عادي
أكدت لـ «الخليج» أن الفقد في الإمارات بلغ مستويات عالية نسبياً

خلود النويس: 30% ممّا ينتجه العالم من الغذاء يذهب هدراً

16:30 مساء
قراءة 3 دقائق
خلود النويس

أبوظبي: عماد الدين خليل

كشفت خلود النويس، الرئيسة التنفيذية للاستدامة في مؤسسة الإمارات، والأمينة العامة للجنة مبادرة «نعمة»، أن الإحصاءات الدولية تؤكد أن نحو 30% من الغذاء الذي ينتجه العالم يذهب فقداناً أو هدراً، في وقت يعاني نحو 800 مليون الجوع.

وقالت في تصريحات ل «الخليج» إن الجانب المقلق، أن هدر الغذاء وانتهاءه في مكبّات القمامة يسهم بنسبة كبيرة تصل إلى نحو 10% في انبعاث غازات الدفيئة التي تسهم في زيادة الاحتباس الحراري والتغير المناخي. لافتة إلى أن فقد الغذاء وهدره في دولة الإمارات، بلغ مستويات عالية نسبياً، وأُطلقت مبادرة «نعمة» لمكافحة هذا التوجه والعودة إلى قيمنا وتقاليدنا الأصيلة، بأن الغذاء نعمة، يجب الحفاظ عليها وترشيد استهلاكها، خاصة أن هذه المشكلة تؤثر في استراتيجية الأمن الغذائي في الدولة.

وأكدت أن إطلاق مبادرة «نعمة» يؤكد رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لأهمية مواجهة فقد وهدر الغذاء، وتشكيل منظومة استراتيجية في الدولة، للتشجيع على تبنّي السلوكات الإيجابية، والترشيد في استهلاك الغذاء، لاستدامة الموارد، بما يتوافق مع القيم الوطنية لدولة الإمارات، واستناداً إلى أسس المسؤولية المجتمعية، وإدارة الموارد الوطنية بكفاءة.

وأضافت أن المرحلة المقبلة ستشهد حملات وتقنيات تستهدف تجنب رمي الغذاء في مكبات النفايات، و«إنقاذ» ما يصلح منه للاستهلاك، وإعادة توزيعه. أما الذي لا يصلح للاستهلاك، فهناك خطط وبرامج تُدرس لإعادة تدويره، ليصبح سماداً عضوياً يعود إلى التربة لتخصيبها.

وأشارت إلى أن مبادرة «نعمة» تهدف إلى تقليل فقد الغذاء وهدره، بمقدار النصف بحلول عام 2030، لمعالجة الفقد خلال عمليات الحصاد والنقل والتخزين، وهدره بعد وصوله إلى البيوت والمطاعم، وغيرها من المرافق، تأتي ترجمة للهدف رقم 3:12 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وقالت النويس «لنتذكر أن العادات التي نراها في هدر الغذاء جديدة نسبياً على مجتمعنا، فتقاليدنا وثقافتنا الموروثة تحثّ على التعامل مع الغذاء نعمةً يجب الحفاظ عليها وترشيد استخدامها، وأحد أهم المواد على جدول أعمالنا، إطلاق حملات للتوعية بتلك القيم التراثية وإحيائها، لتغيير السلوكات السائدة والطارئة على مجتمعنا، وإظهار الآثار السلبية الكثيرة للإسراف في الغذاء وهدره»

وتابعت «وبالتوازي مع تلك الجهود والحملات، فإننا نتبنّى مقاربة شاملة ومتشعبة ومتعددة الأوجه والمبادرات، للوصول إلى هدفنا فستكون هناك حملات وتقنيات تستهدف تجنب رمي الغذاء في مكبات النفايات، و«إنقاذ» ما يصلح منه للاستهلاك وإعادة توزيعه، أما الذي لا يصلح للاستهلاك، فهناك خطط وبرامج تُدرس لإعادة تدويره ليصبح سماداً عضوياً يعود إلى التربة لتخصيبها، وفي هذا المسعى، تُشجع مبادرة «نعمة» الاعتماد على الابتكار والتكنولوجيات الحديثة، وتتولى دعم الشركات الناشئة التي تطور مثل هذه التكنولوجيات لتأسيس أنفسها في الدولة لخدمة الأهداف العامة للمبادرة».

وأشارت إلى أن الدورة الأخيرة لأسبوع أبوظبي للاستدامة التي عُقدت الشهر الماضي، شاركت «نعمة» مع عدد من الشركاء المعنيين بهذه الجهود، لتنفيذ مبادرة أسميناها «أسبوع الاستدامة: إيقاف هدر الغذاء كلياً»، واستمرت المبادرة ثلاثة ايام ونجحت في جمع 3 أطنان من بقايا الغذاء، وتحويلها لاستخدامات بيئية أخرى، كالسماد العضوي، وحفظ 400 كلغ من الغذاء الصالح للاستهلاك، بحيث أُعيد توزيع 100 وجبة غذائية منه، موضحة أن المبادرة تمكنت بذلك من منع انبعاث 7.5 طن من غازات الدفيئة المضرة بالبيئة.

وأضافت أن المرحلة الماضية شهدت بناء علاقات واتفاقيات ورؤى مشتركة مع الكثير من المؤسسات الوطنية العامة والخاصة، وسيشهد المستقبل القريب مختلف أنواع المبادرات المشتركة التي تصب في إطار الهدف الذي وضعته «نعمة» لنفسها، قائلة: أملنا كبير بتحقيق الغاية المستهدفة بحلول 2030 وربما قبلها وبجهد وتعاون جميع الخيّرين في المؤسسات الحكومية والخاصة، ومن المواطنين والمقيمين على حد سواء.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8kv98n

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"