عادي
تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة المواصلات العامة

وسائل نقل ذاتية القيادة تحاكي الخيال العلمي

00:02 صباحا
قراءة 5 دقائق
  • مترو دبي واحد من أكبر أنظمة النقل العام ذاتية القيادة
  • 25 % من رحلات التنقل في دبي «ذاتية» في عام 2030
  • إرساء منظومة نقل ذكية متكاملة ومستدامة في إمارة أبوظبي

دبي: «الخليج»
لطالما كانت المركبات الذاتية القيادة أحد أهداف مجتمع أبحاث تكنولوجيا النقل، فمنذ سبعينات القرن الماضي، أنتجت الجهود المبكرة في الولايات المتحدة وبريطانيا، وظائف محدودة ذاتية القيادة، وما كان يوماً هدفاً بعيد المنال، أصبح الآن حقيقة بعد أن قامت إمارات أبوظبي ودبي وعجمان بتوفير خدمة التنقل بمركبات ذاتية القيادة في عدد من شوارعها، وصولاً إلى تشغيلها في جميع الطرق، متى أثبتت كفاءتها.

يشهد قطاع التنقل الذكي طفرة تكنولوجية من شأنها الإسهام في تشكيل مستقبل صناعة المركبات ذاتية القيادة التي باتت واقعاً في الإمارات، كونها الدولة الأولى في المنطقة، والثانية عالمياً التي حصلت على رخصة مؤقتة لاختبار المركبات ذاتية القيادة على الطرق.

من المتوقع أن يحدث هذا التطور المهم طفرة قوية في التقدم التكنولوجي بشكل عام، ومستقبل صناعة المركبات الذاتية القيادة بشكل خاص، لا سيما في ظل الأهمية الكبيرة لهذين المحورين للمجتمع والاقتصاد. ويسهم التعاون بين المبتكرين ومصنعي السيارات والاتصالات والإدارات الحكومية وغيرها في تطوير مستقبل التنقل الذكي والمركبات ذاتية القيادة.

التنقل الذكي

تمتلك إمارة أبوظبي خطة طموحة لتسخير التنقل الذكي لخدمة سكان وزوار الإمارة، وعليه أطلق مركز النقل المتكامل في الإمارة أبوظبي، التابع لدائرة البلديات والنقل، مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات.

وتهدف استراتيجية التنقل الذكي في إمارة أبوظبي إلى تطوير قطاع نقل فعّال ومستدام وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة المجتمع عبر رفع كفاءة منظومة النقل ودعم عملية التحول إلى وسائل نقل ذاتية القيادة ذكية، صديقة للبيئة ومستدامة، تسهم في تقليل كُلفة التنقل وترتقي بجودة المعيشة في إمارة أبوظبي، وتعزز مكانتها العالمية كإحدى أفضل الوجهات للحياة والعمل والاستثمار. كما تدعم الجهود المبذولة لتحقيق أهداف الدولة بشأن التنمية المستدامة بخفض انبعاثات الكربون، تماشياً مع اتفاقية باريس للمناخ والمبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات، لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.

وتعمل دائرة البلديات والنقل - أبوظبي ومركز النقل المتكامل، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في القطاعين الحكومي والخاص، على إرساء منظومة نقل ذكية، متكاملة ومستدامة تحقق طموحات وتطلعات قيادتنا الرشيدة ورؤاها المستقبلية.

قطاع مستدام

ويؤسس النقل الذكي لمرحلة جديدة من التطور في قطاع النقل المستدام الصديق للبيئة، ويرسخ الأرضية المناسبة التي تشجع على جذب المزيد من الاستثمارات إلى الاقتصاد بما يدعم بيئة الأعمال والسياحة في الإمارة، لا سيما أن قطاع النقل يُعد من قاطرات النمو المهمة نظراً لما يقدمه من دعم ومساندة وميزة تنافسية للأنشطة الاقتصادية في العديد من القطاعات الأخرى.

ويتضمن مشروع التنقل الذكي في جزيرتي ياس والسعديات حتى الآن، أسطولاً يتألف من (8) مركبات ذاتية القيادة تحت العلامة التجارية /TXAI / التي تمثل أولى مركبات الأجرة المؤتمتة بالكامل في دولة الإمارات، والتي كان قد تم إطلاقها في شهر مايو/أيار 2022، وخدمة الحافلة الصغيرة الذاتية القيادة (Mini-Robobus) عدد (4)، التي انضمت إلى شبكة خدمات النقل المحلية في يونيو/حزيران الماضي، إضافة إلى تشغيل عدد (15) محطة للشحن في الشهر الحالي بجزيرتي ياس والسعديات.

وتم تشغيل نظام النقل السريع التلقائي (ART) خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 في جزيرتي ياس والسعديات، مع تعزيز القدرات التشغيلية لنظام التوأم الرقمي لإمارة أبوظبي والتي تشمل بناء نظام متكامل يعمل كأساس رقمي للنسخ الرقمية المتطورة مع خدمات الدعم المساندة، وتوفير خدمات البنية التحتية الفنية مع التشغيل والدعم الفني والمتمثلة في الحوسبة السحابية T100، التي تسهل عملية تخزين ومعالجة البيانات من خلال أنظمة تشغيل متكاملة.

وكانت المرحلة الأولى من المشروع في جزيرة ياس قد حققت نجاحاً باهراً، وأظهرت التأثير الإيجابي الذي تحدثه البيانات المساحية والجيومكانية المدعومة بالذكاء الاصطناعي وتأثيرها في أنشطتنا وحياتنا اليومية.

ويمثل الانتقال إلى المرحلة الثانية من المشروع علامة فارقة في التحول الرقمي لقطاع النقل في أبوظبي؛ حيث قمنا بزيادة حجم الأسطول وتطبيق نظام النقل السريع التلقائي (ART)، إضافة إلى التوسع الجغرافي للمناطق التشغيلية.

رحلات ذكية بدبي

تعد تقنيات المركبات الذاتية القيادة بتحويل صناعة المركبات الخاصة، والأهم من ذلك بالنسبة لدبي - وسائل النقل العام، فاليوم، مترو دبي هو واحد من أكبر أنظمة النقل العام ذاتية القيادة في العالم في حين أن وسائل النقل العام الأخرى مثل تحدي الميل الأول الميل الأخير، أحرزت تقدماً كبيراً نحو تحقيق وظائف القيادة الذاتية، تماشياً مع إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أنه بحلول عام 2030، ستكون 25% من جميع رحلات النقل في دبي ذكية ومن دون سائق.وقد شهد العام الماضي 2022 توقيع هيئة الطرق والمواصلات، وشركة كروز جيف بليش، اتفاقية لتعزيز ريادة دبي العالمية في مجال التنقل الذاتي القيادة، ودعم جهود الإمارة في تحويل دبي إلى المدينة الأذكى عالمياً، والإسهام في تأكيد مكانتها، المدينة الأفضل للعيش والعمل على مستوى العالم.وتشكل الاتفاقية خطوة مهمة في تحقيق استراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة، التي تهدف إلى تحويل 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة من خلال وسائل المواصلات المختلفة بحلول عام 2030.

حوكمة الخدمات

وقال مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين بهيئة الطرق والمواصلات تعليقاً على هذه الاتفاقية: «ستبدأ قريباً الاستعدادات لإطلاق خدمة المركبات الذاتية القيادة، وسيتم في عام 2023 تشغيل مركبات كروز ذاتية القيادة بعدد محدود، مع خطط لزيادة هذه المركبات تدريجياً لتصل إلى 4000 مركبة بحلول عام 2030».

وأشار إلى أن هيئة الطرق والمواصلات، ستتولى مسؤولية حوكمة الخدمات المقدمة من قبل الشركة، وتقديم البيئة التشريعية الملائمة والسياسات واللوائح التي تسمح بتشغيل هذا النوع من التقنيات.

وأشار إلى أن انتشار المركبات ذاتية القيادة، سيشكل نقلة نوعية في مجال أنظمة النقل والمواصلات، ويوفر حلولاً مبتكرة للتنقل وتقليل الازدحامات في المدينة، مؤكداً حرص الهيئة على تحقيق مبدأ السلامة خلال مراحل التشغيل.

وقال: سيكون تشغيل المركبة تجريبياً في مناطق محددة، كما أن المركبة مزودة بأحدث التقنيات المتخصصة؛ حيث تشتمل على كاميرات وأجهزة استشعار لقراءة حالة الطريق، والتحكم بالمركبة وتجنّب الاصطدام بأي جسم.

وأضاف «يسهم تشغيل مركبات الأجرة ذاتية القيادة في تحقيق التكامل بين أنظمة النقل والمواصلات من خلال تسهيل تنقل ركاب وسائل النقل الجماعي، إضافة إلى تسهيل وصولهم إلى وجهاتهم النهائية بما يتوافق مع الاستراتيجية التخصصية للميل الأول والأخير التي اعتمدتها الهيئة والخاصة بالجزء الأول أو الأخير من الرحلة المؤدية من أو إلى أقرب وسيلة نقل جماعي، وتنقسم إلى قسمين، جماعية وفردية».

حافلة ذكية بعجمان
لم تكن إمارة عجمان بعيدة عن خوض غمار مشروع التنقل الذكي؛ إذ قامت بتشغيل حافلة نقل عام كهربائية ذاتية القيادة بالكامل على امتداد كورنيش عجمان.

ولضمان سلامة الركاب، تم تجهيز الحافلة بمجموعة من تقنيات التعلم العميق، بما في ذلك تقنية اتصال المركبة بكل شي (V2X)، والرؤية ثلاثية الأبعاد والتعرف إلى البيئة المحيطة، إلى جانب التنقل التلقائي بين المسارات، وأجهزة الاستشعار بتقنية إنترنت الأشياء مع أبواب مزودة بمستشعرات الحركة.

ويعمل نظام المراقبة الذكي في الحافلة، على اكتشاف ومراقبة محيط المركبة من خلال تلقي البيانات من إشارات المرور، فترسل الحافلة إشعارات عند اقترابها من مسار العبور الخاص بالمشاة، ولا تصدر الحافلة التي تتسع ل15 راكباً، أي انبعاثات كربونية ضارة كما أنها مهيئة لصعود الكراسي المتحركة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2vfa6w58

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"