدة، منها الدينية (القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف)، والأدبية (الشعر والقصة والراوية)، والعلمية (عُلوم الطبيعة والكُمبيوتر مثلاً)، والتاريخية، ويمكن للنزلاء والنزيلات القراءة في المكتبة أو استعارة الكتب، موضحةً أن الكتب المتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية، وهذا يلبي الحاجة غالباً، لكن توجد بالطبع كُتب بلغات آسيوية، كالأوردو.

ارتباط وثيق

وأشارت إلى أن إنشاء المكتبتين داخل السجون يهدف إلى تعزيز جُهود إعادة تأهيل النُزلاء، ورفع مُستوى المعرفة والثقافة بينهم، في حين تلعب المكتبة دوراً هاماً في التربية الاجتماعية للسُجناء، فمجتمع يقرأ لابد أن يكون مُجتمعاً واعياً، وهذا يدعم جُهود الدولة في ترسيخ ثقافة القراءة لدى جميع شرائح المجتمع، والدراسات تدل على ارتباط وثيق بين ارتفاع المستوى الثقافي وانخفاض نسبة العودة للسجون.

واستطردت: مُبادرة «المكتبة في السجن» الأولى من نوعها في رأس الخيمة، ونحن نبحث عما يُقدم كل مفيد للمُجتمع المحلي، وتُوفر المُؤسسة للسُجناء مساحة للتعلُم عبر تنظيم دورات تعليمية مُتنوعة لهم، فيما زودنا المكتبتين بعدد جيد من الكمبيوترات المحمولة، وأجهزة الإلقاء «بروجيكتور»، لتُساهم في تنظيم بعض دوراتنا، المُوجهة للنزلاء والنزيلات، في علوم الكمبيوتر وغيرها، ولاستخدامها من قبل النزلاء الدارسين في أداء امتحاناتهم داخل السجن، واستُخدمت أيضاً خلال فترة الإغلاق بسبب وباء «كورونا» في تقديم دوراتنا التعليمية للنزلاء عبر الإنترنت.

وقالت ناتاشا: إن مساحة المكتبتين مُتواضعة حالياً، لكن التنسيق بدأ فعلياً لإقامة مكتبة تُقارب مساحتُها 130 متراً مُربعاً، وسيتم تصميمُها وفق أحدث المعايير، لتُلبي الاحتياجات، التي يمكن لأي مكتبة أن تقدمها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/eaeudb63

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"