عادي
في حوار شائق مع محمد القرقاوي في اليوم الأخير من «قمة الحكومات»

ماسك قلق من تأثير «التواصل الاجتماعي» ويدعو إلى تنظيم الذكاء الاصطناعي

23:34 مساء
قراءة 7 دقائق
دبي: أنور داود

    للمرة الثانية في 6 سنوات، حاور محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، إيلون ماسك، الملياردير ومالك ورئيس منصة «تويتر» والرئيس التنفيذي لشركتي «تيسلا» و«سبيس إكس»، أمام جمهور الإمارات والعالم. الأول كان في القمة العالمية للحكومات 2017، والثاني كان في اليوم الأخير لقمة 2023. وإذا كانت السنوات الفاصلة بين الحوارين، قد شهدت الكثير من المتغيرات - كما قال القرقاوي، إلا أن المشترك كان الشغف الواضح في متابعة الجمهور الذي احتشد للمتابعة في قاعة مدينة جميرا في دبي، والتي امتلأت مبكراً، وإن كان الحوار هذه المرة «عن بعد».

    قد يكون هذا الفارق الأكبر بين الحوارين، وإن كان أيضاً الشاهد على التغيير الذي شهده العالم خلال فترة جائحة كورونا، وما تركته من آثار في المجتمعات، ومنه الإيجابي الذي يتمثل في بسهولة التلاقي والحوار باستخدام التقنيات الحديثة.

    القرقاوي الذي تمنى أن يكون الحوار المقبل وجهاً لوجه في دبي مجدداً، استطرد في أسئلته التي وجهها إلى ماسك حول توجهات رجل الأعمال، خصوصاً أنه اليوم مالك منصة «تويتر»، ومن هنا بدأ الحوار في جلسة «حوار مع إيلون ماسك 2.0».

    مستقبل «تويتر»

    ورداً على سؤال وزير شؤون مجلس الوزراء، حول الأسباب التي قادته لشراء منصة «تويتر» ولماذا لم يؤسس شيئاً من الصفر، لعله يكون أقل كلفة عليه، قال ماسك: «فكّرت في إنشاء تطبيق من الصفر، لكنني اعتقدت بأنه من الممكن أن يحقق «تويتر» تقدماً أسرع».

    وأضاف: «لقد كنت قلقاً من تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، خاصة «تويتر»، واعتقدت بأنه من المهم جداً أن يكون هناك نوع موثوق به للغاية من الساحة الرقمية العامة، حيث يمكن للناس داخل البلدان، وعلى الصعيد الدولي، التواصل به».

    وأكد ماسك، ضرورة التزام شركات وسائل التواصل الاجتماعي بقوانين الدول الأخرى.

    رئيس جديد

    وعما إذا كان قد وجد من يتولى قيادة «تويتر»، أجاب ماسك بأنه سيختار رئيساً تنفيذياً جديداً لمنصة التواصل الاجتماعي، مع نهاية العام الجاري، مشيراً إلى أنه بحاجة إلى تحقيق الاستقرار في المؤسسة، والتأكد من موقعها المالي السليم، إلى جانب أن تكون خطتها واضحة.

    وعن مستقبل «تويتر»، قال ماسك إنه كانت لديه رؤية لشيء اسمه «إكس دوت كوم» في السابق، وهو تطبيق خارق يقدم كل ما يحتاج الناس إليه، يتضمن المدفوعات والخدمات والمعلومات، وكل شي رقمي يوفر اتصالات آمنة، وكذلك ما يرتبط بالتسلية.

    مستقبل «تويتر» تطبيق خارق يقدم كل شيء

    وتابع: «لدينا طريق نعمل عليها لتقييم حقيقة الأشياء، حيث يكون المجتمع نفسه، لتوفير المعلومات الأكثر دقة. كما أننا نحاول التحقق من العديد من المنظمات والأفراد والمؤسسات، وتحديد الانتماء إلى أي منظمة أو مؤسسة، والتأكد من شخصيته».

    حكومة عالمية

    ورداً على سؤال عما يتوقعه من 150 حكومة تجتمع في القمة العالمية للحكومات، وكيف يمكن لها أن تستفيد من «تويتر» لخدمة 8 مليارات نسمة، عدد سكان العالم، قال ماسك إنه يدعو كل مسؤول إلى التحدث مباشرة مع الناس، وعدم الخوف من الانتقاد. كذلك دعا ماسك المؤسسات كما المسؤولين بالتحدث ببساطة، وبدون تكلّف، وقال: «عندما تقرأ بيانات صحفية تسمع فيها خطاب «البروباغاندا»، ولذلك أدعو الرؤساء التنفيذيين والشركات وكذلك المسؤولين والوزراء بالتحدث ببساطة، وشرح الأفكار بدون تكلّف، وأن يقوموا بذلك مباشرة بدون وسيط».

    التنوع الحضاري

    وأكد ماسك أن التنوع الحضاري والإنساني مهم للبشرية وأن أي حضارة تظهر وترتقي، ثم تبدأ بالخفوت والانهيار لتظهر حضارة أخرى، محذراً من مفهوم الحكومة العالمية الواحدة التي لا تصلح، لأنه ببساطة قد يعرض النظام بالكامل للانهيار في حين أن الاختلاف الحضاري يضمن للبشرية الاستمرار، فيما استعرض وجهة نظره من خلال مثال انهيار الإمبراطورية الرومانية والذي أعقبه ظهور الحضارة الإسلامية محوراً عالمياً.

    محمد القرقاوي: الإمارات تقدم للعالم نموذجاً للتعدد الثقافي

    وتطرق القرقاوي من جانبه، إلى نموذج الإمارات والذي قدمت من خلاله الدولة للعالم نموذجاً فريداً وتبنت نهجاً يقوم على احترام التعدد الثقافي واحتواء العقول والمواهب، وترجمة ذلك باستيعابها 180 جنسية وأعراق وثقافات مختلفة تعيش وتبدع جميعها في تناغم وسلام.

    ملامح التكنولوجيا

    وحاول إيلون ماسك، أن يرسم ملامح التكنولوجيا بعد 10 سنوات من الآن، مشدداً خلال مشاركته عن بعد في القمة العالمية للحكومات، على أن العالم سريع التغير الذي نعيشه يصعب المهمة، لكنه توقع أن يكون لما نعيشه اليوم من متغيرات تكنولوجية الرأي الحاسم في المستقبل القريب، وخاصة ما يتعلق بالتقنيات المرتبطة بمواجهة التغير المناخي.

    وأشار ماسك في سبيل إعطاء مثال عما يتوقعه للسنوات المقبلة، إلى أن التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية يستغرق 20 عاماً للتخلص الكامل من السيارات القائمة على محركات الوقود الأحفوري.

    وأكد خلال الجلسة، ضرورة تنظيم الذكاء الاصطناعي من قبل جهات رقابية للإشراف على السلامة العامة.

    وقال الملياردير المالك لمنصة «تويتر» والرئيس التنفيذي لشركتي «تيسلا» و«سبيس إكس»، إن الذكاء الاصطناعي هو أحد أكبر المخاطر التي تواجه مستقبل الحضارة الإنسانية، لكنه يحمل جوانب إيجابية، من خلال القدرات والإمكانيات الهائلة، إلى جانب المخاطر الكبرى، فمع اكتشاف الفيزياء النووية، يتم توليد طاقة نووية، والقنابل النووية على السواء. وأضاف: «علينا أن نقلق من الذكاء الاصطناعي، ويجب أن يكون هنالك تنظيم لما يمثله من مخاطر على العالم».

    وأكد أن العالم بحاجة إلى تنظيمه لأن التفكير في أي تقنية من المحتمل أن تشكل خطراً على الأشخاص، فلدينا هيئات تنظيمية تشرف على السلامة العامة للسيارات والطائرات والأدوية. و«أعتقد أنه يجب علينا على الأرجح أن يكون لدينا نوع مماثل من الإشراف التنظيمي على الذكاء الاصطناعي لأنه، كما أعتقد، يمثل في الواقع خطراً أكبر على المجتمع من السيارات أو الطائرات أو الأدوية».

    ورداً على سؤال محاوره محمد القرقاوي، حول فرضية الكائنات الفضائية، بعد ما تم إسقاط من الأجسام الطائرة في أجواء أمريكا الشمالية خلال الأيام الماضي، قال ماسك: «لا أعتقد بأنها كائنات فضائية. لكن أجد كل مسألة الكائنات الفضائية مثيرة للاهتمام».

    وأضاف: «أعتقد بأنني الأخير في تكنولوجيا الفضاء ويمكنني القول والحسم بأنني لم أر أي دليل على وجود تكنولوجيا فضائية أو أي حياة غريبة على الإطلاق. وبشأن الأجسام الطائرة قال إن المسألة مثيرة للاهتمام».

    سنوات التعليم

    إلى ذلك، رأى رائد الأعمال والتكنولوجيا إيلون ماسك إن سنوات التعليم الطويلة للأجيال لم تعد ضرورية، مشيراً إلى إمكانية تقليص سنوات التعليم جميعاً إلى 10 أو 12 عاماً.

    وقال ماسك رداً على سؤال القرقاوي: «عموماً يحتاج البشر إلى فترات طويلة للنضج سواء العاطفي أو البدني أو الذهني، وهو أمر يحدث بالتزامن مع التعليم». وأضاف: «أعتقد بأن تقليص الفترة لعشرة أعوام كافٍ، وليس هناك حاجة لاثني عشر عاماً من التعليم. لكن عندما ينضج الشخص بعمر ستة عشر عاماً، فربما لن يكون ذلك بالفرق الكبير بينها وبين ثمانية عشر عاماً».

    وتابع خلال جلسة «حوار مع إيلون ماسك 2.0»: «لذا أرى أن اثني عشر عاماً مفيدة ولسنا بحاجة إلى 5 أو 6 أعوام إضافية في الجامعة أو الكلية، وأعتقد بأن هذا الأمر سيكون مرهقاً. ربما إن قلصنا بعض سنوات التعليم سنكون بخير».


    إيلون ماسك:

    • أراقب أبنائي على منصات التواصل الاجتماعي
    • 12 سنة تعليم كافية لنضوج أجيال المستقبل
    • مفهوم الحكومة العالمية الواحدة لا يصلح
    • البيانات الصحفية «بروباغاندا» وأدعو إلى التحدث بدون تكلّف

    وعن استخدام منصات التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال والأجيال الصاعدة، قال ماسك: «في الواقع أنا لا أقيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأولادي لأنه ربما من الخطأ القيام بذلك. هم يستخدمون عادة منصتي راديت ويوتيوب».

    وأضاف: «ومع ذلك أعتقد بأنني من الممكن أن أضع حدوداً لاستخدامها معهم أكثر من السابق، وأن أراقب ما يشاهدونه. لأنه هناك بعض الخوارزميات الموجهة في وسائل التواصل التي ربما لا تتفق معها».

    وخلص ماسك، وهو رئيس ومالك منصة «تويتر»: «لذا أرى أنه نعم من الأفضل الإشراف على استخدام الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعي والانتباه لبعض المحتويات المبرمجة خوارزمياً في وادي السيليكون».

    التوازن بين العمل والحياة

    ورداً على سؤال القرقاوي عن الموازنة بين ساعات العمل الطويلة والحياة الاجتماعية، قال ماسك: «في الواقع العمل ل 20 ساعة يومياً أمر غير عادي ومجهد للغاية، وعندما أنام أقل من 6 ساعات، أبقى صاح أكثر والأمور المنجزة تكون أقل. لكن هناك عمل علي القيام به. نعم أنا أعمل لفترات طويلة سبعة أيام في الأسبوع وفي الغالب منذ الاستيقاظ لحين النوم».

    وأضاف: «أنا لا أقول إن هذا جيد للجميع، وصراحة أتمنى أن أعمل فترات أقل من ذلك». 


    • إيلون ماسك:
    • يجب الانتباه لمحتويات خوارزميات وادي السيليكون
    • لم تكن نيتي العمل طويلاً ك «المجنون»
    • التحول الكامل إلى السيارات الكهربائية يستغرق 20 عاماً
    • لا نملك أي دليل على وجود كائنات فضائية

    وأوضح ماسك: «لقد مرت تيسلا بأوقات عصيبة، وحقيقة لو لم أعطها كل ما أملك من وقت وجهد لكانت الشركة على شفا الإفلاس بسهولة».

    وقال: «اليوم نحتاج وقتاً أقل لتشغيل أعمال تيسلا مقارنة بفترة 2017 و2019. الفريق القوي يستطيع إحراز الكثير من التقدم، حتى لو أمضيت القليل من الوقت هناك معهم».

    وعن اليوم، يقول: «تويتر يشبه شيئاً جديد بدأ عكسياً، هناك الكثير من العمل المطلوب للوصول بتويتر إلى وضعية ثابتة، وكما قلت سابقاً نعمل على بناء منصة من مهندسي البرمجيات لصياغة خارطة طريق لمنتج عظيم. لذا لم تكن نيتي العمل طويلاً ك «المجنون»، لكن (مازحاً) أعتقد مع ذلك بأن العمل ل 80 ساعة في الأسبوع سيكون جيداً وأطمح لذلك».

    التقييمات
    قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
    https://tinyurl.com/3p56v94y

    لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"