عادي

طالب المري: «إكسبوجر».. الحدث الأهم للمصورين

22:49 مساء
قراءة دقيقتين

الشارقة: زكية كردي

بدأ السعودي طالب المري رحلته مع التصوير عام 2016، إذ أغرته أسرار الحياة البرية فتبع شغفه متجهاً نحو تلك الأسرار، متسلحاً بالكاميرات المتخصصة وطائرات الهيلوكوبتر، ونظرته الخاصة التي استطاع من خلالها أن يصنع لنفسه هوية جمالية وفنية خاصة، معلياً حسه الفني على وظيفة التوثيق التي تستحوذ على اهتمام المصورين عادة في هذا التخصص، وهذا ما استوقفنا عند التأمل في قدرته الخاصة على خلق نمط خاص من التجريد في الصورة.

عن معرضه الأول «فن الزراف» الذي شارك به في الدورة التي انتهت أخيراً من المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» في الشارقة، قال: اخترت الزراف تحديداً موضوعاً لصوري لأني لاحظت أن معظم مصوري الحياة البرية يركزون على تصوير الحيوانات المفترسة عادة ويهملون غيرها.

وعن انجذاب نسبة كبيرة من المصورين للتصوير بالأبيض والأسود، وسبب اكتفائهم بهذا النمط، رأى أن هذا يعود إلى طريقة توصيل إحساس المصور بالأعمال الفنية، فلو كانت الصورة ملونة تسرق جمالية الألوان الإحساس بالعمل نفسه. وأضاف: حاولت أن أجرّد الصور من الألوان وأركز على الأبيض والأسود، وتعمدت أن أبسّط الصورة إلى أقصى حد ممكن من خلال إبراز التباين بين اللونين ومحاولة الاستغناء عن ازدحام التفاصيل، فكنت أرى التحدي في إبراز الجمال بطرق جديدة.

وفي ما يخص الاتجاه التجريدي في عالم التصوير، والذي يعتبر حديثاً، أوضح أن «الاحتراف يفرض على المصور صنع هويته الخاصة، فالجميع اليوم يمسكون بهواتفهم الذكية المزودة بالكاميرات وقادرون على التصوير طوال الوقت، لكن إيصال الأسلوب الخاص وشخصية المصور ونمطه في التصوير، هذا هو التحدي، لهذا يتجه البعض باتجاه التجريد، بينما يسعى آخرون إلى «الأكشن»، وغيرها من المحاور».

وذكر أن على كل مصور أن يعي هذه الجزئية المهمة في عالم التصوير، وهي أن يبحث عن الطريقة التي يصنع بها هويته الفنية الخاصة، ويبتعد عن الصور التقليدية، أو النمطية التي يستطيع معظم الناس التقاطها اليوم.

وعن تخصصه بتصوير الحياة البرية، يقول: قناعتي الدة أن المصور المتمكن يصور كل شيء، لكنه يتخصص في مجال واحد، فأنا أصور المباني، وحياة الناس، والشوارع، لكن لا أنشرها على مواقع التواصل، ولا أعرضها، بل أحتفظ بها لنفسي لأنها لا ترتبط بهويتي. ويجب أن يكون المصور مطلعاً على المجالات الأخرى في التصوير، لأنه بطريقة ما سوف يستفيد من المجالات الأخرى في المجال الذي يختص به بطريقة غير مباشرة، وهذا لا ينطبق على التصوير فقط، فالاطلاع مهم وملهم في مختلف المجالات، لهذا نجد أن المصورين المميزين لديهم اهتمامات ثقافية بالشعر والأغاني تكوّن عندهم فكراً خاصاً، وتغذي شفافيتهم الفنية.

وأشار إلى أن مشاركته في «إكسبوجر» الذي يعتبر الحدث الأضخم والمنتظر بالنسبة لفناني المنطقة، بدأت في مسابقة المهرجان العام الماضي، وحاز المركز الأول. وقال: عندما حضرت تفاجأت بالكنز الكبير الموجود هنا، فهو حدث عالمي عظيم بالنسبة للمصورين بفضل تواجد الفنانين العالميين والكثير من الأعمال الفنية التي تمد المصورين بتغذية بصرية، والاحتكاك معهم من خلال الحديث والجلسات الحوارية، هذا شيء عظيم بالنسبة إلي وأفادني كثيراً. وأنصح المصورين من مختلف الدول العربية بألا يضيعوا فرصة حضور المهرجان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/v6a6nv9e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"