دبي:«الخليج»
استعرض داوود الهاجري، مدير عام بلدية دبي، أبرز التوجهات المستقبلية المتوقع أن تُسهم في تشكيل مدن المستقبل وتكوين ملامحها، وذلك خلال كلمته التي ألقاها في جلسة بعنوان «مدن المستقبل.. مدن بلا حدود»، على هامش القمة العالمية للحكومات.
وقال داوود الهاجري: «البحث عن طرقٍ لتمكين المستقبل يدفع القادة والحكومات إلى التفكير بإيجابية في مدى مواءمة المدن التي يعيش فيها الإنسان، لطموحاته وتطلعاته، وكيفية مواكبة كل تلك التغيرات المتسارعة، وضرورة وجود مدن ملأى بالفرص الاقتصادية، والتنموية، ونؤمن في دبي بمقولة ورؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أن القائد الإيجابي هو الذي يستطيع أن يغمض عينيه، ويتخيل المستقبل ويرى الإنجاز الذي يريد تحقيقه».
وتابع: «المستقبل أقرب مما نتصور، ودلائله حاضرة بقوة في حياتنا اليومية، وهذا فرض وجود توجهات كبرى متوقع أن تُسهم في تشكيل مدن مستقبل في السنوات المقبلة، ترتكز على 5 محاور رئيسة هي: التسارع التكنولوجي العالمي ومستقبل الأمن الغذائي لدول العالم ونمو صناعة التشييد والبناء، وإنتاج الطاقة، وأخيراً استعادة النظم البيئية التي ستضمن مستقبل أفضل للبشرية».
وتحدث عن أثر التسارع التكنولوجي على تطور مدن المستقبل، ودور الذكاء الاصطناعي المتنامي، وأن أبرز مثال على ذلك مؤخراً هو تطبيق شات «جي بي تي» وإنترنت الأشياء والتوأم الرقمي للمدن وعالم الميتافيرس، والتي يجب أن تُستغل لتحقيق سعادة ورفاهية الإنسان.
كما تطرق مدير عام بلدية دبي، إلى ملامح مستقبل الأمن الغذائي العالمي، مشيراً إلى أنه حان الوقت للتفكير بطرق أكثر استدامة لتأمين مصادر بديلة للغذاء من زراعة الطحالب كمصدر أساسي للبروتين، والخلايا الحيوانية لإنتاج اللحوم، لافتاً إلى بدء دبي في التوجه للزراعة الحضرية، ودعم وتطوير مشاريع الزراعة العمودية والزراعة المائية.
واستكمل الهاجري كلمته بالحديث عن التوجه المستقبلي في صناعة التشييد والبناء، بعد ما يزيد على 100عام من النمو والتطور، ورؤوس الأموال الضخمة التي ضُخت فيه، لافتاً إلى ضرورة تنمية هذا القطاع مستقبلاً، والتي ستكون مدفوعة بزيادة الكفاءة، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وأكد أن إنتاج الطاقة أحد التوجهات الأساسية التي ستلعب دوراً مهمّاً في تشكيل مدن المستقبل، وخصوصاً أنه من المتوقع ارتفاع متوسط استخدام الكهرباء المنزلية بنحو 75% بحلول 2050، وبالتالي التحول إلى بدائل أكثر استدامة من المطالب الحقيقية، في ظل التغير المناخي.
وأضاف أن الطاقة المستدامة تكتسب أهمية خاصة في الإمارات، ودعم هذا الاهتمام مؤخراً إعلان صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2023 عاماً للاستدامة، تحت شعار «اليوم للغد»، والتي يتزامن مع استضافة مؤتمر (COP28).
واختتم الهاجري حديثه عن التوجهات المستقبلية لتشكيل مدن المستقبل، بتناول قضية النظم البيئية، وكيفية استعادتها ومدى انعكاس ذلك على جودة الحياة، ودوره في توفير بيئة مناسبة لإنتاج الغذاء والماء الذي يحتاج إليه عدد السكان المتزايد.
وأشار الهاجري، إلى النموذج الحالي التي تقدمه دبي، لمدن المستقبل والمدن التي بلا حدود، قائلاً: «لعلكم تتساءلون الآن ما هي المدينة التي بلا حدود؟ إنها دبي، التي أثبتت للعالم أنها مدينة بلا حدود، لأن قادتها آمنوا بالمستقبل، واستشرفوه وتحركوا على أساسه. دبي رفعت سقف السباق وألهمت العالم حتى فاقت توقعات سكانها، وأصبحت تدفعهم لتحقيق أحلامهم الكبيرة».
