دبلوماسية الخير والشهامة

01:06 صباحا
قراءة دقيقتين

وليد عثمان

عرفت علاقات الدول على مدار التاريخ، صوراً شتى من الدبلوماسية الرسمية والشعبية، غير أن المعنى المقترن دوماً بتحركات الإمارات في كل الملفات يمكن تلخيصه في مفردتي الخير والشهامة.

أما الخير، فلأن الإمارات، وبالمعاني السياسية القريبة للذهن، لا تتوخى في مسالكها السياسية غيره، وتتمناه لنفسها وشعبها وللعالم بمختلف انقساماته، فنراه مترجماً في كل العلاقات والمساعي ومتجسداً في نبل المقاصد والغايات.

والشهامة، هذه الخصلة المتأصلة في نفوس العرب، أوضح ما تكون في الفعل السياسي الإماراتي المترفع دوماً عن الصغائر، المتعالي فوق مسببات الفُرقة.

لا نحتاج إلى كوارث، ولا نتمنى وقوعها، ليترسخ وصف دبلوماسية الإمارات بالخير والشهامة، ففي دفاتر التاريخ منذ قيام الاتحاد فيض من المواقف التي كانت فيها الدولة هي الأقرب إلى من يحتاج إلى العون من قبل أن يطلبه، مهما كان لونه أو لغته أو معتقده.

بهذه القناعة الراسخة، نقرأ زيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى دمشق وتركيا برسالة تضامن مصاغة بمفردات الخير والشهامة الإماراتية.

في مناسبات كتلك، لا يتحرك سموه، وهو عنوان الدبلوماسية الإماراتية، من بواعث لحظية، ولا يقود خطاه إلا بما استقر عليه الفعل السياسي الإماراتي منذ بدأ.

لا يمكن أبداً الاكتفاء بقراءة الزيارة في إطار رسمي اعتيادي ورهنها بحسابات نمطية، ففيها من المعاني المكثفة ما فيها، وفي القلب من هذه المعاني أنها زيارة تمثل جوهر الإماراتي، لا فرق في ذلك بين قائد ومواطن، فكلاهما مفطور على الإنسانية وقيم التآخي البشرية.

تلتقي الرؤى الإماراتية مع غيرها أو تفترق، فتلك طبائع الأمور، لكنها دوماً، مرة أخرى، لا تقوم إلا على الخير. ومن هنا كان التعاطي مع الأزمة السورية منذ اشتعلت، وفي كل تطوراتها كانت الإمارات مع خير الشعب السوري، وبدافع منه كان الاختراق الإماراتي للتعاطي العربي مع القضية السورية، فجاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى أبوظبي، واستقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في دمشق استمراراً لجهود الإمارات التي تبتغي كل ما يساعد على وقف معاناة الشعب الشقيق.

اليوم، ومع تفاقم معاناة من ضربهم الزلزال في سوريا، قصد سموه عاصمتها من جديد، والمعنى الناظم لكل التحركات غوث الإنسان في سوريا من ضربات السياسة ثم الطبيعة.

الجهد الدبلوماسي الخيّر الشهم لسموه يتكامل بالضرورة مع وجود فرق البحث والإنقاذ الإماراتية على الساحة السورية ضمن عملية «الفارس الشهم 2»، وكلاهما باسم الإمارات وقيادتها وشعبها.

بالروح نفسها، رأينا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في تركيا عوناً للشعب التركي الصديق الذي هبّ لمساعدته أيضاً فريق إماراتي للبحث والإنقاذ في ترجمة لما استقر عليه النهج الإماراتي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y2785pyd

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"