الشارقة: «الخليج»
ناقش المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، في جلسته التاسعة التي عقدها يوم الجمعة، ضمن أعماله لدور الانعقاد العادي الرابع من الفصل التشريعي العاشر، بمقره في مدينة الشارقة برئاسة علي ميحد السويدي، رئيس المجلس، سياسة معهد الشارقة للتراث بحضور الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس المعهد، وأحمد البيرق، مدير إدارة الإتصال المؤسسي، وسيف الهاجري، مدير إدارة الشؤون المالية، وأحمد المطروشي، مدير إدارة المشاريع والممتلكات التراثية، وعلي الغزال، رئيس قسم المشتريات وأبوبكر الكندي، رئيس قسم الشؤون القانونية.
وقال الدكتور عبد العزيز المسلّم: إن المعهد يواصل برامجه وخططه عملاً بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعزيز الوعي بالتراث الإماراتي وتدريسه، وفق أحدث المناهج العلمية، إلى جانب تنظيم الفعاليات والأنشطة والأيام التراثية للاحتفاء بمختلف عناصر التراث.
بعدها تداخل أعضاء المجلس، مقدمين عدداً من الاسئلة والاستفسارات التي تصبّ في عمل المعهد وتنمية أدواره تجاه المجتمع، وما يتولاه من اهتمام بالتراث المحلي والعربي، وانفتاحه عل التراث العالمي، والاهتمام بتأهيل الكوادر الوطنية بمختلف متطلبات العمل التراثي، والاستفادة منهم بعد تخرجهم في مختلف أوجه العمل المتاحة. مؤكدين في الوقت نفسه، أهمية الاهتمام بالطفل وربطه بالتراث، وإتاحة الاستفادة الأكبر من كتب وإصدارات المعهد مع إيلاء جانب السياحة التراثية الأهمية.
كما طالب عدد من أعضاء المجلس، بالتنسيق مع الجهات المختصة عن طرح برامج إذاعية وتلفزيونية تعرف المجتمع بالموروث الإماراتي، المادي والمعنوي وترجمة إصدارات المعهد للغات الأجنبية، وطرحها للمكفوفين، وإمكانية طرح برنامج بكالوريوس في التراث، بالتنسيق مع الجامعات الوطنية، وأهمية الاهتمام بالسياحة التراثية عبر التعاون مع هيئة الانماء التجاري والسياحي خاصة في أوقات الشتاء، وإنشاء مجالس تراثية في مدن الإمارة ومناطقها.
وأكد الدكتور المسلّم، في معرض رده على استفسارات أعضاء المجلس، أن المعهد بيت خبرة يشار إليه بالبنان، ويعمل على رفد الميدان الثقافي والتربوي والسياحي بأطر مزوَّدة بالمعارف والمهارات اللازمة، لإدارة فعالة للتراث الثقافي وحفظه وصونه، وتعزيز الوعي بأهميته والحفاظ على العادات والتقاليد الإماراتية، من أجل دفع أجيال واعدة تسهم في بناء المعرفة الإنسانية وتنمية الاقتصاد الثقافي. كما يتطلع المعهد لأن يكون مركز إشعاع ثقافي وعلمي، يتصف بالتميز والإبداع بما يخدم التراث الثقافي الإماراتي والعربي.
واستعرض عدداً من الانجازات والأعمال التي يقوم بها المعهد وما يسهم به عبر التدريب على ممارسات حفظ التراث المتعددة بالمحاضرات والأنشطة التدريبية التي تقام ضمن برامجه وفي قاعاته، فضلاً عن توافر مكتبة غنية بالكتب المتنوعة ومختبرات حفظ مزودة بأحدث المعدات المختصة بحفظ التراث، ومدرج يسع نحو 150 شخصاً، ومقصورات للترجمة، إلى جانب مقهى واستوديو تسجيل لتراث الشارقة يستخدم لتوثيق التراث الشفهي، كالموسيقى الشعبية، فضلاً عن الاهتمام بالفرقة التراثية التي تعكس بمشاركاتها المحلية والخارجية الفن التراثي، لاسيما في حضورها ل 28 دولة.
وأفاد بأن المعهد يسهم وفق منظومة أعماله، بالارتقاء بالذائقة العلمية وبالأدوات البحثية بإطلاق الكثير من المبادرات، للحفاظ على الأرث غير المادي للتراث الإماراتي، تمثل في جمع الأدب الشعبي والعادات والتقاليد والمعارف التقليدية في أرشيفات خاصة، وطرح إصدارات وموسوعات وقواميس شكلت ذخيرة تراثية كبيرة للباحثين والمهتمين والمتذوقين. كما يؤدي أدواراً في تنظيم الأنشطة التراثية في كل مدن إمارة الشارقة ومناطقها، ويشارك مع الجهات الحكومية في فعالياتها، ويعنى بمتابعة الرواة والتوثيق عنهم، والاستفادة من الخرّيجين المنتسبين إلى برامجه، والمتخصصين في شتى جوانب التراث، وكذلك الاهتمام بالمتاحف الشخصية التي يملكها المواطنون.
وأشار إلى أن المعهد ينظم طوال العام فعاليات أخرى، كملتقى الحرف التقليدية، وملتقى الألعاب الشعبية، وعقد الكثير من الندوات والمحاضرات، وإحياء ذكرى رحيل عدد من الشعراء الاماراتيين، على سبيل المثال، ذكرى غياب الشاعر علي بن ارحمة الشامسي، وغيرهم من الشعراء الذين يعدّون رموزاً أضافوا إلى المفردات الاماراتية الكثير، سواء من إمارة الشارقة أو إمارات أخرى.
وتطرق المسلّم إلى الشق الأكاديمي للمعهد الذي يحمل أكثر من جانب، فهناك جانب إيجاد المصادر والمراجع بإدارة المحتوى والنشر؛ فالمعهد يطبع سنوياً 100 كتاب، ويطبع مجلتين الأولى علمية محكّمة، والأخرى ثقافية منوعة. وهذا الزخم يرفد الجانب الأكاديمي والعلمي للمعهد، فضلاً عن اعتماد المعهد جهةً رسميةً من الجهات المعنية بالدولة، تقدم دبلومات مهنية وعددها 5، وكذلم الارتباط بعدد من الجامعات خارج الدولة مع المغرب وإيطاليا وأرمينيا والصين ورومانيا.
