كتب: محمد ياسين
يقف شاب آسيوي على باب إحدى الشقق السكنية ببناية في منطقة الجميرا بدبي، حسب موعد مع آخر محادثة على «الفيسبوك»، حيث أتفق على شراء«درون»، لم يكن الشاب يتوقع أنه على موعد مع عصابة متخصصة في استدراج الزبائن وسرقتهم، حيث اجتمعت ضمائر أفراد العصابة، وتلاقت إرادتهم على السعي إلى الكسب غير المشروع.
ففي تلك اللحظة التي ينتظر فيها الشاب خارج الشقة، فتح أحد أفراد العصابة باب الشقة وطلب من الشاب الدخول، فدلف إليها، حيث فوجئ بعدد من النسوة والرجال من جنسية إفريقية يباغتونه ويعتدون عليه ويشلون حركته، لتسليمهم ما لديه من أموال.
لم يتوقع الشاب أن هوايته في اقتناء ال«درون» ستكون سبباً في تعرضه للاعتداء والسرقة والتهديد بالقتل، فبعد ساعتين من الاعتداء منح الشاب أفراد العصابة هاتفه وبطاقته المصرفية ورقمها السري،حيث غادر أحدهم المكان وسحب 28 ألف درهم.
واصل أفراد العصابة احتجاز الشاب داخل الشقة، وقام أحدهم بتكبيل قدميه ويديه وتركوه داخل الشقة وغادروها تاركين بابها غير محكم الإغلاق، وبعد دقائق تمكن الشاب من فك قيوده وتمكن من تحرير يديه وقدميه، ونزل إلى حارس المبنى يطلب منه إبلاغ الشرطة بالواقعة.
لحظات حتى وصلت دورية شرطية، وقام فريق من التحريات بجمع الاستدلالات واستدعاء صاحب الشقة«عربي الجنسية»حيث أفاد في التحقيقات بأنه لا يعرف المشتبه فيهم ولا جنسيتهم، حيث إن شقته منحها لشركة متخصصة في تأجير الشقق السكنية.
وأفاد مؤجر الشقة أن شخصاً من جنسية إفريقية استأجر الشقة ومنح فريق التحقيق صورة جواز سفره، حيث تم الاستعلام عن صاحب المستند، وتبين أنه وصل الدولة سائحاً وغادرها قبل عدة أشهر، وأنه من غير المشتبه فيهم.
واصل فريق التحريات والمباحث الجنائية التحقيق حتى تمكنوا من تحديد هوية أحد المشتبه فيهم، بعد تحليل مشاهد كاميرات المراقبة في المنطقة، وتم القبض عليه، وخلال التحقيقات أقر باشتراكه مع مجموعة من أبناء جنسيته في سرقة الراغبين في شراء أغراض،عبر نشر إعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي لاستدراجهم، وأرشدهم عن أحد المشتبه فيهم، فقبض عليه.
عرضت الشرطة صور المشتبه فيهما على الشاب فتعرف إليهما، واعترفا بجريمتهما وأفاد أحدهما بأنه دخل الدولة بتأشيرة سياحة وظل يمارس نشاطه الإجرامي مع الآخرين، حيث تخصص في إنشاء صفحات على تطبيق«الفيسبوك» وعرض بعض المنتجات بأسعار رخيصة لمن يرغب في شرائها.
وأقر الثاني بأن دورة في الجريمة استئجار الشقق بنظام اليوم في منطقة الجميرا بدبي، لجذب شريحة معينة من المتسوقين، وذلك بصورة جواز سفر تخص شخصاً آخر حصل عليها مقابل 300 درهم، فيما يقوم الآخران الهاربان بالاعتداء على الأشخاص وتهديهم بالقتل لسرقتهم، ومن ثم مغادرة المكان بعد ترك الضحايا فيه، ودانت المحكمة المشتبه فيهما وقضت بتغريمهما المال محل الجريمة وسجنهما ثلاث سنوات، وإبعادهما عن الدولة.
