عادي

مؤشر «فوتسي 100» البريطاني فوق 8,000 نقطة للمرة الأولى

16:02 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: خالد موسى
أغلق المؤشر البريطاني «فوتسي 100» فوق 8,000 نقطة للمرة الأولى، الخميس، وأشار أحد المحللين إلى أن «السبب وراء الطلب على أسهم المملكة المتحدة هو أن الملل هو المثير الجديد».
وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة تواجه أضعف توقعات النمو الاقتصادي بين جميع الاقتصادات الرئيسية في العالم، بما في ذلك روسيا، فقد وصل مؤشر الأسهم القيادية للبلاد إلى مستويات قياسية هذا الأسبوع وأغلق عند 8012.53، الخميس، بحسب «سي أن بي سي».
وبعد عام عصيب في 2022 حيث أدى ارتفاع معدلات التضخم والارتفاعات الحادة في أسعار الفائدة وتلاشي ثقة المستهلك إلى إشعال النيران في أسواق الأسهم في جميع أنحاء العالم. وارتفعت التعاملات في سوق المملكة المتحدة، الجمعة، بنسبة 7.5% حتى الآن، على الرغم من أن هذا لا يزال وراء المكاسب البالغة 9.5% في المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي.
وانخفض مؤشر «فوتسي 100» بنسبة 0.25% في لندن، الجمعة، مع بيع الأصول الخطرة في جميع أنحاء أوروبا، على الرغم من أن الخسائر كانت أقل بكثير من تلك التي شوهدت في فرنسا وألمانيا.
وقال داني هيوسون، رئيس التحليل المالي في منصة الاستثمار البريطانية «ايه جيه بيل»: «المملكة المتحدة وأوروبا في منطقة تضخم جيدة الآن؛ إنه لا يبرد بسرعة ولكنه يبرد بشكل أسرع مما توقعه الكثيرون».
وأضاف: «يؤدي ذلك إلى خلق الثقة في أن المستهلكين قد يكون لديهم ما يكفيهم من أجل البقاء ؛ أن تلك الأرباح المثيرة للجدل التي يتمتع بها عمالقة الطاقة هؤلاء لن تبقى إلى الأبد لأن سعر الطاقة ينخفض بسرعة».
وانخفض معدل التضخم الرئيسي السنوي في المملكة المتحدة للشهر الثالث على التوالي في يناير/كانون الثاني إلى 10.1%، على الرغم من أنه لا يزال أعلى بكثير من هدف بنك إنجلترا البالغ 2% بينما يظل سوق العمل ضيقًا بشكل غير عادي.
كما انخفض معدل التضخم الرئيسي في منطقة اليورو للشهر الثالث على التوالي إلى 8.5% في يناير/ كانون الثاني، ليعود إلى الأرض بمعدل أسرع قليلاً مما هو عليه في المملكة المتحدة.
تجاوز التوقعات
وعلى الرغم من فترات الركود المتوقعة، تمكنت اقتصادات المملكة المتحدة وأوروبا حتى الآن من تجاوز التوقعات بشكل طفيف وتجنب الانكماش الاقتصادي. واستفادت المملكة المتحدة أيضًا إلى حد ما، من العودة إلى الاستقرار الاقتصادي بعد اضطراب السوق الذي شهدته العام الماضي، في أعقاب الخطة الاقتصادية السيئة لرئيس الوزراء السابق ليز تروس.
وفي الوقت نفسه، أدى الطقس المعتدل في شمال أوروبا والمستويات المرتفعة من تخزين الغاز الطبيعي إلى تمكن المنطقة من تجنب نقص الطاقة المخيف لهذا الشتاء. كما ساعدت الأرباح الوفيرة في القطاعات ذات الثقل الكبير في مؤشر «فوتسي 100»، مثل الطاقة والسلع والقطاع المالي، على دفع المؤشر صعودًا، إلى جانب ضعف الجنيه. مما يساعد على تحصيل الإيرادات الخارجية بالدولار.
ويتألف المؤشر بشكل كبير من الشركات متعددة الجنسيات ذات النسب العالية من الأرباح المقومة بالدولار، ويقدم مدفوعات أرباح عالية نسبيًا للمستثمرين.
  • الأسهم البريطانية رخيصة
ومع ذلك، جنبًا إلى جنب مع عوامل السوق قصيرة الأجل التي تحفز تدفقات الاستثمار إلى السوق التي قضت سنوات عديدة في البرية، يرى المحللون بعض التحولات الهيكلية في سلوك المستثمرين.
وقال جيسون هولاندز، العضو المنتدب في شركة «بست انفست» للاستثمار عبر الإنترنت: «على الرغم من الارتفاع الجديد للمؤشر، تظل الأسهم البريطانية رخيصة بشكل لا يصدق مع تداول فوتسي 100 بمضاعفات الأرباح المتوقعة 10.7 مرات».
وأضاف:«هذه نقطة انطلاق جيدة، مما يشير إلى احتمالية تحقيق المزيد من المكاسب، بينما توفر الأسهم البريطانية أيضًا مستوى جذابًا من توزيعات الأرباح عند حوالي 4.0%».
وتابع: «إن البيئة الاقتصادية في المملكة المتحدة صعبة للغاية مقارنة بأوروبا. ولقد أدى ذلك إلى تحول البنوك الاستثمارية الكبيرة بشكل متزايد نحو المملكة المتحدة، لكن العديد من المستثمرين من القطاع الخاص لا يزالون متشككين وسط نظرة قاتمة للاقتصاد المحلي».
وأضاف هولاندز: «في السنوات الأخيرة، رفض العديد من المستثمرين الأسهم البريطانية باعتبارها مملة، ويفتقرون إلى التعرض لقطاعات مثيرة مثل التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. ولكن في بيئة اقتصادية أكثر صعوبة فإن الشركات القوية التي تنتج أرباحًا موثوقة تستحق الدراسة».
واعتبر أن «الممل هو مثير جديد، مع كثرة التعرض للطاقة والسلع والسلع الاستهلاكية الأساسية وشركات الرعاية الصحية، يبدو مؤشر فوتسي 100 في وضع جيد بالنسبة للبيئة الحالية».
وفي المقابل، يُنظر إلى المرونة الاقتصادية في الولايات المتحدة بشكل أكثر سلبية في "وول ستريت"، مع تفسير بيانات الوظائف القوية وانخفاض أسعار المنتجين على أنها إشارة إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يواصل رفع أسعار الفائدة.
  • انحسار أزمة تكلفة المعيشة بعيد
وعلى الرغم من موجة الأخبار الإيجابية لأوروبا والمملكة المتحدة، ليس الجميع متفائلًا.
وبحسب فريدريك كاريير، رئيس استراتيجية الاستثمار في «آر بي سي» لإدارة الثروة، فإن «سحب الحكومة البريطانية المزمع لخطة دعم فاتورة الطاقة ورفع سقف أسعار الطاقة للأسر، يعني أنه من غير المرجح أن تنحسر أزمة تكلفة المعيشة في أي وقت قريب. وفي الوقت نفسه، فإن أسعار الفائدة والضرائب المرتفعة، والتحفيز المالي المقيد وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تكمل صورة غير مستساغة».
وسلط كاريير أيضًا الضوء على المخاطر التي تتعرض لها أرباح الشركات، والتي تم دعمها في المملكة المتحدة وأوروبا إلى حد كبير من خلال «الطلب المكبوت الناجم عن كورونا، في الوقت الذي كان المستهلكون يتدفقون فيه على الأموال النقدية من جهود التحفيز».
وقال كاريير في مذكرة الأسبوع الماضي: «بفضل هذه الخلفية، تمكنت الشركات من تجاوز تكاليف المدخلات المرتفعة، ورفع هوامش الربح التي بلغت أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكن الوضع تطور».
وأضاف: «لقد تم استنفاد الطلب المكبوت إلى حد كبير وحلّت اضطرابات سلسلة التوريد نفسها إلى حد كبير، وتم تكوين المخزونات. وقد تتآكل قوة تسعير الشركات، لا سيما مع وجود أدلة متزايدة على نطاق واسع على تخفيض أسعار السلع».
ونتيجة لذلك، اقترح كاريير أن «مكاسب سوق الأسهم السهلة قد تكون في الماضي، حيث لا تزال الخلفية الاقتصادية صعبة، على الرغم من أن التقييمات الإجمالية في المملكة المتحدة وأوروبا تظل جذابة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، والتي يجب أن تبقي المناطق على رادار المستثمرين».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3a77u2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"