قمة الإنسان..!

01:29 صباحا
قراءة دقيقتين

الإنسان، العلامة المحورية في الاستدامة، خليفة الله في الأرض، ورسول العمارة والخير والتفاؤل، في عامنا هذا ونحن نستقبله أعلن عام الاستدامة، ومن يعي مفهومها جيداً يدرك أن الإنسان في كل شيء جوهر التطوير وأساسه، وهو اللبنة الأولى التي ركز عليها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتأتي اليوم قمة الحكومات، لاستشراف مستقبل لا يمكن أن يجزأ عن حقيقة أن الإنسان عمود وقيمة ستبنى عليها كل النقاشات والحوارات، فكانت قمة الحكومات- قمة استشراف المستقبل، في وجهة نظري هي «قمة الإنسان»؛ لأننا في الإمارات ندرك أننا جزء لا يتجزأ مما يعتلي الإنسان في كل مكان.

قبل أيام من القمة، تعرضت البشرية لأحد أكبر الكوارث الإنسانية في تركيا وسوريا، ولم يكن من الإمارات بلد الإنسانية إلا أن تكون جسراً للخير مرات ومرات، كانت سباقة بعنصرها البشري والمعنوي، وشركات طيرانها وكل من تطوع، لأن تكون حاضرة مع عدد كبير من الدول. التحركات السريعة هي لأننا نؤمن أنه لا مستقبل في عزلة عن قضايا المحيط، ولا حياة في إنكار ما يمر به أخونا الإنسان، بعيداً عن أي نظرة لصورة، لون، ديانة أو جغرافيا.

قمة الحكومات، هي جسر امتداد لما سنتطلع له في استضافتنا لقمة تغير المناخ، مؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية تغير المناخ، والتي لا يمكن أن تكون إلا منصة لتأمين مستقبل البشر وكل من يعيش على الكرة الأرضية من كائنات خلقها الله، ما يحصل في الشرق سيؤثر على الغرب، وما يصبح به البشر في الشمال سيكون له تبعاته في الجنوب، ودائرة تدور والحياة ليست إلا موازين ندرك من خلالها أن المسؤولية مشتركة، وأن المصير سيكون واحداً متى ما تآلفت القلوب بعيداً عن طاولات المفاوضين والسياسة، حين تتوحد المشاعر وحين ندرك جميعاً أن المستقبل ليس في البنايات والقطارات والطائرات، بل حين نوقن أن كل ما يصنع ويقدّم هو لأن الإنسان يحتاج إليه، وقبل كل احتياج، يجب أن يكون بخير وأمن وأمان.

قمة الحكومات، هي نداء لما نريده للمستقبل، لما نحلم به اليوم ونريده لأجيال قادمة، هو الرسالة التي بنيت عليها دولة الإمارات، وهي حكمة المؤسسين الأوائل حين أيقنوا أننا سنكون وصرنا صورة لأبناء يحترمون القيم، ومبادئ الإنسانية، القمة خطوة وما نتطلع له هو الإدراك التام بما ستكون عليه الخطط والتدابير الحقيقية لتحقيق كل ما سيناقش، ويدار في غرف القمة وجلساتها، ورسالة أخبر بها من سيحضر، تعلم وأنصت بعين ثاقبة وقلب واعٍ وأذن ملامسة للروح، واعرف أن الكلمة الصادقة ذبذبات إنسانية ستخرج من المكان وترافقك لعمر قادم، كن مستقبلاً راسخاً، مدركاً، واعياً يتنفس الصعداء حين يترجم الحدث لواقع، نلتقي في حوار وسنفترق بعده لنعمل.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr22ay7f

عن الكاتب

مؤلفة إماراتية وكاتبة عمود أسبوعي في جريدة الخليج، وهي أول إماراتية وعربية تمتهن هندسة البيئة في الطيران المدني منذ عام 2006، ومؤسس التخصص في الدولة، ورئيس مفاوضي ملف تغير المناخ لقطاع الطيران منذ عام 2011

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"