عادي
أمسية خامسة في «مهرجان الشارقة النبطي»

قصائد موشاة برسائل التذكر والحنين

00:31 صباحا
قراءة 3 دقائق
مهرجان الشعر النبطي/تصوير محمد الطاهر/١٠/٢/٢٠٢٣

الشارقة: علاء الدين محمود

احتضن قصر الثقافة في الشارقة، الأمسية الخامسة لمهرجان الشارقة للشعر النبطي في دورته ال17، التي صدح فيها الشعراء: علي الهاملي «الإمارات»، ثابت الدهام «الأردن»، إبراهيم ضيف الله «مصر»، أحمد بن حيي الوشاحي «عُمان»، عنود القوافي «السعودية»، أسماء العنزي «الكويت»، وهنادي الجودر «البحرين».

حضر الأمسية عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وبطي المظلوم مدير مجلس الحيرة الأدبي، وجمهور غفير من ضيوف المهرجان ومحبي الشعر.

الشاعر علي الهاملي، شنّف آذان الحضور بقصائد رفيعة تميزت بمفرداتها القوية ولغتها الباذخة، وتجلت فيها قدرة الشاعر على ابتكار وصناعة مشهديات شعرية لافتة.

وتتجلى شاعرية الهاملي أكثر في ميدان الغزل، وفي إحدى قصائده التي ألقاها، يحتشد النص بمفردات الشوق والحنين وأوجاع الفراق، فيقول:

منحرم وصلك وانا قلبي ضعيف

ما اتحمل غيبتك لو ثانيه

ودمع عيني ما يوقف بالنزيف

الحياه بدون شوفك فانيه

لا تشمت بي العدا خلك حليف

والمشاعر كلها لك عانيه

أيام العرب

الشاعر ثابت الدهام، قدم باقة متنوعة من القصائد الشعرية، وتحفل نصوصه بمفردات وعبارات من البيئة الصحراوية، وللدهام مقدرة في السفر إلى أزمنة وتواريخ مضت من أيام العرب، فهو يذهب صوب معلقات الشعراء، ويجاريها، ويستدعي حرب البسوس، ويعلق عليها ويحلل مضامينها ووقائعها شعراً.

وفي إحدى قصائده التي ألقاها يجاري الدهام معلقة عمرو بن كلثوم، وهي مجاراة بين الفصحى والنبطي، ويقول:

ألا هبي ولا عمرك تجينا

فإن الحب بلوة الصادقين

وإني قد كسرت اليوم قلبي

قبل لا تسرعي وتكسرينا

وجدتك والجراح هوىً وعتبى

وعين قد تجل الذاهبين

دعوة لقاء

وحلق الشاعر إبراهيم ضيف الله، بالحاضرين إلى عوالم من الروعة والجمال، هو صاحب حس شاعري فريد، فقصائده بمفرداتها البدوية تحمل دلالات ومعاني سامية.

وفي إحدى قصائده المترعة بالحنين، يناجي الشاعر محبوبته، ويدعوها إلى اللقاء والقرب بدلاً من الغياب الذي طال، فيقول:

وحي الخيال وملهم أفكاري

كفى وجد وشجن

طال الغياب وحجتي تنسج

خيوطها من وهن

شرع دروب الحلم وأبوابه

إلى صدري رحاب

أبلج صباح الصدر شمسه

بددت ليل وضباب

صدر الحكم

الشاعر أحمد بن حيي الوشاحي، زيّن المكان بعطرية نفاذة من أريج قصائده الباذخة، وتغنّى على طريقة «فن الشلة»، فكان أن نثر الفرح والحبور وسط الحضور الذي تجاوب كثيراً مع إبداعاته.

والوشاحي، صاحب لونية خاصة، ومقدرة على التعبير عن مشاعره بحيث تتسرب إلى قلوب الحضور، وربما بدأ ذلك جلياً في نصه «حكم الهوى»، يقول فيه:

صدر حكم الهوى ونفذ عليه

وهل يصدر حكم من غير قاضي

نعم خلي حكمني بلا قضيه

ولا زله وأنا بالحكم راضي

تلقيت الحكم وبحسن نيه

تلقيته ولا عندي اعتراضي

غدر الليالي

الألق الشعري الأنثوي كان حاضراً، يعطر المكان بطيب مفردات الحب والشوق والحنين، عبر قصائد تفاعل معها الجمهور كثيراً، حيث قدمت الشاعرة عنود القوافي، قصائد متنوعة، يسكنها الحنين، ويغمرها وهج الحب، ونصوصها عامرة بالصور والمشهديات والحواريات.

قلبي تعثر والليالي غدرت فيه

ما دري عن الأيام وش عاد باقي

أحيانا تصفي له وأحيان تجفيه

جفت عروقا خاذلتها السواقي

شجن

بدورها ألقت الشاعرة أسماء العنزي، قصائد يسكنها البهاء والألق، وهي تمتلك مقدرة على تطويع اللغة وانتقاء المفردات. وفي قصيدة «أمي الحبيبة»، تسربت مشاعر الحزن والشجن إلى قلوب الحضور، فالشاعرة تتذكر والدتها التي ارتحلت وخلفت وراءها فراغاً قاتلاً، وتقول:

أنت أول من عطاني حب منحتي

انت منبع خير روحك لي وهبتي

ملبسي زاه وبيدج لي طبختيتسأليني دوم هي ما درستي؟

ما اتخبر يوم لي مني زعلتي

احضنيني كم بعطفك لي حضنتيوفي ختام الأمسية قام كل من عبد العويس، وبطي المظلوم بتكريم الشعراء المشاركين.

دفق شعوري

الشاعرة هنادي الجودر، نثرت ألقاً شعرياً خاصاً عبر قصائد موشاة بمضامين القيم السامية والحكمة، وتحلق في عوالم الغزل والحب، وللشاعرة مقدرة فائقة على خلق حوارية مع الذات.

وفي إحدى قصائدها، تسكب الجودر مشاعر الحب بدفق شعوري مؤثر يعانق القلوب، وتقول:

وجهك سوالف عشق تمطرني أحباب

وصوتك على قلبي سلاما وبردا

تفرق عن العالم وخذ بعض الأسباب

طينتك من جنات عدن ووردا

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3w7h425y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"