عادي

المصوّر آبير عبد الله في «إكسبوجر»: أعيش معاناة الضحايا لأنجح في نقلها

19:12 مساء
قراءة دقيقتين

ما الذي يدفع مصوّراً صحفياً لأن يتحمّل الألم والمخاطر لتوثيق معاناة سكان مجتمع ما؟ وما الرسالة التي يسعى إلى إيصالها عبر توثيقه الكوارث الطبيعية، وكيف يعمل على تقديمها إلى العالم؟

أجاب المصوّر البنغلاديشي الشهير آبير عبد الله عن ذلك ولخّصه بعبارة «التعاطف وعيش ظروف المجتمع الذي أنقل معاناته هي بداية نجاحي في إيصال رسالته على أكمل وجه». جاء ذلك خلال جلسة آبير عبد الله الرئيسيّة في المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر2023»، حيث اصطحب الجمهور في رحلة مصوّرة إلى مشروعه «التغيّر المناخي – تهديد عالمي».

وثّق عبد الله خلال مشروعه معاناة سكان إحدى قرى بنغلاديش التي تتعرض بفعل عوامل التغيّر المناخي إلى فيضانات متواصلة على مدار السنة، تسبب كوارث ومآسي للسكان وتدمّر منازلهم وتشردهم من مكان إلى آخر، وسط غياب الاهتمام المحلي والدولي بقضاياهم.

وقال عبد الله: «هذه الصور تعود إلى العام 2007، وتوثق المهاجرين بفعل عوامل التغير المناخي، وتعود خلفية المشروع إلى طفولتي، حيث نشأت بالقرب من نهر كان ماؤه مالحاً، ما يعرّض المنطقة لنقص حاد في المياه الصالحة للشرب باستمرار». وأشار إلى أنه تواصل في بداية مشروعه مع العلماء والمختصين بهذا المجال للوقوف على حيثيات ما يحصل، ولم يقتصر الأمر على الحديث فقط مع السكان كما هي الحالة التقليدية للكثير من المصورين.

واستعرض عبد الله العديد من الصور التي ترصد ما يحصل من معاناة وما يتعرض له السكان من مخاطر كبيرة تصل حدّ الموت ودمار المنازل التي قضوا زمناً وجهداً في تشييدها، وقال: «أؤمن بأن التصوير عبارة عن رحلة لشخص وحيد، لذلك أقدمت على المشروع بمفردي حتى أشعر بالاستقلالية التامة. وفي سبيل إيصال هذه المعاناة كما هي، كنت أعيش حياتهم بتفاصيلها، لم أكن أتناول الطعام أمامهم أبداً بسبب النقص الذي يعانونه، ولم أتنقل في المكان بالقوارب، بل كنت أسير وسط الفيضانات، فرسالتي تبدأ بالشعور بهم حقاً».

وأضاف: «من الصعب تناول هذه الكوارث بصور أقرب إلى السريالية والخيال كما كانت إدارة المشروع تطلب مني، ولكن مع ذلك كنت أحاول قدر الإمكان إظهار تفاصيل تبيّن أنه كان هنا يوماً ما سكّان، كإظهار أكواب صغيرة على الأرض، أو ربما فرشاة أسنان تشير إلى أن شخصاً ما كان هنا ورحل. أردت فعلاً أن أظهر كل شيء يخص هذا المكان».

واختتم عبد الله حديثه بالتأكيد على أن مشروعه مستمر، ويعمل على توسيعه تحت مسمى «يوماً ما كان عندي بيت».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5n73jpmw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"